الوقت- تحدث موقع "دويتشه فيله" (DW) الألماني عن مأساة الشعب اليمني الذي يعاني من جور السعودية ومعها "قوات التحالف"، مركّزا على الشريحة التي تعاني المرض، وتستدعي حالاتها الصحية السفر إلى الخارج، معتبرا أن الحرب والظروف التي يمر بها اليمن تمنعهم من ذلك. مؤكّدا أن إغلاق مطار صنعاء هو من أكبر العوائق، حيث "لا ينجح سوى القليلين منهم في السفر، فيما يصارع البقية المرض بإمكانات محدودة."
في البداية تحدثت كاتبة التقرير عن معاناة أسرة الطفل عدنان البالغ من العمر 10 سنوات، واصفتا حال أمه التي لم تتحمل رؤية صحة طفلها تتدهور يوماً بعد يوم، بسبب معاناته مع الفشل الكلوي، فقامت بتوفير واقتراض ما أمكن من المال، لإنقاذ حياته بالسفر للعلاج خارج البلاد. إلا أنه وحسب الكاتبة، بات السفر في حد ذاته يشبه "الجحيم" لمجموعة من الأسباب، أهمّها إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام رحلات نقل الركاب.
وتابعت الكاتبة قصة العائلة التي جهدت لتأمين إجراءات السفر، إلا أن أم الطفل سردت ما حصل: "وقبل بلوغ المطار الذي تستغرق الرحلة إليه 24 ساعة على متن حافلة، لفظ عدنان أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة لعدم قدرته على تحمل مشقات السفر."
وأضافت: "عدنان، واحد من عشرات الآلاف من اليمنيين، ممن تتطلب حالتهم الصحية السفر إلى خارج البلاد، عدنان فارق الحياة مع عناء السفر، لكن آخرين لم يتمكنوا من توفير التكاليف اللازمة للسفر وتحمل العناء، مما جعلهم يفقدون الأمل في منازلهم أو في المستشفيات المحلية التي تقدم خدمات صحية أقل فاعلية، وتعجز عن استيعاب حالات كثيرة."
العجز عن السفر
قصة أخرى رواها "دويتشه فيله"، وهي قصة عماد (34 عاماً)، أحد سكان صنعاء، ويعاني من ورم سرطاني في القولون، وقد نصحه الأطباء قبل مدّة بالسفر خارج البلاد لإجراء عملية إستئصال للقولون إلا أن الأوضاع المادية التي يمر بها وظروف السفر منعته من المغادرة، وحسب الموقع، "اضطر الأطباء لإجراء عملية جراحية له في إحدى المستشفيات المحلية، لكنها لم تنجح بالشكل المطلوب، بعد ذلك بدأ بتلقي العلاج الكيماوي لأشهر، وهو ما استنزف ميزانية أسرته. رغم كل ذلك لا يزال عماد يعاني مع المرض حتى اليوم. ويقول الأطباء، وفقاً لمقربين من عائلته لـDW، إن آمال علاجه، كانت أكثر في حال تمكن من السفر خارج البلاد."
واحد من 10 أشخاص يموتون عند محاولة السفر
واعتبرت كاتبة التقرير أن "إغلاق الكثير من السفارات أبوابها في العاصمة اليمنية صنعاء بسبب الحرب، وانتقالها للعمل من الخارج أزم وضع المرضى اليمنيين الراغبين في السفر للخارج من أجل العلاج."
ونقلت عن مدير عام النقل الجوي، المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في صنعاء، مازن غانم قوله إن "واحداً من كل 10 أشخاص يموتون عند محاولة السفر من المنفذين الجويين الوحيدين العاملين في البلاد (عدن وسيئون) ، بسبب بعد المسافة والأوضاع الأمنية غير المستقرة."
وأشار المتحدث إلى أن عدد المرضى الذين توفوا بسبب عدم تمكنهم من السفر إلى خارج البلاد وصل إلى حوالي 15600 مريض منذ إغلاق مطار صنعاء في آب 2016، ويتابع أنه ووفقاً لإحصائية وزارة الصحة، فإن أكثر من 95 ألف مريض، بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج في الخارج، وخصوصاً حالات مرضى السرطان والفشل الكلوي وزراعة الكلى ومرضى القلب والكبد ونقص المناعة وغيرها من الأمراض المستعصية.
مساعدات رمزية لبعض المرضى
وفي ختام التقرير ذكرت الكاتبة أن التحالف سمح في الفترة الماضية للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية التي تنقل مساعدات غذائية وطبية بتنظيم رحلات إلى مطار صنعاء الدولي، لكنه لم يسمح لرحلات الركاب التي تنقل المرضى بذلك.
ووفقاً للمتحدث باسم النقل الجوي، فإنه لا توجد منظمات تساعد في نقل المرضى عبر المطار، الذي يصفه بالشريان الرئيسي الذي يُشغل أكثر من ثمانية ملايين يمني.
وحسب الموقع الذي تحدث إلى محمد علي، الذي يعمل في أحد المكاتب التي تقدم خدمات لتسهيل سفر المرضى إلى الهند، لا توجد جهات داعمة، باستثناء بعض الجمعيات الخيرية والمنظمات، كأطباء بلا حدود التي تقدم مبالغ رمزية لبعض الحالات المرضية.
الجدير ذكره أن عدد الأطفال الذين قتلتهم طائرات التحالف خلال ألف يوم من الحرب على اليمن قد بلغ 2950طفل، و2061 امرأة بحسب احصائية أعلن عنها في بيان صحفي لاحزاب اللقاء المشترك وأنصار الله بمناسبة مرور 1000 يوم على العدوان.