الوقت- کشفت صحيفة ميدل ايست البريطانية اليوم في مقال لها إن مئات من مقاتلي تنظیم داعش الارهابي، بمن فيهم كبار القادة، تمكنوا من اعطاء رشوة لقوات البشمركة الكردية بغية الخروج من الحويجة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن عدد من القادة العراقيين في معركة الحويجة قولهم إن قوات البشمركة الكردية ساعدت المئات من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي على الفرار من معقل الجماعة النهائي في شمالي العراق.
وقال مهدي تقي، قائد اللواء 52 من الحشد الشعبي: "هرب مقاتلو داعش من الحويجة عبر مواقع البشمركة و [قبل بدء معركة الحويجة] و نقلت البشمركة 160 من قادة داعش". "نحن نحصل على هذه المعلومات مباشرة من اتصالاتنا في البشمركة، وهناك بعض البشمركة السيئين الذين يحبون المال أكثر من الوطنية، وهم يأخذون رشاوى من داعش".
وقبل وصول الجيش إلى البلدة، أفادت التقارير بأن مئات من مقاتلي داعش وقادتهم هربوا من الحويجة، واختفوا فعليا.
وبوجود المنطقة المحاطة بالقوات العسكرية العراقية المشتركة، كان الطريق للهروب النهائي لعناصر "داعش" عبر الأراضي الجافة إلى مواقع البشمركة الثابتة في بطانة الحدود المتنازع عليها التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان.
وكانت البشمركة هي القوة العراقية الوحيدة التي لم تشارك في هجوم علی الحويجة، على الرغم من ادعائها بأن الأرض هي كردية تاريخيا.
وأفادت التقارير أن نحو 1000 مقاتل من تنظيم داعش الارهابي استسلموا لقوات البشمركة، وفقا لما ذكره مسؤولون أمنيون كرديون، بينما واصلت القوات العراقية تحرير الحويجة والمناطق المحيطة بها.
وصرح أحد عناصر التنظيم الإرهابي الذي تحتجزه البشمركة في مركز للفحص في مدينة ديبيس الحدودية لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن "والي الحويجة" قد طالب المسلحين بالاستسلام إلى البشمركة بدلا من المخاطرة بالقتل على يد القوات العراقية المتقدمة.
لكن القادة العراقيين الذين يقودون خطوط الجبهة في الحويجة قالوا إن عددا أكبر من قادة داعش والمقاتلين والأسر قاموا برشوة البشمركة للسماح لهم بالمرور بحرية إلى كردستان العراق.
وقال قائد آخر من الحشد الشعبي الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "وفقا لمصادرنا الاستخباراتية، نقدر أن ما مجموعه 3،000 من داعش - بمن في ذلك القادة والمقاتلون والأسر - ذهبوا إلى البشمركة من تلعفر والحويجة والمناطق المحيطة بها" .
وأضاف "إن زعماء داعش ومقاتليها سيذهبون إلى اربيل بشكل اساسي، وان عائلات داعش نقلت بشكل أساسي إلى كركوك".
بعض وحدات الحشد الشعبي المحلية المتمركزة في كركوك وحولها، والتي لها علاقات طويلة الأمد مع البشمركة، قالت إن أسعار المقاتلين الفارين بدأت بمبلغ 1000 دولار للمقاتلين العاديين و 2،000 دولار للأسرة، مع دفع كبار قادة داعش أكثرمن 10 ألاف دولار.
ووفقا لمعلومات استخباراتية تلقتها مصادر رفيعة في الحشد الشعبي، قامت شركة مقرها في كركوك تعرف باسم "مكتب خالد" بمساعدة المتشددين على التخطيط لهروبهم.
وتابعت الصحيفة بالقول إنه بالنسبة لأي عنصر في تنظيم "داعش" يعد مبلغ " 1000" دولار عادي جداً وكان من الواضح أن بعض المكالمات الهاتفية إلى "مكتب خالد" قد نظمت لعناصر التنظيم الهروب إلى كردستان العراق. وبمجرد وصولهم إلى نقطة تفتيش بالقرب من ديبيس، على بعد 20 كيلومترا فقط من مدينة كركوك الغنية بالنفط، قام إما بتسليم أمواله النقدية أو سلع ذات قيمة، ثم سمح له بالمرور بحرية، ومن هناك انتقل إلى أربيل أو مناطق أخرى من حكومة إقليم كردستان، وفقا للمصادر، حيث سيطرت من جديد القوات العراقية على هذا الحاجز بعد ان سيطرت على محافظة كركوك المتنازع عليها في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال الشيخ كريم حركاني قائد "لواء الإمام علي(ع)" بعد تحرير الحويجة، إن "البشمركة فتحت خطوطها الأمامية لفرار تنظيم داعش من هناك.
في العراق، يعتقد على نطاق واسع أن حكومة إقليم كردستان قد وقعت صفقات مع داعش، لتأمين أراضيها من هجمات الجماعة المسلحة. وعلى مدى ثلاث سنوات، قام تنظیم داعش بمراقبة البنية التحتية النفطية الواسعة في العراق، وقام بتمويل أنشطته على أرباح مبيعات النفط غير المشروعة.
وقال المستشار المحلي في الحويجة نورهان مزهر العاصي، في معرض توجيهه نحو أفق آبار النفط المحترقة: "كانت شاحنات النفط الكردية التي جاءت إلى هنا تحت قيادة داعش، ونقلت النفط إلى تركيا، حيث قال لنا المدنيون الذين مازالوا هنا ما حدث بالضبط ".
وقال نائب قائد الشرطة الاتحادية في العراق "أبو ثرحام المطور": إن تقارير المخابرات أكدت أن نحو 500 من مسلحي داعش قد فروا من الحويجة إلى البشمركة قبل أيام من وصول القوات العراقية إلى البلدة.
وأضاف: "إن العراق أصبح قويا ومتحدا الان، حيث تعمل جميع قواتنا العسكرية معا. ولذلك، إذا استخدمت البشمركة داعش لمحاربتنا، فإن الأكراد سيكونون الخاسر الأكبر، أكثر من داعش ".