الوقت - قالت الحكومة السورية بأن مجموعات من القوات الشعبية ستصل إلى منطقة عفرين لدعم صمود أهلها في مواجهة ما اسمته بالعدوان الذي تشنه قوات النظام التركي على المدينة وسكانها منذ الـ 20 من الشهر الماضي الأمر الذي تسبب بارتباك دولي كبير وحول هذا الموضوع وتدعياته أجرى موقع الوقت التحليلي الاخباري لقاء مع السيد مصطفى المقداد نائب رئيس اتحاد الصحفيين السوريين وفيما يلي نص اللقاء.
الوقت: ما هي برأيكم الأسباب التي تكمن وراء دخول القوات السورية إلى عفرين بعد طلب كردي مباشر من الحكومة السورية بأن تتدخل بينما في السابق كان الأكراد يرفضون أي تدخل حكومي سوري في عفرين أو منبج؟
المقداد: أقولها ببساطة إن أردوغان وقوات أردوغان العسكرية كانت تتذرع منذ بداية حملتها على مدينة عفرين بالتصدي لحزب العمال الكردستاني، ولكن تلك الذريعة الواهية تسقط مع دخول القوات الشعبية السورية إلى مدينة عفرين، اليوم بعد شهر على فشل العدوان التركي أعتقد أن أمام أردوغان فرصة تاريخية على المستويين السياسي والعسكري، فعلى المستوى العسكري هو يستطيع أن يدعي قبول الاتفاق على دخول القوات الشعبية إلى مدينة عفرين ويستطيع أن يقول إنه أبعد الخطر الكردي المزعوم ومن ناحية ثانية يستطيع ان يقدم شهادة حسن سلوك على انه ماض في الالتزام بالقانون الدولي وبشكل خاص بعد مخرجات مؤتمر استانة وخاصة ان تركيا هي احدى الدول الضامنة لمخرجات استانة.
الوقت: ما هي التداعيات المتوقعة برأيكم لدخول القوات السورية إلى عفرين وهل بات هناك من الان فصاعدا أي حجة لتركيا لاستمرار عملية غصن الزيتون؟
المقداد: كل الاحتمالات واردة.. وهنا برأيي أنا.. لن يحدث اصطدام مباشر، فتركيا ستجد نفسها في موقع المدان على المستوى الاقليمي والدولي وذلك مع وجود قوات سورية نظامية ايا كان شكلها في عفرين فهي تقطع الذريعة الواهية التي كان يتذرع بها اردوغان سابقا وهنا نقطة مهمة جدا لا يجب ان تغيب عن ذهن احد وهي أن ايران وروسيا تتواصلان مع تركيا منعا لحصول هكذا مواجهة ومن المفترض ان يكون بين الروسي والايراني تواصل دائم بحيث يمنعان هذا الامر، وهذا الامر يمثل صورة ايجابية يمكن لتركيا ان تلعبها خلافا لدورها في السنوات السابقة فتركيا كانت تدعي انها تحارب الارهاب بينما هي تدعم الارهاب ومنذ انطلاق مباحثات استانة لم تقدم تركيا ولو دليلا واحدا على انها ترعى وتضمن ما يتم الاتفاق عليه واليوم تركيا قادرة على ان تقدم مؤشرا ولو مقبولا بينما الواقع يشير الى غير ذلك فتركيا خلال سنتين من حالة الجفاء مع امريكا نجدها تسارع في عرضها على امريكا بان تتواجد قوات امريكية وتركية مشتركة في منبج وهذا الامر يعكس حقيقة التوجه الاردوغاني في سوريا.
انا اعتقد انه وبعد العلاقات الجيدة وتحسنها بين موسكو وانقرة فإن العلاقات تتجه نحو تحسن مستمر بين البلدين وهذا الامر ملحوظ للجميع والمصلحة المباشرة التركية باقامة علاقة جيدة مع روسيا وهذه المصلحة سياسية واقتصادية وهذا امر ملحوظ ايضا منذ فترة الجفاء الملحوظة مع امريكا عموما والناتو بشكل خاص، فقد اتصل بوتين باردوغان وبحث معه الشأن السوري والطلب الروسي من تركيا هو ان تنسحب من الاراضي السورية لان تدخلها يمثل عدوانا كبيرا على سوريا والادعاء التركي بالخطر والوجود الكردي على حدودها قد زال كليا عبر دخول قوات سورية الى مدينة عفرين واحتمال المواجهة بين سوريا كدولة وتركيا كدولة هو احتمال قائم لكنه في ادنى احتمالاته.