الوقت- تشهد العديد من دول العالم أياماً خاصة بالتخفيضات والتنزيلات على كافة السلع المعروضة في السوق، وذلك بهدف تحريك العجلة الإقتصادية من جهة وتصريف بضاعة العام الفائت وتحقيق الربح على مبدأ البيع أكثر بسعر أرخص بدلاً من البيع أقل بسعر أغلى من جهة أخرى.
وفي السنوات الماضية جرت العادة على إبتكار يوم خاص في السنة أسمي بيوم الجمعة السوداء في العديد من الدول، ليكون يوم تنزيلات غير مسبوقة، وهذا ما فعلته المتاجر الأمريكية يوم الجمعة الفائت، ويشمل هذا اليوم تخفيضات كبيرة وعروضاً ترفيهية وهدايا وأمور أخرى تساعد على جذب أكبر عدد من المتسوقين، ليبدأ بذلك إنطلاقة موسم البيع بالتجزئة.
وجاءت المبيعات في هذا اليوم أكثر من المتوقع فاستطاعت متاجر التجزئة تحقيق أرباح لا بأس بها رفعت من أسهمها بعد يوم من عيد الشكر عند الأمريكيين، ولتجنب أي إنهيار وأي خسائر بعد انتهاء هذا اليوم عملت المتاجر على إدارة مخزونها من البضائع لتصمد في الأيام اللاحقة بعد العطلة.
ولم تكن هناك أدلة تذكر على الإقبال المحموم التقليدي للمتسوقين في أيام الجمعة السوداء مثلما كان في السنوات الماضية حتى مع قيام بعض المتاجر بعمل حيل لجذب الزبائن فضلا عن التخفيضات الكبيرة. هذا ولم تتح أي بيانات عامة عن مبيعات المتاجر التقليدية في يوم الجمعة السوداء.
ولكن بشكل عام توقع المحللون الماليون ومدراء بعض الشركات التجارية التي تبيع بالتجزئة أن ترتفع نسبة الإنفاق في هذه العطلة ككل، رغم أن المؤشرات العامة لا تدل على ذلك بتاتاً من حركة المواقف أمام هذه المتاجر وانخفاض المبيعات قبل العطلة فضلاً عن مغادرة المتسوقين للمتاجر دون أن يشتروا شيء.
وسبق أن أشارت مؤسسة "أدوبي أناليتيكس: التي تعنى بدراسات المعاملات والأرقام التجارية في أكبر 100 متجر أميركي على الإنترنت إلى أن الجمعة السوداء شهدت مبيعات بلغت أكثر من 3.54 مليار دولار بحلول الساعة الثامنة مساء ذلك اليوم، وهذه النسبة هي أكثر بـ 15.6 في المئة عما كانت عليه في العام السابق، أما اليوم التالي الذي يسميه الأمريكيون عيد الشكر فقد شهد بحسب المؤسسة تسوقاً عبر الإنترنت بأرقام وصلت إلى الـ 3 مليار دولار .
هذا ووضعت المؤسسة نفسها بعض الأرقام التي وصلت إليها المبيعات الإلكترونية خلال هذا الحدث، حيث بلغت رقماَ قياسياَ يقارب الـ 5 مليار دولار ومن المتوقع أن يزيد هذا الرقم إلى ما يقارب الـ 7 مليار دولار، وذلك يوم الإثنين الذي يعتبر يوم التسوق الإلكتروني حيث تقوم الشركات والمواقع بعروض مغرية وتنزيلات أكبر.
ولم يخلو هذا اليوم من الجنون حيث استغل بعض الناس هذا الحدث ليدّسوا إشاعات حول حوادث عنف من إطلاق نار ومتفجرات ما دفع العديد من المتسوقين إلى الهرب وتجنب متاجر التسوق والمراكز الكبرى كما حصل في منطقة هيالية، حيث أغلق عدد من المتاجر بسبب بلاغات كاذبة عن حوادث إطلاق نار.
هذا وبحسب ما أعلنته الشرطة الأمريكية حدثت عدة حوادث منها شجار في منطقة هيوستن أمام مركز تجاري كبير أدى إلى إصابة شخص بطلق ناري فضلاً عن إصابة آخر بطعنة. كما شهدت منطقة برمنغهام التي تقع في ولاية الاباما شجارات عدة في محال تجارية وتدخلت الشرطة في العديد من المناسبات منها فض شجار عنيف حدث في مركز ريفرتشيز غاليريا التجاري بين عدة أشخاص وكاد يؤدي إلى العديد من الضحايا.
والجدير بالذكر أن بعض الدول الأخرى كالصين مثلاً تخصص يوماً يسمى يوم العزاب، ويقوم فيه الأشخاص بشراء هدايا لأنفسهم، وتحقق خلاله التجارة عبر الإنترنت أرباحاً كبيرة تصل إلى عشرات مليارات الدولارات، وهذه الخطوات جميعها تهدف إلى تحريك عجلة الإقتصاد في هذه الدول وتصريف بضائع المتاجر مع حلول نهاية العام بإستغلال العروض والتنزيلات وغيرها من أمور. وبدأت هذه العادات والمناسبات تنتشر بشكل أكبر حتى أنها بدأت تعتمد في الكثير من دول آسيا والشرق عموماً.