الوقت - على خطى من سبقها، تمكنت ما تسمى "حكومة الانقاذ" التي شكلتها جبهة النصرة قبل أسابيع في محافظة ادلب شمال سوريا من تعميق النظرة السلبية عن الجماعات المسلحة التي تعيث فسادا واجراما في المحافظة وأثبت يوماً بعد يوم فشلها كسابقتها.
"حكومة النصرة" زادت من سخط الادلبيين عليها بعد أن أصدرت عددا من القرارات التعسفية منها إلزام كل أرملة بالسكن مع محرم شرعي لها أو بجانبه وذلك بانتقالها لمكان إقامته أو نقله لمكان إقامتها، وإلزام كل مالك لسيارة أو دراجة نارية بتسجيلها مع دفع رسوم معينة وإلا سيتم مضاعفة الرسوم وحجز الدراجة، وهما أبرز قرارين أثارا الجدل وأشعلا السخط وأبانا عن عقلية المتصدرين في هذه الحكومة الوليدة.
القرارات تلك دفعت عدداً من المواطنين السوريين في مدينة الدانا بريف ادلب الشمالي، الى التظاهر وجاء ذلك احتجاجا على قرارات حكومة الانقاذ التعسفية والتي طالت أصغر تفاصيل حياتهم، مطالبين برفع القيود التي تتخذ من قبل الفصائل المسلحة عليهم، كما تظاهر طلاب من إحدى الجامعات في ريف حلب الغربي وشمال ادلب احتجاجاً على قرار "حكومة الانقاذ" بالسيطرة على ممتلكات جامعتهم في المناطق الخاضعة للجماعات المسلحة في شمال سوريا، في حين انقسم ولاء إدارة هذه الجامعة بين التبعية "للحكومة السورية المؤقتة"، والتبعية لـ"حكومة الانقاذ".
"حكومتان" متصارعتان على مدينة واحدة
الصراعات بين مختلف الفصائل المسلحة في ادلب لم تهدأ، اذ حملت هذه الفصائل التي تسمي نفسها أحياناً باسماء مدنية غير عسكرية وتلصق صفة "منتخب" لاعطاء شرعية تفتقدها على نفسها مسؤولية التوتر والفلتان الأمني الى بعضها البعض، حيث اتهم ما يسمى "مجلس مدينة إدلب" ووزارة الداخلية التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، مسؤولية الفلتان الأمني الذي تعيشه المدينة، وحالات الخطف التي تحدث، في إشارة إلى اختطاف أحد أعضاء المجلس، داعياً الجهات المسيطرة على المدينة لتحمّل مسؤولياتها في حماية الأهالي والممتلكات.
ويتصارع في مدينة ادلب "حكومتان" واحدة لجبهة النصرة والقوة المرتبطة بها وتسمي نفسها "حكومة انقاذ" وأخرى تابعة لتركيا والفصائل المتحالفة معها وتسمي نفسها "الحكومة السورية المؤقتة"، واغلقت "حكومة الإنقاذ" جميع مقرات "الحكومة السورية المؤقتة" في محافظة إدلب شمالي سوريا، واصدرت مطلع كانون الأول الجاري، "أمرًا إداريًا" يقضي بحل جميع المجالس المحلية في المدينة، واستبدالها بمجلس موحد تم تشكيله، منتصف تشرين الثاني الماضي.
ويشدد المواطنون في ادلب بحسب ما تنقل عنهم وسائل اعلام المعارضة ذاتها على رفضهم الاعتراف بأي حكومة، معتبرين ألا أحد من تلك الحكومات خدم أو سيخدم الشعب السوري، الذي عانى خلال سبع سنوات من الحرب والدمار وجشع أمراء الحرب.
الجيش السوري يتقدم في ريف ادلب الجنوبي
وليس بالبعيد عن أماكن صراع النفوذ في مدينة ادلب، يواصل الجيش السوري تقدمه في ريف المحافظة الجنوبي وتمكن من السيطرة على بلدة "الرويضة" ومزارعها بالكامل إضافة إلى سلسلة من التلال الإستراتيجية في المنطقة، فيما يعمل الجيش على تثبيت نقاطه على التلال المحيطة بالبلدة والسيطرة على مسافة كيلومترات والسيطرة النارية على قرية "المشهد" شمالا، وتمكن أمس من السيطرة على تل الأسود والكتيبة المهجورة بريف إدلب الجنوبي الشرقي وذلك خلال عملياته المتواصلة لاجتثاث تنظيم جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامته.
واسفرت المعارك عن ايقاع قتلى ومصابين بين صفوف الإرهابيين وتدمير العديد من أوكارهم ومقراتهم وسط تخبط كبير في صفوف التنظيمات الارهابية وفرار أفرادها من الخطوط الامامية، كما اسفرت عن ايقاع قتلى ومصابين بين صفوف الإرهابيين وتدمير العديد من أوكارهم ومقراتهم وسط تخبط كبير في صفوف التنظيمات الارهابية وفرار أفرادها من الخطوط الامامية.