الوقت- يواصل زعيم هيئة تحرير الشام " أبو محمد الجولاني" حملة الاعتقالات بحق قياديين سابقين في تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة سابقاً في سوريا منذ صباح يوم الاثنين 27 تشرين الثاني، كإجراء احترازي بعد تواتر أنباء ومعلومات استخباراتية تأكد عن امكانية اعادة تفعيل دور تنظيم القاعدة في سوريا والعراق بعد افول نجم تنظيم داعش الارهابي في المنطقة.
وتحت ذريعة تقويض كيان الهيئة، ونشر الفتن والإشاعات، قام الجولاني باصدار اوامره يوم امس بالقاء القبض بحق عددا من القياديين الأردنيين السابقين في تنظيم جبهة النصرة الارهابي، حيث تمّ اعتقال كل من أبو القسّام الأردني وهو نائب القيادي في القاعدة أبو مصعب الزرقاوي سابقاً، وسامي العريدي وهو المفتي الشرعي العام السابق لجبهة النصرة والمقرّب من أبو محمد المقدسي، وأبو همام السوري وهو القائد العسكري العام السابق لجبهة النصرة، وأبوجلبيب الأردني وهو قيادي بارز في جبهة النصرة سابقاً، وذلك بعد أنباء عن نيتهم تشكيل فرع لتنظيم القاعدة في سوريا.
وذكرت مواقع "المعارضة السورية" في ادلب عن قيام أبو محمد الجولاني باستدراج المعتقلين طالباً منهم الاجتماع للاتفاق على حلّ الأمور العالقة معهم، خصوصاً وأنهم من قادة تنظيم القاعدة في سوريا، ومن المقربين من أيمن الظواهري. وأشارت التنسيقيات إلى أن المعتقلين ذهبوا إلى الاجتماع وانقطعت أخبارهم، حتى أكدت مؤسسة المنهاج المقربة من سامي العريدي خبر الاعتقال.
وذكر مغردون محسوبون على تنظيم القاعدة ان هذه الاعتقالات جرت بعد نشر سامي العريدي شهادات حول قضية فك ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة، واتهم الجولاني بالكذب على أيمن الظواهري. واستند العريدي في شهاداته على تأكيدات من "أبو القسام الأردني".
تعيين حمزة بن لادن زعيماً لتنظيم القاعدة في سوريا
وفي سياق متصل، ومع خسارة تنظيم داعش الارهابي لدولته في سوريا والعراق، وتشتت عناصره في الصحراء وهروبهم الى الدول المجاورة، تساءلت صحف عالمية عن مصير هؤلاء العناصر، لياتي ظهور اسم نجل اسامة بن لادن " حمزة بن لادن" على الساحة السورية لتتضح الصورة المستقبلية لهؤلاء العناصر وذلك بانضمامهم إلى "القاعدة" بقيادة "حمزة"، وذلك في محاولة ربما لإعادة تنظيم أنفسهم من جديد، ولا يُستبعد العودة مرة أخرى وتحت مظلة مشابهة في المضمون، مختلفة في المحتوى.
مخاوف الجولاني من اعادة تفعيل نشاط تنظيم القاعدة في سوريا والعراق اكدتها معلومات استخباراتية ووسائل إعلام غربية وعربية، عن قيام الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بتكليف حمزة بن لادن (نجل اسامة بن لادن) بتأسيس فرع للقاعدة من جديد في سوريا.
حيث كشفت وكلات غربية مطلعة عن أنّه سيتم الإعلان قريباً عن تسلّم حمزة بن لادن لقيادة التنظيم في سوريا، على رأس الذراع الجهادي، نظراً إلى الخبرة القتالية والعسكرية التي جرى تدريبه عليها، وبعدما أنجز تأهيله لغوياً وفقهياً، بحيث يكون صورة شبيهة عن والده، من خلال استخدامه كلمات وعبارات كان يستخدمها، وتقليده في لفظها، ولأنّه الإبن المفضّل لوالده فإنّ متشدّدي "القاعدة" سيتقبّلونه.
وتعد المهمة الاساسية لنجل بن لادن هي إعادة تجميع واستيعاب كافة الفصائل والتيارات التي تحمل الأفكار ذاتها من بينها جبهة النصرة، مع إنهاء الاقتتال والانقسام في ما بينها، مستغلين تقهقر "داعش"، وحالة التمزّق التي تعيشها هذه المجموعات، والعمل على استغلال المظلومية الإسلامية، مع التركيز على قضية القدس بما تشكّله من عنوان واستجلاب للشباب المندفع.
اذاً هي مرّة أخرى يستبق فيها أبو محمّد الجولاني خطوات تنظيم القاعدة الارهابية في سوريا، ويفلح في إمساك العصا حتى الساعة واطالة عمر امارته في ادلب، الا انه وبحسب مراقبين تعتبر اجراءات الجولاني محاولة استباقية قبل هبوب العاصفة القاعدية التي سوف تطيح بأوراق اعتماده من "إمارة ادلب" بلا شك.