الوقت-تتواصل عميلة "غصن الزيتون" التركية في مدينه عفرين شمال سوريا وسط أنباء متضاربة حول مناطق السيطرة والخسائر البشرية والعسكرية لدى الطرفين.
فقد أعلن الجيش التركي قصف الطائرات الحربية لعشرات الأهداف بعد أنّ أعلن في وقت سابق أنّه تمّ ضرب 153 هدفاً لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش بعفرين.
في المقابل، شنت "الوحدات الكردية" قصفاً مدفعياً، مساء الأمس، على مركز مدينة الريحانية التابعة لولاية هطاي التركية، القريبة من الحدود السورية، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات، فضلاً عن أضرار مادية.
المرصد السوري المعارض أكّد أن القوات الكردية المدعومة أمريكيا خاضت معركة مقاومة شرسة، وتصدت للقوات التركية ومقاتلين متحالفين معها في قريتين كانت تلك القوات قد استولت عليهما لبرهة قصيرة.
وبرزت اتهامات للقوات الكرديّة باستخدام المدنيين كدروع بشرية، في حين نفت مصادر من بلدة عفرين هذه الاتهامات مؤكدةً أن القوات الكردية تركت للمدنيين خيار الرحيل أو البقاء.
أنباء متضاربة
وفور إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم دخول جيش بلاده عفرين وعزمه إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً، نقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية نفيه مزاعم دخول الجيش التركي المنطقة، وأوضح أنّ القوات التركية وحلفائها "حاولوا عبور الحدود إلى عفرين ولكن فشلوا بعد اشتباكات ضارية".
في السياق، قال قائد بغرفة عمليات الجيش السوري الحر إنّ نحو 25 ألف من قواته يشاركون في العملية العسكرية التركية وأنهم لا يعتزمون دخول عفرين ولكن فقط محاصرتها وإرغام وحدات حماية الشعب الكردية على المغادرة، موضحاً أنّ الأولوية هي لاستعادة السيطرة على تل رفعت وسلسلة من القرى جنوب شرقي عفرين كان الكرد سيطروا عليها قبل عامين
وانسحبت قوات "الجيش السوري الحر"، المدعومة من الجيش التركي، أمس الاثنين من جبل برصايا الاستراتيجي بمنطقة عفرين شمال غربي سوريا، بعد أن سيطرت عليه في وقت سابق. ويأتي هذا الانسحاب بعد ساعات على تأكيدات الجيش التركي سيطرته على جبل برصايا الاستراتيجي وسط نفي كردي.
إلى ذلك، اتهمت وكالة الأناضول التركية الجيش السوري بفتح الطريق أمام عناصر وحدات الحماية الكردية في مدينة حلب للتوجه إلى عفرين شمال غربي سوريا، ونقلت عن مصادر "موثوقة" أنّ سيارات محملة بعناصر وذخائر خرجت من حي الشيخ مقصود إلى عفرين عبر بلدتي "نبل" و"الزهراء" في ريف حلب الشمالي الغربي.
على صعيدّ متصل، كشفت قناة الميادين معلومات خاصة عن لقاءات عدة عقدت قبل أيام بين مسؤولين كرد وآخرين روس قبل بدء العملية التركية في عفرين شمال سوريا.
شهادات سوريّة
السوريون توزّعت شهاداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض للعملية العسكرية التركيّ، وقد عكست هذه الشهادات واقع الحال السوري تجاه عملية "غضن الزيتون" أو العدوان التركي على مختلف مسميات العملية العسكريّة في الأدبيات السوريّة.
الصحافي السوري أسامة سعد الدين تساءل "أين كانت إنسانية من يدعون إلى التعاطف مع المدنيين في عفرين حين وضع المسلحون الكرد في المدينة جثامين العشرات من "أحرار تل رفعت والقرى المحيطة فوق حاملة دبابات وطافت العربة وسط زغاريد أهالي عفرين؟" مضيفاً "أين إنسانيتكم عندما احتلت فصائل كردية "عفرينية" مدينة تل رفعت و12 قرية وبلدة عربية خالصة على مر التاريخ ما أدى إلى تشريد ربع مليون من السكان العرب؟".
ورأى الناشط مصطفى حديد أن حزب العمال الكردستاني وملحقاته "أول من طعن الشعب السوري في ظهره، لكنه استدرك بأن ذلك يجب ألا يكون "مبرراً للمطبلين للغزو التركي لعفرين تحت أي مسوغ". وتابع: وقال حديد "أسوأ المنافقين هو من يشتم المعارضة السورية، وهي سيئة فعلاً وجديرة بالشتم، من أجل أن يبيض صفحة الميليشيات الكردية التي فرضت نفسها بقوة السلاح ودعم النظام وروسيا وأميركا".
وفي حين قال الصحافي السوري فرحان مطر أنه "من العار أن يقترن اسم الجيش الحر بالعمالة لتركيا والعمل تحت إمرتها المباشرة وتنفيذ أجنداتها السياسية في ضرب أرض سورية ومدنيين سوريين تحت أية تسمية كانت"، برزت مطالبات للمسلحين الكرد بسحب قواتهم "من الرقة والطبقة ومنبج وتل رفعت والشدادي وارسالها للدفاع عن عفرين إذا كانت غالية عليهم إلى هذا الحد".
اختبار الزمن
ويرى مراقبون أن العملية العسكريّة امتحان كبير للقدرة العسكرية لتركيا مؤكدين أنّه من المبكر تقييم العملية. ويشير خبراء عسكريون إلى أن تركيا أمام امتحانين رئيسيين في عفرين الأول يتعلّق بالنتائج العسكرية للعملية، والثاني هو العامل الزمني الذي لا يصبّ في صالح تركيا. وتتضيف المصادر: إن استمرار العملية لفترة طويلة ستدخل تركيا في حرب استنزاف يدفع فيها "الجيش السوري الحر" الثمن البشري الأكبر، في حين أن تركيا ستحصد نتائج سياسية غير تلك التي وضعتها نصب أينها منذ بدء العملية.
وتأتي عملية "غصن الزيتون" إثر إعلان التحالف الدولي أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، مشكلة خصوصا من مقاتلين أكراد ما أثار غضب أنقرة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكّد أمس الاثنين "عدم تراجع" بلاده في عمليتها العسكرية على فصيل كردي في منطقة عفرين في شمال سوريا مضيفا أن العملية تجري "بالتوافق مع " موسكو.