الوقت- عصفت موجة من فضائح التحرش بعدة قطاعات فنية وسياسية في أمريكا والغرب عموماً، ويبدو أن هذه الموجة لن تتوقف عند حدود هوليوود، إنما ستتعدى ذلك لتدك هالة العظمة التي تشتهر بها مؤسسات غربية أخرى.
حيث دخلت الآكاديمية السويدية المسؤولة عن إعطاء جوائز نوبل للآداب هذه العاصفة من أوسع أبوابها، حيث انهالت أعداد من الموظفات وزوجات أعضاء اللجنة وبناتهم وأخريات بإتهامات التحرش الجنسي التي تعرضن لها على مدى سنوات من قبل أحد الرموز الكبار في هذه المؤسسة العريقة والشهيرة.
ولا تتوقف وسائل التواصل والإعلام والصحف عن الحديث عن المسألة التي تعتبر مستهجنة في بلد طالما عرف عنه سن قوانين تهدف للمساواة بين الجنسين وحفظ حقوق المرأة والطفل، فكل يوم يخرج فضيحة تحرش جديدة في عالم السينما والمسرح والموسيقى وغيرها.
فبعد أن نشرت صحيفة "داغنز نيهيتر" الشهيرة في السويد تسريبات حول شهادة أكثر من 18 إمراءة عن تعرضهن للتحرش بإعتداء أو اغتصاب من قبل شخص كبير ونافذ في القطاع الثقافي للبلاد، دخل القطاع الأدبي معمعة الفضائح الجنسية من بوابتها الواسعة.
وبما أن الصحافة السويدية تعتمد مبدأ قرينة البراءة، اعتمد الكتمان حول هوية هذا الرجل الذي يبدو أن الجميع في الوسط الأدبي والثقافي يعرفونه.
ومن المعلومات التي تدور في فلكه، قيل أنه متزوج من كاتبة على صلة وثيقة بالمؤسسة السويدية التي تعنى بتقديم جوائز نوبل للأدب، كما ذكر أن الرجل لديه قاعة يجري فيها نشاطات ثقافية متعددة من عروض فنية ومعارض ونشاطات تختص بالآكاديمية نفسها التي تمول جزءاً من نشاط هذه القاعة.
وبحسب الصحيفة فإن بعض إعتداءات هذا الرجل جرت في القاعة نفسها في فترات بين 1997 و2017 وكانت الضحايا قد قدمن إفادات علنية وبوجه مكشوف حول ما حصل، وتذكر الصحيفة أن شهود عيان أكدوا كلام الضحايا، ما زاد من مصداقيتهن.
وفي إعتراف إحداهن، قالت أنها تعرضت للإغتصاب من قبل هذا الرجل في شقة في إحدى الأحياء الغنية في العاصمة السويدية، وتابعت موضحة أن الجميع يعلم أن هذا الرجل يقوم بهذه الأعمال العنيفة والإعتداءات على الفتيات منذ زمن بعيد.
وبما أن الرجل له علاقات قوية بالكثير من المنتجين والناشرين والمسرحين والمخرجين والمؤلفين خافت الفتيات من فضح أمره تجنباً للمجازفة بعملهن أو مسيرتهن الفنية والأدبية.
وبسبب المعمعة التي حدثت اضطر أعضاء الأكاديمية السويدية إلى عقد إجتماع أزمة منذ عدة أيام. واللجنة تضم ست نساء من أًصل 18 عضواً. وخلصت بعد الاجتماع إلى قطع أي علاقة مع الرجل المذكور، إلى جانب قطع المساهمات التي كانت تدفعها الآكاديمية له واسترجاع الشقة التي سبقت وأودعته إدارتها في مدينة باريس.
ووفقاً لما جاء في البيان الذي أصدر بعد الإجتماع فإن: "أعضاء في الأكاديمية وبنات أو زوجات لأكاديميين أو لموظفين في مستشارية الأكاديمية عشن تجارب حميمة غير مرغوب بها أو تعرضن لسلوكيات غير ملائمة."
وتابع البيان: "الأكاديمية ستفتح تحقيقاً داخلياً لمعرفة ما إن كان هذا الرجل قد اضطلع بأي تأثير مباشر أو غير مباشر على منح الجوائز أو المنح أو التمويل من أي نوع آخر أم اذا ما كان له دور من أي نوع كان في أعمالها."
هذا وأعربت "اليكا باه كوهنكي" وزيرة الثقافة عن أسفها حول ما حصل، وعبّرت عن إنزعاجها من منحها إياه وسام النجم القطبي الملكي الذي يمنح لأعضاء العائلة المالكة السويدية والشخصيات العالمية المهمة. هذا ويصر الرجل على براءته من التهم الموجهة إليه وفقاً لما ذكرته الصحيفة نفسها، ولا يزال غائباً عن الإعلام وامتنع في غير مرة عن التواصل مع وكالة فرانس برس التي حاولت مراراً أخذ تصريح منه.