الوقت- وثيقة جديدة تم الكشف عنها مؤخراً تشير بالمستحقات التي يتقاضاها أمراء آل سعود من الخزينة السعودية، ليس لسبب إلا أنّهم ينتمون إلى هذه العائلة، بالإضافة إلى الامتيازات المهولة التي يتمتع بها أعضاء العائلة، غير أنّه وفي السابع من شهر كانون الثاني/ يناير من العام 2018؛ شهد تجمع أحد عشر من الأمراء السعوديين أمام قصر الملك في الرياض مطالبين بإلغاء القانون الذي أصدره الملك والقاضي بضرورة دفع الأمراء لفواتير الماء والكهرباء، الأمر الذي أدّى لاعتقال الأمراء الأحد عشر، غير أن متابعين أكدوا أن سبب اعتقال هؤلاء الأمراء هو اعتراضهم على اعتقال الأمراء المُتهمين بالفساد وسوء معاملتهم وزجّهم في سجن "ريتز كارلتون"، كما أنّ هدف الحكومة السعودية من اعتقال الأمراء الأحد عشر بحسب المراقبين هو تشويه صورتهم في الإعلام.
وتذهب صحيفة Abc الإسبانية في تقريرٍ لها إلى إنّ مشكلة الأمراء الأحد عشر الذين تمّ اعتقالهم بالرغم من أنهم يؤكدون على ضرورة بقاء وحفظ المملكة النفطية العظمى، غير أنّهم يرون أنّ إجراءات ولي العهد محمد بن سلمان وسيلة لإثبات قدرته ونفوذه في المملكة، خصوصاً مع الحالة الصحيّة السيئة للملك سلمان بن عبد العزيز.
مذكرات أمريكية.. للسعودية
ما من شك أنّ الفساد المالي لأمراء آل سعود كبير وليس بإمكان أحد إحصاؤه؛ وفي هذا السياق يقول ديبلوماسي أمريكي كان يعمل في السعودية إنّ أمراء آل سعود ونظراً لعددهم الكبير بإمكانهم أن يملؤوا مدرّج كرة قدم لوحدهم، حيث يُخمن خبراء أنّ أعداد أمراء آل سعود تتراوح بين 5000 و15 ألف أمير، لكن المواطنين العاديين يفضلون الإشارة إلى بيت آل سعود باسم "بيت السبعة آلاف أمير، بحسب الدبلوماسي الأمريكي.
أما شركة "أرامكو" وهي الشركة الوطنية للنفط في السعودية، ومع انخفاض أسعار النفط، فإنها باتت تعمل وبشكلٍ مضاعف في محاولة منها لإبقاء عمل أجهزة الدولة وتأمين رواتب الأمراء السعوديين، غير أنّه وبعد الانخفاض الشديد في أسعار النفط ودخول البلاد في أزمة اقتصادية خانقة؛ عملت الحكومة السعودية وبقيادة ابن سلمان على الحدّ من الميزانية المخصصة للخدمات الاجتماعية، مع تقديم الكثير من التسهيلات في محاولة منهم لجذب الاستثمارات الأجنبية، علماً أن ثروات الأمراء لم يتم المساس بها؛ وفقاً للدبلوماسي الأمريكي.
رواتب أمراء آل سعود
موقع ويكليكس كشف في أحد تسريباته مجموعة من الرسائل الأمريكية التي تعود إلى العام 1996، حيث تتحدث تلك الرسائل عن الامتيازات والمستحقات التي يتقاضاها أفراد آل سعود، وتقول صحيفة Abc الإسبانية إنّ رواتب الأحفاد غير المُقربين للملك المؤسس في تلك الفترة تُقدر ثمانية آلاف دولار شهرياً، في حين يتقاضى أبناء عائلة آل سعود الذين لا يزالون على قيد الحياة ما بين 200 ألف و 270 ألف دولار شهرياً، وذلك حسب القرب والبعد من الملك المؤسس، أما إجمالي ما تمّ إنفاقه في التسعينيات يُقدر بحوالي 27 ألف دولار شهرياً للأحفاد، في حين يتلقّى أبناء الأحفاد حوالي 13 ألف دولار، فضلاً عن 8 آلاف دولار لفائدة أحفاد الأحفاد.
ويؤكد التقرير السري الذي سُرِبَ عن طريق ويكيلكس أنّ الأمراء يحظون بأموال إضافية، وذلك تبعاً لعدد زوجاتهم والقصور التي يمتلكونها، كما قُدّرت نفقات العائلة الحاكمة في ذلك الوقت بحوالي ملياري دولار سنوياً، وقد بلغت هذه الميزانية خلال هذه السنة حوالي 40 مليار دولار.
من جهة أخرى، يعتبر الجزء الأكبر من مداخيل النفط الموجهة لعائلة آل سعود بمثابة نفقات سنوية لا تدخل ضمن الميزانية المخصصة لهم، وتقول ويكيليكس إنه وخلال عقد التسعينات وصلت هذه المداخيل إلى حدود 10 مليارات دولار، وكانت مخصصة لمصلحة مجموعة صغيرة للغاية من الأمراء.
ديون غير قابلة للسداد
وبعيداً عن المستحقات التي يتلقاها أفراد آل سعود بشكلٍ شهري؛ فقد امتدت أيديهم إلى القطاع البنكي، حيث يمتاز الأمراء السعوديون بحق طلب القروض ولكن دون الالتزام بإعادتها!، حيث يؤكد اثنا عشر من رؤساء البنوك الأساسية في السعودية خلال اجتماع مع السفير الأمريكي في الرياض أن طبقة الأمراء تنقسم إلى ثلاث فئات: الطبقة العليا الثرية للغاية وهي ليست بحاجة إلى طلب قروض بنكية على الإطلاق، وطبقة متوسطة تمتلك ثروة محدودة، والتي تفرض عليهم الحصول على جملة من الحسابات البنكية بهدف التمتع بالقروض، أما الطبقة الثالثة من الأمراء، فتشمل من يسمون "القائمة السوداء المصرفية"، التي لا تحظى بحق الحصول على قرض بنكي، وذلك نظراً لأنهم ينتمون إلى الفروع الثانوية للعائلة المالكة.
تجدر الإشارة إلى أنّ وثيقة أمريكية سرّبها موقع ويكيليكس كشفت أنّ أميراً سعودياً أبلغ السفير الأمريكي في المملكة أن "عائدات مليون برميل من النفط يومياً تعود بأكملها إلى خمسة أو ستة أمراء"، كما وتتضمّن المكافآت هدايا الزواج ومبادرات بناء القصور إضافة إلى "الوفاء بوعود الأمراء المالية" ومكافآت شهرية أيضاً لأفراد وعائلات من خارج العائلة المالكة، وتشير الوثيقة بأن الأمراء يقومون بالاستيلاء على الأراضي وبيعها بأموال طائلة للدولة.