الوقت- بعد الإنتصارات العظيمة التي يحققها حزب الله في شتى الميادين، ازداد الحديث عن تعاظم قدراته العسكرية والأمنية، ولأن الحزب عوّد أعداءه على المفاجئات، باتوا يخشون همس قادته وتحرّكات مجاهديه، ولم تقف مخاوفهم عند العكسر والأمن فقط، بل باتوا يرون في الحزب اللبناني قوة سايبرية تهدّدهم من بعيد.
حول ذلك تناولت دراسة نشرها موقع " The Cipher Brief" الأمريكي المتخصص بالدراسات الأمنية الإلكترونية نشاط حزب الله الإلكتروني في السنوات العشر الأخيرة.
جاء في الدراسة أن الحزب الأصفر عمل طوال السنوات الماضية على تطوير قدراته في المجال الإلكتروني والرقمي واستبق خصومه وأعداءه بغية العمل على المواجهة الرقمية.
ورأى الموقع أن الحزب يملك كل الإمكانات المطلوبة التي تساعده على القيام بعمليات هجوم إلكترونية مختلفة ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية وخليجية، وتابع التقرير أن شركة شيك بوينت الإسرائيلية للأمن السيبراني كشفت في العام 2015 عن حملة تجسس، كما أسمتها، انطلقت من لبنان واستهدفت شركات ومؤسسات إسرائيلية ووصلت إلى السعودية.
على صعيد متّصل ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، في تقرير نشره موقعها بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية في سوريا، أنّ إسرائيل تنطلق من افتراض مفاده أن الحرب الإلكترونية قد تحتل مكاناً مركزياً، في المواجهة الدائرة حالياً بين تل أبيب من جهة وكل من طهران وحزب الله.
ونقل المعلق العسكري للصحيفة، يوحنان جيرمي بوب، عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أنّ "إسرائيل يمكن أن تعاني لفترة طويلة من نتائج الحرب الإلكترونية التي تشنها إيران وحزب الله"، وأوضح أن "التقديرات السائدة في تل أبيب تفيد بأن حزب الله وإيران سيحاولان توظيف كل ما لديهما من وسائل، في مجال الحرب الإلكترونية في مواجهة إسرائيل".
وأوضح بوب أن قدرات إيران وحزب الله في مجال السايبر تشكل تهديداً جدياً بسبب قدرتها على المس بالمجالات الحيوية لإسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن القدرات الإلكترونية لكل من حزب الله وإيران تمكنهما من تعطيل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وضمنها طائرة الشبح "إف 35" الأكثر تطوراً.
وبيّنت "جيروزاليم بوست" أن "هناك ما يدلل على أن منظومة وسائط الطيران غير المأهولة التي تملكها إسرائيل هي الأكثر عرضة للتعطيل بواسطة الهجمات الإلكترونية"، مشيرة إلى أن "إنجاز هذه المهمة لا يتطلب توفر قدرات دولة".
هجوم الكتروني أكثر ضررا من الصواريخ
هذا وتسود قناعة في كيان الإحتلال أن الهجوم الالكتروني الذي قد يستهدف البنية التحتية المدنية الإسرائيلية سيكون أكثر ضرراً من هجوم حزب الله الصاروخي. وقد عبر عن ذلك مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي مطلع العام 2017، لموقع تايمز أوف إسرائيل، بقوله إن "حزب الله قد يعطل البنية التحتية الإسرائيلية باستخدام الهجمات السيبرانية. وهذا يعتبر أشد تأثيراً من استخدام الصواريخ لمهاجمة محطة توليد الخضيرة"، مشيراً إلى محطة كهرباء أوروت رابين التي تعمل بالفحم وتقع في المدينة الساحلية.
وأواخر العام 2016 نشر قسم البحوث في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تقريراً للباحث في كلية الأمن القومي في الجيش الإسرائيلي ديما أدامسكي، رأى فيه أن الحزب لو تمكن من دخول شبكة القيادة والتحكم الرقمي للجيش الإسرائيلي، على نحو محدود، فذلك سيؤثر على قدرات المناورة الإسرائيلية، ويمكن أن يمثل "واقعاً جديداً" لمخططي الحرب الإسرائيليين ويشوش على العمليات.
الجدير ذكره أن مدير الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مايكل آيزنشتات، علق على قدرات الحزب السيبرانية، قائلاً: "العمليات السيبرانية يمكن أن تكون بارزة في حرب مستقبلية بين حزب الله وإسرائيل. وكما هي الحال في معظم الدول الحديثة، تعتمد البنية التحتية الحيوية والعسكرية في إسرائيل بشكل كبير على تكنولوجيا المعلومات في كل شيء تقريباً. ومن المؤكد أن حزب الله يدرس استخدام الإنترنت لتعطيل الدفاعات الصاروخية والصواريخ الإسرائيلية، والنظم الجوية والبحرية غير المأهولة، والبنية التحتية الحيوية. ونظراً إلى أن إسرائيل ستضرب على الأرجح البنية التحتية اللبنانية التي تسهل العمليات العسكرية للحزب مثل الطرق وشبكات الكهرباء والاتصالات، فمن المرجح أن يحاول حزب الله الرد في المجالين الفيزيائي والسيبراني على السواء".