الوقت- بشكل سريع ومدروس تواصل وحدات الجيش عملياتها العسكرية على أوكار الإرهابيين في ريف درعا وسط حالة من التخبط والانهيار في صفوف الجماعات الإرهابية المسلحة وفرار العشرات منهم، حيث باتت المحافظة قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى حضن الوطن.
وأسفرت العمليات العسكرية المركزة حتى الآن عن تحرير العديد من القرى والبلدات بينما أُرغمت المجموعات المسلحة في مناطق أخرى على الاستسلام وتسليم أسلحتها وذخيرتها تحت ضغط العمليات العسكرية.
وعلى مرّ الأسبوعين الماضيين وسّع الجيش السوري نطاق عملياته غرب العاصمة دمشق وتمكّن من فتح جبهة بطول 40 كيلومتراً بين نقطتين تمتدان من قرية سكاكا جنوباً إلى الشومرة شمالاً، في مسعى لتقسيم المنطقة لجيوب صغيرة كما حصل في جبهات مماثلة خاصة في ريف دمشق، وذلك بالتوازي مع سعيه لفتح محور باتجاه ريف درعا من جهة ريف السويداء الجنوبي الغربي بعد وصول تعزيزات ضخمة لقواته.
ففي مدينة درعا وجّهت وحدات من الجيش السوري رمايات نارية مركزة على أوكار وتجمعات الإرهابيين على اتجاه الجمرك القديم في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا وعلى اتجاه بلدة النعيمة شرق درعا بـ 4 كم.
ويهدف الجيش السوري إلى قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين في درعا البلد القادمة من الريف الشرقي والحدود الأردنية، وتمكن أمس من تدمير عدد من أوكار الإرهابيين وتكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وفي بلدة داعل تجمع المئات من أهالي بلدة داعل بريف درعا الشمالي في الساحة الرئيسية للبلدة أمس الأحد تأكيداً على مواقفهم الداعمة للجيش العربي السوري وتحية له على بطولاته وتضحياته التي قدمها لتحريرهم من الإرهاب التكفيري، وخلال التجمع رفع عناصر من الجيش علم بلادهم وسط البلدة إيذاناً بإعلانها آمنة ومستقرة وخالية من الإرهابيين بعد أن استسلم المسلحون وسلّموا أسلحتهم وذخيرتهم وعتادهم تحت ضغط العمليات العسكرية للجيش، وترافقت مراسم رفع العلم الوطني باحتفالات كبيرة توزعت في أكثر من ساحة وشارع في بلدة داعل التي شهدت مسيرة سيارة في شوارع البلدة رفع خلالها عشرات الشبان الأعلام الوطنية وصور السيد الرئيس بشار الأسد وأنشدوا النشيد الوطني وهتفوا تحية للجيش العربي السوري.
وفي مدينة "بصرى الشام" أعلنت الجماعات المسلحة في المدينة الموافقة على تسليمها فوراً إلى الجيش السوري وقالت وحدة الإعلام الحربي إن مسلحي المعارضة في "بصرى الشام" بجنوب غرب سوريا وافقوا على التسوية مع الحكومة، ما يشكّل ضربة كبيرة للمعارضة باعتبار أن خسارة "بصرى الشام" ستفتح الطريق أمام الجيش السوري للوصول إلى الحدود الأردنية وتطويق المعارضة في مدينة درعا في جيب صغير.
وتشكّل عملية تحرير محافظة درعا أكبر ضربة للميليشيات الإرهابية المسلحة السورية وعودة للمنطقة التي كانت أولى المناطق الخارجة عن سيطرة الجيش السوري منذ عام 2011، ما يعني تغيراً كبيراً في موازين القوى في المنطقة، وفشلاً نهائياً للمساعي الإسرائيلية في تطبيق منظومة جيش مماثل لجيش لبنان الجنوبي يمكّنها من حفظ أمن مستوطناتها الشمالية، وبالتالي تمكين الجيش السوري من الانتشار بطول الخط الحدودي حيث يشكّل ريف درعا الغربي الحدود الشرقية لخط "برافو" المطلّ على المنطقة العازلة بين الجيش السوري وجيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وفق اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.
واللافت في خط المواجهة على محور درعا تمكن الجيش السوري من دخول عدد من القرى والبلدات دون شنّ أي عملية عسكرية، فسرعان ما تتقدم آليات الجيش السوري باتجاه محور معين يخرج أهالي القرية رافعين علم بلادهم ومرحبين بوصول الجيش ما يجبر الجماعات المسلحة على مغادرة المنطقة فوراً.
وأمام هذه التطورات الميدانية يبدو أن غرفة "الموك" التي تديرها أمريكا و"إسرائيل" من الأردن سلّمت بنصر الجيش السوري وهي الآن تتخذ إجراءات لوقف هذه العملية عند خطوط اتفاق "فصل القوات" الموقّع عام 1974، وهذا ما أعلن عنه المسؤولون "الإسرائيليون" صراحة والذين أصبح جلّ اهتمامهم منصبّاً على عدم وجود أي قوات إيرانية في صفوف القوات السورية التي بدأت تحرير المنطقة.
وكان الجيش السوري أعلن سابقاً تحرير قرابة 70 بلدة وقرية في الجنوب السوري (بمساحة تزيد على 1800 كيلومتر مربع) وبات على بعد كيلومترين من الحدود مع الأردن، وذلك بالتزامن مع انضمام عشرات البلدات والقرى إلى المصالحات، آخرها بلدات أم ولد وأبطع وجبيب.