الوقت- بعد حملة اعتقالاته الأخيرة واحتجازه لرئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، أبدا مسؤولي الخارجية والدفاع والاستخبارات في امريكا إنزعاجا مما وُصف بتهور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
كما عبّرت السلطة الامريكية عن خشيتها من أن تزعزع تصرفاته الوضع في المنطقة وتضر بمصالح بلادهم.
وذكرت مصادر أمريكية للصحيفة أن هؤلاء المسؤولين يشعرون بالانزعاج من تصرفات الأمير السعودي على الصعيدين الداخلي والإقليمي رغم الحماس الذي أبداه الرئيس دونالد ترمب تجاه ابن سلمان، حيث كان أيد حملة الاعتقالات التي شملت 11 أميرا وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين ونحو مئتين من رجال المال والأعمال.
وترى المصادر أن الحرب التي أعلنها ولي العهد السعودي على الفساد داخليا من شأنها الإضرار بفصيل من العائلة المالكة ورجال الأعمال والمستثمرين الذين سارعوا إلى سحب أموالهم من المملكة.
وتابعت الصحيفة الأمريكية، أن هذه الحرب للتعجيل بإحكام سيطرة ابن سلمان على البلاد قبل توليه الحكم في مسعى يائس للحصول على أموال نقدية لتنفيذ خطته في المنطقة برمتها.
الى ذلك أشارت نيويورك تايمز إلى أن وزير الداخلية المصري السابق حبيب العادلي الذي لا يزال يحاكم في قضايا قتل متظاهرين خلال ثورة يناير2011 يعمل حاليا مستشارا لولي العهد السعودي.
وأضافت الصحيفة محذرة، إن ابن سلمان تحرك بسرعة كبيرة على أكثر من جبهة في الداخل والخارج مما أثار تخوف مسؤولين أمريكيين وغيرهم من أنه بصدد زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ولفتت في هذا الإطار إلى تهديداته لإيران ولبنان بالحرب، ودفعه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاستقالة، وقبل ذلك محاصرة قطر. وقالت إن كل ذلك أثار شبح حروب جديدة بالمنطقة، مضيفة أن القوات السعودية المنخرطة في حرب اليمن ليست مهيأة ومجهزة للدخول في صراع عسكري جديد، وأنها ستكون مضطرة في هذه الحالة للاعتماد على أمريكا أو إسرائيل.
وفي ما يتعلق بحملة الاعتقالات غير المسبوقة التي ينظر إليها على أنها تمهيد لتنصيب ابن سلمان ملكا، نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي أن السلطات السعودية تضغط على المعتقلين وآخرين لم يعتقلوا بعد للتنازل عن أموال كثيرة مقابل معاملة أحسن.