الوقت- خرج وكيل محافظة المهرة علي سالم الحريزي في موكب كبير برفقة حشد من القبائل إلى مدينة الغيظة عاصمة محافظة المهرة اليمنية في تحدٍ صارخ للتحالف الذي تقوده السعودية والذي أصدر مذكرة اعتقال بحقه بدعوى "تحريض القبائل على الاعتصام".
ونشرت وسائل اعلام يمنية صورة لموكب كبير من السيارة برفقة "الحريزي" قادماً من منطقة شحن، واستبعد الحريزي أن ينفذ ضباط الجيش اليمني توجيهات مذكرة اعتقاله التي صدرت من قبل غرفة العمليات في المنطقة العسكرية الثانية والموالية للإمارات في المكلا، واصفاً بأنها "لا قيمة لها، وأن ضباط الجيش اليمني لن يلتزموا بها".
وأكد المسؤول اليمني أن محاولات اعتقاله كان يمكن أن تنجح لو كانت أسندت إلى النخبة الحضرمية أو الشبوانية التي أنشأتها الإمارات والسعودية لتنفيذ إجراءاتهما الاحتلالية، بحسب تعبيره، وأوضح الحريزي أنه يتعرض مراراً للتهديد قائلاً:"هناك تهديد حتى عندما أنزل الغيظة (عاصمة المحافظة) تأتيني معلومة أن السعودية ستهاجمني وعليّ أن أرحل"، وأضاف: إن "هذه أساليب لا تنطلي علينا، وبالتالي لن تثنينا عن أي دور في مواجهة الاحتلال والأطماع التوسعية.. سنصعد من الاعتصامات والاحتجاجات".
وقال الحريزي إنّ "على السعودية الرحيل من المحافظة ووقف مشاريعها"، لافتاً إلى أنّه "على الحكومة الشرعية أن يكون لها موقف حازم حيال ما يقوم به التحالف من ممارسات احتلالية في البلاد".
وبخصوص مذكرة الاعتقال التي أُصدرت بحقه قال:"علمت بهذه المذكرة من خلال وسائل الإعلام، وكنت أتوقع إجراءً من هذا القبيل من قبل التحالف، وهي مذكرة لا تعنيني مطلقاً. وفهمت أنّ التعليمات ليست من القيادات العسكرية اليمنية أو الحكومة الشرعية، وإنّما من قيادات التحالف وتحديداً السعودية والإمارات، التي تحتل الجنوب، وهذه المذكرة سببها كشفنا الحقائق للعالم، وهي أنّ السعودية والإمارات أصبحتا دولتين محتلتين؛ الإمارات تحتل الجنوب ولا تسمح للرئيس (عبد ربه منصور هادي) بالإقامة فيها كما لا تسمح باستخدام الميناء والمطار، وأيضاً في حضرموت هناك ضباط إماراتيون، هم الذين يديرون حضرموت الساحل".
وأضاف: "أما في المهرة؛ فلدينا الاحتلال السعودي، وقد اكتشفنا أخيراً بدء القوات السعودية العمل على طريق سيتم عبره مد أنبوب للنفط بدون أي تنسيق مع الدولة اليمنية سواء حكومة شرعية أم سلطة محلية، وللأسف الشديد أقولها إنّ التحالف يتعامل معنا كـ"حيوانات وليس بشر"، وبالتالي نحن رفعنا الصوت ورفضنا هذه الإجراءات وسنستمر بذلك لأنّنا بشر وهذه أرضنا، وعلى السعوديين أن يتوقفوا عن هذه المشاريع الاستعمارية".
و تابع قائلاً: "إذا كان وصفهم بالمحتلين قد أزعجهم، ووجهوا القيادات العسكرية اليمنية في حضرموت باعتقالي، فعليهم أن يرحلوا من المحافظة ويوقفوا أطماعهم، ولن يكونوا بعد ذلك محتلين. وهنا أسأل الحكومة الشرعية: هل يعقل أن يتم إعادة إعمار اليمن بدءاً من منطقة الخرخير الواقعة في الربع الخالي؟ هذا كلام غير معقول ونحن أمام مؤامرة كبيرة وعلينا أن ننتبه لها، ومستعدون للتضحية بكل ما نملك في سبيل حماية أرضنا. إذا كانوا صادقين في عملية إعادة الإعمار، هناك مناطق تضررت ودمّرت من الحرب، فلماذا لا يقومون بإعادة إعمارها؟.
وخير المسؤول اليمني الجنود السعوديين في المهرة بخيارين لا ثالث لهما إما التوقف عن هذه الإجراءات والتواجد غير المقبول، وإما الدخول في إبادة جماعية لأننا لن نسكت أو نرضخ للتهديدات.