الوقت- بعدما فرضت الدول الخليجية حظرا على قطر عملت ايران على دعمها اقتصاديا ومد يد العون لها، الامر الذي أفرز قلق أمريكي كبير في المنطقة من تطور هذه العلاقات مما يضر بمصلحة واشنطن استراتيجيا.
مواقف امريكية قلقة
ونظرا للقلق الامريكي الواضح من تقارب العلاقات بين البلدين ذكرت هيذر نويرت، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق انه:"منذ الخامس من يونيو (إعلان مقاطعة قطر) مضى على الأزمة وقت طويل، ونبقى قلقين من هذا الوضع"، وفيما يتعلق بالسؤال حول إعادة قطر للعلاقات الدبلوماسية مع إيران ذكرت قائلة: "حكومتا قطر وإيران هما أفضل من يمكنهم الإجابة على الأسئلة المتعلقة بذلك."
وردا على سؤال حول إن كان إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة وطهران، يدفع بالأزمة الخليجية لتصبح أسوأ، قالت المتحدثة: "هناك أمور دبلوماسية تجري قد لا نعلم بها أو أننا لا نريد التحدث وتناولها في الوقت الحالي، أعلم أن هذه الإجابة ليست بالكافية ولكن ما يمكنني قوله في الوقت الحالي هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تبقى قلقة من الأزمة ونحن مستمرون بالحديث مع الحكومة القطرية."
وفي هذا السياق أشارت صحف ومجلات امريكية كثيرة الى القلق الامريكي من التحالف الايراني القطري في ظل الحظر الذي تتعرض له قطر والمقاطعة العربية لها. بحيث نشرت مجلة «فرونت بيج» تقريرا یقول: "أن التحالف بين طهران والحكومة القطرية يشكل خطراً كبيراً على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، كما أن اتفاق سياساتهما في ليبيا وسوريا والبحرين يهدد حلفاء واشنطن".
دعوات لنقل قاعدة "العديد" من قطر تخوفا من قوة العلاقات الايرانية القطرية
وتجدر الاشارة ان الحكومة الامريكية تتبع سياسة الحذر في تعاطيها مع قطر نظرا لمصالحها الموجودة هناك واحتياج واشنطن لقطر بسبب تمركز قاعدة "العديد" العسكرية، من جهة اخرى ان قطر غضت الطرف عن العديد من العمليات السرية التى نفذتها القوات الأمريكية على مدار عقود فى الشرق الأوسط عبر تلك القاعدة وهذا ما يجعلها تحمل ورقة ضغط كبيرة تقلق اروقة البيت الابيض وتجعله يعيد خلط اوراقه مجددا قبل اتخاذ اي موقف يهدد مصالح واشنطن على الساحة الاقليمية.
وبسبب القلق العربي ايضا من القاعدة الامريكية المتواجدة في قطر دعا مؤسس ورئيس لجنة العلاقات العامة الأمريكية السعودية، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، "سلمان الأنصاري"، الولايات المتحدة إلى نقل قاعدة "العديد" من قطر إلى أي دولة أخرى، مستندا في ذلك على العلاقات الإيرانية القطرية القوية، ووقوفها إلى جانب ايران، حال اندلاع حرب بين الأخيرة وواشنطن مما يوضح القلق الواضح من الجانب السعودي.
وفي مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، تساءل الأنصاري "هل تضع قاعدة جوية أمريكية، كاملة مع معداتها وموظفيها، في بلد متحالف مع إيران؟"، مؤكدا أن هذا ما تفعله واشنطن اليوم مع القاعدة الجوية الأمريكية في قطر "العديد"، ومستشهدا بقول وزير الدفاع الأسبق، "روبرت جيتس"، في وقت سابق من هذا العام، إن قاعدة الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تنتقل من قطر.
من جهة اخرى صرح أمير قطر، "حمد بن جاسم"، إن الدوحة لن تسمح بأي هجوم من قطر ضد إيران، وهذا يجعل القاعدة غير مجدية في حالة مواجهة إيران، مؤكدا أن وجهة النظر هذه متأصلة لدى القيادة القطرية، فالدوحة ليست حليفة لجيرانها ولا للولايات المتحدة، خصوصا عندما يتعلق الأمر بإيران.
كما شدد على أن الدوحة كانت دائما خارجة عن مجلس التعاون الخليجي، واعتبرها جيرانها منذ وقت طويل بمثابة الداعم لايران في المنطقة، موضحا أن قاعدة "العديد"، التي تعد عنصرا رئيسيا في قدرة أمريكا على الحرب الجوية، هي على أراضي إيرانية، أو على الأقل هكذا ترى طهران.
وهذا ما يشير الى حجم التخبط الكبير الذي تعانيه الادارة الامريكية بحيث تسعى لابقاء العلاقات الامريكية مع قطر قائمة باتباع سياسة الصمت لحماية مصالحها في ظل التعاون القطري الايراني ووقوف تركيا ايضا الى جانبهم مما يشكل قوة استرتيجية اقليمية تؤكد بأن قطر ليست في عزلة دبلوماسية خصوصا بعد دعم ايران لها وهذا ما يجعل أمريكا تتخوف من هذا الدعم الواضح، كما تعمل أمريكا الى الحفاظ على علاقتها بالسعودية التي شاركت في فرض الحظر على قطر مما يجعلها تتخبط بسياساتها في المنطقة بين السعودية وقطر وترفع منسوب القلق الكبير الذي يحيط بها.