الوقت- قبل عشرات السنوات كان يكتب في جوازات السفر الهندية أن حاملها يمنع من زيارة "إسرائيل" بينما يجري الحديث اليوم عن اتفاقيات في مجال الطاقة والغاز والأبحاث الصناعية والحرب السيبرانية وتعزيز الاستثمارات وتعاون في مجالي السينما والفضاء، ونرى رئيس الوزراء الصهيوني على الأراضي الهندية، في زيارة وصفت بزيارة الصفقات، وتزامنت مع تظاهرات منددّة بقدوم الوفد الصهيوني.
فقد استقبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيودلهي صباح يوم الأحد، في مستهل زيارة رسمية يوقع خلالها نتنياهو عدة اتفاقات اقتصادية وعسكرية بين الطرفين. وبحسب وسائل إعلام العدو، من المقرر أن يجري نتنياهو مباحثات مع نظيره الهندي ومع رئيس البلاد رام ناث كوفيند، ووزيرة الخارجية سوشما سواراج.
كما يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي عددا من كبار رجال الأعمال في الهند، ويعقد مؤتمرات اقتصادية خلال الزيارة حيث يحضر، رفقة رئيس الوزراء الهندي، منتدى المدراء العامين لأكبر الشركات من كلا الطرفين.
ويحضر نتنياهو ونظيره الهندي أيضاً "مؤتمر رايسينا الدولي" الذي يبحث قضايا جيوسياسية ويعقد للعام الثاني على التوالي. كما يلتقي رؤساء الجالية اليهودية والمسؤولين عن صناعة السينما الهندية "بوليوود".
ومن المقرر أن يجري خلال الزيارة التوقيع على سلسلة من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والسايبر، والطيران، والإنتاج المشترك للأفلام السينمائية.
ويزور نتنياهو خلال إقامته في الهند والتي تدوم خمسة أيام كلاً من نيودلهي، ومومباي وولاية غوجرات وسيرافقه رئيس الوزراء الهندي مودي أثناء أجزاء كبيرة من الزيارة.
وكان نتنياهو صرح، قبيل مغادرته مطار بن غوريون، بأنه يعتزم توطيد العلاقات بين "إسرائيل" والهند بشكل أكبر خلال الزيارة، لافتاً إلى أن الهند "قوة عظمى في مجالات الاقتصاد والأمن التكنولوجيا والسياحة".
كما تجدر الإشارة إلى أن زيارة نتنياهو تأتي بعد ثلاثة أسابيع من تصويت الهند في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، إلى جانب 127 دولة أخرى. قيل حينها أن كيان الإحتلال قرر عدم التسبب بأزمة مع الهند نتيجة التصويت، وذلك لاقتراب موعد زيارته لها.
هذا وأبرزت صحيفة يديعوت أحرنوت، أنه يعيش في الهند نحو 200 مليون مسلم، وفي أعقاب إعلان ترامب نظمت تظاهرات كبيرة في الهند ضد القرار الأمريكي. وادعت أن تصويت الهند كان بسبب ضغوط عربية، وبسبب مخاوف الهند من تضرر علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية.
كما أشارت الصحيفة إلى أزمة أخرى حصلت في اللحظة الأخيرة مع الهند، حيث أعلنت "رفائيل – شبكة تطوير الوسائل القتالية" الإسرائيلية عن إلغاء صفقة ضخمة مع الهند بقيمة 850 مليون دولار لشراء صواريخ "سبايك"، ولكن وفي أعقاب ضغوطات من الجيش الهندي، أعلنت وزارة الدفاع الهندية أنها تدرس العودة إلى الصفقة.
تظاهرات مندّدة بالزيارة
على صعيد متّصل شهدت العاصمة نيودلهي ومناطق في إقليم كشمير مظاهرات غاضبة ضد زيارة نتنياهو، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات منددة بالزيارة وصورا له تتضمن عبارات الإدانة والتجريم، وأحرقوا مجسما له رفضا لهذه الزيارة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني. كما ندد المتظاهرون بالجرائم التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
ومن جهتها، نظمت أحزاب يسارية هندية وقفات احتجاجية بالقرب من "بوابة الهند"، الواقعة وسط العاصمة نيودلهي، تنديدا بزيارة نتنياهو إلى البلاد.
زيارة ليست استثنائية
وحول الكلام الذي دار حول استثنائية الزيارة، يرى محّلّلون أن الشيء الأبرز في زيارة نتنياهو هو الحجم الكبير جداً للوفد المرافق له من رجال الأعمال ومدراء الشركات. وحتى أنه، في هذا الأمر بالذات، لا يوجد ما هو استثنائي وذلك لأن رؤوساء الحكومات الغربية معتادون على ضم وفود كهذه خلال زياراتهم إلى الدول الأجنبية وذلك على أمل أن يساعد الأمر في تحسين تجارة بلدانهم مع الهند التي تُعتبر، إلى جانب الصين، أكبر دول العالم من حيث عدد السكان (حوالي 1.3 مليار نسمة).
يذكر أن الكيان الصهيوني والهند وقعا في نيسان الماضي، اتفاقية عسكرية، تبلغ قيمتها حوالي ملياري دولار أمريكي، تضمن تزويد الهند على مدى عدة سنوات، بصواريخ متوسطة المدى جو-أرض، ومنصات إطلاق وتكنولوجيا اتصالات.