الوقت- مع ارتفاع حمى أجواء الانتخابات البرلمانية العراقية تزداد سخونة حملات "التسقيط" المسؤولين السياسيين على أكثر من وجه، كل حزب وتيار وجه أصابع الاتهام إلى نظيره، والحملات تأخذ منحىً تصاعدياً يوماً بعد آخر مع اقتراب موسم المنافسة.!
ونقلاً عن موقع "الوعي نيوز" أجرى فريق يدعى "الحشد الالكتروني" بحثاً استقصائياً حول حملات "التسقيط" المسؤولين السياسيين المستعرة مع حلول الموسم الانتخابي.
قال هذا الفريق وعبر عمليات دقيقة في التحري وحسب المتحدث باسمه: "قمنا بأساليب احترافية باختيار (60) عينة عشوائية من المعلقين السيئين على المنشورات لمعرفة فيما إذا كانوا ينتمون لتيارات سياسية عراقية كـ (الحكمة، التيار الصدري، دولة القانون، الدعوة، الشيوعيين وغيرهم من الجهات) تبين لفريق الحشد الالكتروني أنهم ليس لديهم أي صلة بتلك التيارات، إنما تخضع لأجندات من خارج هذه الدائرة بهدف إيقاعهم في مسلسل "التسقيط" ودائرة تبادل الاتهامات فيما بينهم.
وما خفي كان أعظم، فقد تبين لهذا الفريق الالكتروني أن هذه السياسية تخضع لما يلي:
1- يعود هذا النهج لفريق منظم خضع لدورات احترافية في سلوك اللعب على وتر خلق الصراعات السياسية الداخلية ما بين الأحزاب، تتجاوز أعدادهم العشرات.
2- ومن خلال سياستهم وأهدافهم تبين أنهم ما زالوا يحملون العقلية "البعثية الصدامية" التي فقدت مكانتها لدى الشارع العراقي لكنها لا تزال حية بفضل رجالات النظام البائد المقيمين خارج العراق، والذين ما زالوا يحلمون بالعودة وإسقاط العملية الديمقراطية في البلد، فيعملون بسرية من خلال هذه الخلايا وبالتعاون مع شبكات إعلامية تثير الملفات الملفقة، لأهداف شتى.
3- بات واضحاً أن نهجهم يستهدف "التسقيط" جهات معينة، حيث تبيّن وبالدليل أنها تخضع لأجندات الأطراف الأخرى، فهي تهدف "للضرب الطائفي" لكنه لا يمس من يشترك بسياساته مع واشنطن وحلفائها الإقليميين.
أبرز أهدافهم:
نزع الثقة بالعملية السياسية برمتها، وإسقاط حيوية الديمقراطية المتمثلة بالانتخابات، لإضعاف نسبة المشاركة الشعبية فيها، وهذا ما يهدف إلى خلق حالة فوضى في البلد وصناعة أزمة في الداخل تخدم مشاريع دول لا تعرف الانتخابات شكلاً ولا الديمقراطية عنواناً طوال فترات حكمها رغم ما تدعيه من عصرنة حاضرها البائس.
كما تهدف سياسة "التسقيط " إلى زرع ثقافة اجتماعية لا تعرف معنى الوطنية ولا تنظر للواقع إلا من زاوية التشكيك وفقدان الثقة، حيث تشلّ قدرة المواطن على تغيير واقعه، ما يكوّن لديه فكرة تدعوه للتشاؤم تجاه الوضع في بلده.
اللافت أن هذه السياسة تأتي في إطار الدفاع عن الوطنية بـ "التسقيط " الساسة، وتأتي باسم الدفاع عن أحد الأحزاب لضرب منافسه، وهكذا تتقلب ما بين الأحزاب وما بين الطوائف والأعراق لخلق كراهية ما بين المتحاورين وتأجيج الحوار إلى صراع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل عدم معرفة هوية المتحدث حيث من الممكن أن يكون الشخص لم يزر العراق ولا يعرفه أصلاً لكنه يتقن فن الحوار و"التسقيط"، فيسقط من يشاء ويرفع من يشاء حسب الأجواء وحسب المذاق، وما أسهل أن نقع العراقيون في الفخ لبساطة وسذاجة بعضهم الزائدة عن حدها في مثل هذا الحالات، وسرعان ما يصدقون ما يقال، ويساهمون في نشر الفوضى، والرد، والكلام البذيء الذي بات حاضراً وبقوة في حواراتهم ما يعكس مدى انحطاط الشارع العراقي الذي طالما عرف بثقافته وأدبه وأسلوبه الحواري المتحضر، ولكنه انساق إلى حيث لا يشعر.!
وإذا ما أراد العراقيون يوماً أن يرتقوا أو أن يعودوا إلى ما كانوا عليه، فما كان عليهم إلا أن يتقنوا فن انضباط النفس عوضاً عن الانخراط بتلك الأجواء المتشنجة، وعليهم أن يسهموا في تغيير هذا الواقع بعمل جاد وحرص على سمعة العراقيين وتحجيم الخلافات ما بين الأصدقاء والأقرباء وتحديداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتمحيص تعليقات الغرباء بدقة قبل تأييدها أو الرد عليها.!
وحسب فريق "الحشد الالكتروني" فقد استطاع أن يحظر أكثر من ألفي حساب من هذه الجيوش المجندة ونجحوا بتحصين العديد من الصفحات العراقية من هجماتهم، إلا أن الجهد هذا لا بدّ ألّا يتوقف على فريق واحد أو فريقين، إنما فرق تعدّ بعناية للتصدي إلى مثل هذه السياسات المحبطة و"المسقطة" للمجتمع العراقي قبل الساسة، وأن تكون ثقافة الشعب العراقي قائمة على الارتقاء.
ويبدو جلياً أن أعداء العراق وتحديداً من أيتام النظام البائد، شرعوا بمشروعهم منذ أكثر من خمس سنوات واستعدوا بتدريبات واسعة، وحسب مصادر (صلاح المختار) المسؤول عن هذا المخطط، برعاية إماراتية أردنية، ولعل المخطط أكبر من ذلك بكثير، وكيفما كان فهو سرطان سينهش الواقع العراقي إذا ما استمر وإذا ما خضعنا لأهوائه من دون عمل مضاد.