الوقت-تشير آخر الأخبار من جنوب سوريا إلى أن القوات السورية تمكّنت من السيطرة على كل من الجابية، وأم حوران، والواوية، وعشترة، وكفر الوادي، والسكرية شمال غرب محافظة درعا، ومع تثبيت الجيش السوري وحلفائه لمواقعهم في المناطق المحررة حديثاً، تضاءلت مساحة المناطق التي كان يسيطر عليها الإرهابيون في الجنوب السوري وأصبحوا محصورين في عدد صغير من القرى والبلدات بما في ذلك إنخل، ونوي، والعجمي، اليادودة، مزیرب، والأحياء الجنوبية لدرعا البلد، ومعسكرات المسلحين في درعا، والمنشية، والسد الشرقي، والسد الغربي، والتي سيخرجون منها بفعل المصالحات التي تجري هناك.
ووفقاً لتقارير استخباراتية، فإن الجماعات الإرهابية اتفقت مع الحكومة السورية في المناطق التي تخضع لسيطرتها على تسليم أسلحتها الثقيلة وشبه الثقيلة إلى الجيش السوري، وفي المقابل سيتم تسوية أوضاعهم على أن ينقل الذين لا يريدون البقاء تحت راية الجيش السوري إلى إدلب، ووفقاً لمصادر ميدانية فقد قامت مجموعات إرهابية في قريتي " الیادوده" و " المزیرب" بتسليم كميات كبيرة من أسلحتها الثقيلة بما في ذلك دبابات ومركبات عسكرية إلى القوات العسكرية السورية.
وقالت صحيفة المشرق إنه بالتزامن مع انتصارات الجيش السوري الميدانية في محافظة درعا وتحريره معبر نصيب الحدودي مع الأردن، شنّ العشرات من عناصر تنظيم داعش الإرهابي الموجودون في قرية "الحيط" التي تقع جنوب غرب المحافظة، هجمات إرهابية مكثفة ضد مواقع الجيش السوري الموجودة في معبر النصيب الحدودي، وتعامل الجيش السوري بذكاء مع هذه الهجمات موقعاً خسائر كبيرة بين الإرهابيين، حيث قام بتدمر المفخخات والانغماسين قبل وصولهم إلى مواقعه ما اضطرهم إلى التراجع إلى الوراء.
وكان يسعى عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من المنطقة الجنوبية خصوصاً بعد خروج الجيش السوري منها أثناء الأحداث هناك وقتاله على جبهات أخرى، واستطاع التنظيم السيطرة على نحو 6 بالمئة من مساحة محافظة درعا.
وحالياً، يسيطر الجيش السوري على ما يقرب من 94٪ من محافظة درعا، التي تبلغ مساحتها 2650 كيلومتراً مربعاً، ويسيطر داعش على 200 كيلومتر مربع فقط من جنوب غرب المحافظة، أما باقي المجموعات الإرهابية فهم محاصرون في منطقة صغيرة تبلغ مساحتها 50 كيلومتراً مربعاً، حيث سيتم إخلاؤها منها في القادم من الأيام بفعل المصالحات.
وتفيد التقارير الواردة من محافظة القنيطرة، أن قوات الجيش السوري قد توصّلت إلى اتفاق مع العديد من الجماعات الإرهابية، حيث تقوم الأخيرة بتسليم أسلحتها وذلك من أجل تسوية أوضاعها، وحالياً استعاد الجيش السوري السيطرة على مناطق مهمة في محافظة القنيطرة، وهي " تل الأحمر الغربي، تل الأحمر الشرقي، ممتنه، رویحینه، رسم القطیش، رسم الزاویه، رسم الخوالد، عین زیوان، عید العبد، کودنه، الاصبح، مربعات، المطیحات وتبع الصخر"، ومع التقدم السريع الذي حققه الجيش السوري في القنيطرة، فرّت العناصر الإرهابية إلى الجولان المحتل، وبدخوله لقرية "رویحینه" يكون الجيش السوري قد وصل إلى حدود الجولان بعد سبع سنوات من سيطرة الإرهابيين عليها.
ووفقاً للتقارير الميدانية، فقد تمكّنت القوات السورية خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية من السيطرة على 170 كيلومتراً مربعاً من محافظة القنيطرة وبذلك تكون قد توسّعت المساحة الإجمالية الواقعة تحت سيطرتها إلى 470 كيلومتراً مربعاً وتبلغ مساحة المحافظة 1200 كيلومتر مربع وتسيطر الجماعات الإرهابية على 730 كيلومتراً مربعاً منها، ولكن استناداً إلى الاتفاقات التي تم التوصل إليها قامت العناصر الإرهابية بإخلاء أجزاء كبيرة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها على أن يتم نقلهم إلى محافظة إدلب.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فقد تم نقل 2600 من العناصر الإرهابية على 55 حافلة من محافظة القنيطرة إلى إدلب، وفي الوقت الحالي يجري العمل على نقل الإرهابيين إلى الشمال ضمن المرحلة الثانية من الاتفاق، ووفقاً للمعلومات الواردة من هذه المنطقة، ينوي عدد كبير من العناصر الإرهابية البقاء في قراهم على أن يتم معالجة أوضاعهم، فيما يرفض عدد كبير أيضاً الخروج من بعض القرى وخاصة قرية " باثا الخشب" حيث يصرّون على القتال ضد الجيش السوري.
عمليات القنيطرة في عيون إسرائيلية
نظراً للموقع الجيوسياسي لمحافظة القنيطرة وأهميتها عند الكيان الإسرائيلي لما لها من تماس مباشر مع الجولان المحتل، ومنذ بداية الأزمة السورية، ومع قيام الجماعات الإرهابية بالسيطرة على مساحات مهمة من المحافظة، حاول الكيان الإسرائيلي استخدام مناطق المسلحين كحزام أمني حول مرتفعات الجولان من خلال التواصل مع هذه الجماعات وتزويدها بدعم شامل، إضافة إلى محاولة إنشائه منطقة عازلة بهدف زيادة عمقه الاستراتيجي شمال الأراضي المحتلة.
ويعدّ تحرك الجيش السوري باتجاه محافظة القنيطرة ومحاولة تحريرها من الجماعات الإرهابية مهماً جداً لما سيمكّنه من الحصول على تماس مباشر مع مرتفعات الجولان المحتلة، الأمر الذي يضع العمق الاستراتيجي للكيان الإسرائيلي في وضع هش للغاية، ويوفر نوعاً من الردع ضد العمليات المحدودة للكيان في سوريا، ويمكن القول إن وصول الجيش إلى هذه المناطق سيزيد من قدرته وقدرة المقاومة على صدّ الاعتداءات الإسرائيلية، وبفعل ذلك ستقلّ قدرة الكيان على توجيه ضربات للنظام السوري.
وعليه، من المتوقع أنه مع بدء العمليات العسكرية في محافظة القنيطرة وتكثيف الهجمات ضد الجماعات الإرهابية من أجل التحرير الكامل للمحافظة، سيسعى الكيان الإسرائيلي إلى زيادة ضرباته العسكرية للجيش السوري بهدف إيقاف هذه العمليات.