الوقت-عقد الدكتور سعد الله زارعي، رئيس معهد "نور" للدراسات الاستراتيجية، ندوة صحفية يوم أمس حملت عنوان "التحقيق في أبعاد ونتائج عودة الانتفاضة الفلسطينية"، عرض خلالها المرحلة الجديدة من نضال الشعب الفلسطيني ضد قمع وعدوان الكيان الإسرائيلي، وأظهر زارعي الاختلافات بين الانتفاضة الحالية والانتفاضات السابقة في عام 1963 و1979، واعتقد أيضاً أنّ أمريكا والكيان الإسرائيلي وبالتعاون مع بعض الدول العربية الإسلامية في المنطقة يحاولون إبعاد قضية فلسطين والقدس الشريف عن الرأي العالمي والغربي، ونتيجة لذلك، كان لدى دونالد ترامب الشجاعة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
انتفاضة "العودة" على عكس سابقاتها، لديها روح هجومية
وفي مستهل كلمته، قارن سعد الله زارعي انتفاضة العودة مع مثيلاتها في عامي 1963 و1979 وقال في هذا الصدد: "إنّ الانتفاضات السابقة كانت دفاعية ومن أجل حلّ قضية فلسطينية معينة، لكن الانتفاضة الجديدة تمتلك صبغة قتالية وهجومية.
وحول أهداف هذه الانتفاضة قال الخبير الإيراني " كان أحد أهداف الانتفاضة هو تعطيل مفعول نقل ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس".
وأضاف: بسبب الجرائم التي ارتكبها التكفيريون في المنطقة، قام كل من أمريكا والكيان الإسرائيلي باستغلال هذه الأوضاع واعتدوا على الفلسطينيين وسمحوا لأنفسهم بالتكلم عن نقل السفارة، وقاموا بإجراء ذلك فيما بعد".
أما الهدف الثاني من هذه الانتفاضة هو قضية اللاجئين الفلسطينيين في البلدان المجاورة الذين يصل عددهم إلى أكثر من 6 ملايين.
حقوق اللاجئين الفلسطينيين لا يمكن فصلها ولا مجال للتسامح فيها
وأشار زارعي إلى وجوب الاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى فلسطين في المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان وكذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلاً "على الرغم من تأكيد الجمعية العامة للأمم المتحدة على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 إلى آخر اجتماع عقد في عام 2017، إلا أنّه تم تجاهل هذا الحق الفلسطيني".
وحول توطين الفلسطينيين في الأردن قال الخبير الإيراني: لقد ادّعوا في السابق أنه يجب منح الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن الجنسية الأردنية، لكن هذا الادعاء ليس بحلٍ لقضية اللاجئين الفلسطينيين. والحقيقة هي أن إعطاء الفلسطينيين الحق بالسكن في الأردن، لن يمنح لهم وإذا منح ذلك سوف يسبب مشكلات أخرى للفلسطينيين والأردنيين معاً.
نضال الفلسطينيين حتى كسر المحرمات
وقال سعدالله زارعي: "صحيح أن انتفاضة حق العودة لم تثمر بشيء حتى الساعة إلا أنها كانت مفتاح كسر المحرمات في تاريخ نضال الفلسطينيين مع الصهاينة، حيث قام الفلسطينيون لوحدهم بكسر الحدود مع الكيان الإسرائيلي، ويجب أن يستمر هذا الأمر حتى يصلوا إلى الأهداف التي وضعوها لمسيراتهم".
دعم بعض الدول المسلمة لحصار غزة أمر مؤسف
وأشار الباحث الإيراني في مسائل الشرق الأوسط إلى أنّ الهدف الثالث من هذه الانتفاضات هو كسر الحصار المفروض على غزة حيث قال: " لقد بدأ الكيان الإسرائيلي الحصار على غزة منذ عام 2009، واستمر حتى يومنا هذا، لكن من الناحية العملية لقد فشل الصهاينة في تحقيق النتيجة المرجوّة من ذلك ومنيوا بالفشل، وللأسف لم يكن الصهاينة وحدهم يحاصرون غزة، بل أصرّ النظام المصري على تطويق الفلسطينيين أكثر من الصهاينة".
وأضاف: "بالنظر إلى الوضع الحالي يبدو أنّ الفلسطينيين قرروا كسر هذا الحصار عن طريق هذه الانتفاضة المدنية وليس عبر استخدام السلاح الفعال الذين يملكونه والذي استخدموه في السابق".
الانتفاضة الثالثة لجميع الفلسطينيين وهي مبادرة من الجيل الجديد
وحول استمرار القضية الفلسطينية من جيل إلى آخر قال زارعي إن: "الانتفاضة الثالثة أو انتفاضة العودة، هي انتفاضة هجومية، مع شعور كبير بالثقة والانتماء للجيل الجديد، وإن الحادثة التي يتوجّه فيها نحو مليون شاب فلسطيني نحو الأراضي المحتلة ويقفزون فوق العقبات والجدران تدلّ على أن القضية الفلسطينية لجميع الأجيال، سواء أكانت من الأجيال الجديدة أم تلك التي سبقت والقادمة".
وأضاف إن: "هذا يعني أن القضية الفلسطينية لن تنسى، وأن الفلسطينيين سيكونون حاضرين حتى تحقيق الحرية والاستقلال، ويجب على الدول الإسلامية أيضاً أن تعمل على دعم النضالات الفلسطينية حتى تحقيق النصر.
الكيان الصهيوني يخاف المواجهة المدنية أكثر من العسكرية
وحول استخدام حماس لسلاحها النوعي مقابل الاعتداءات الإسرائيلية قال زارعي: "إن انتفاضة العودة هي انتفاضة مدنية وليس هناك مجال لبحث استخدام السلاح، لكن إذا ما قام العدو بارتكاب مجازر بحق المدنيين العزّل، سوف يتم استخدام هذا السلاح كما ذكرت حماس. ويجب القول إن الكيان الإسرائيلي يخشى المواجهة المدنية أكثر من العسكرية لأثرها الكبير على الساحة الدولية".
الكيان الإسرائيلي لا يستطيع الوقوف في وجه انتصارات محور المقاومة
وحول موضوع الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا قال زارعي: لقد شهدنا انتصار محور المقاومة على الإرهابيين في سوريا والعراق، وبشكل غير مباشر انتصار هذا المحور على الكيان الإسرائيلي، هذا الحدث مؤلم بالتأكيد بالنسبة لتل أبيب وهي تعلم أنها لا تملك الوسائل اللازمة لهزيمة هذا المحور، وعلى الرغم من أن محور المقاومة لديه أصدقاء على المستويين الإقليمي والدولي، إلا أن تل أبيب تدرك أن محور المقاومة لا يأخذ أوامره من أحد".
روسيا لم تتحاور مع إيران حول أمن الكيان الإسرائيلي
وحول الأخبار التي تناولتها بعض الصحف العالمية عن حوار بين إيران والكيان الإسرائيلي بجهود روسية قال زارعي: إن جمهورية إيران الإسلامية لا تمارس الضغوطات على الإطلاق، وستحافظ، تحت أي ظرف من الظروف، على استقلالها واستقلال البلدان المجاورة لها ولا تقبل من أي أحد أن يفرض عليها أجندة خارجية، لذلك يمكن القول إن موسكو لم تفرض على إيران عقد محادثات حول أمن الكيان الإسرائيلي.
إيران تريد خروج تركيا من سوريا واستمرار الصداقة مع روسيا
وحول موضوع الحضور التركي في سوريا واحتمال ازدياد التوتر بين طهران وأنقرة وموسكو بعد انتهاء الأزمة في سوريا أكد زارعي أن: "إيران تعلم مدى القلق الذي تعيشه أنقرة، لكن أقدامها في سوريا تحمل أهدافاً أخرى غير التي تعلن عنها، لذلك تنظر طهران بقلق إلى الإقامة التركية وتطلب من أنقرة سحب قواتها من هناك ويجب عليها حل مشكلاتها عبر الحوار".
وحول العلاقات الروسية الإيرانية في سوريا: إن العلاقات الروسية الإيرانية عمرها 50 سنة وإيران تريد استمرار هذه العلاقات، ومتابعة التنسيق فيما بينهما في سوريا من أجل حماية حكومة بشار الأسد الشرعية.