الوقت- في وقت تعلو فيه أصوات في العالم تصف المسلمين بالإرهاب، تتعرض اقليات الروهينغا المسلمة الى حملة تطهير عرقية يشنها جيش ميانمار منذ 25 اب الماضي بولاية اراكان ذات الاغلبية المسلمة دون اي تحرك من المجتمع الدولي المنادي بالحريات وحقوق الانسان.
اهوال هذه الازمة شككت في مؤهلات وكفاءات إدارة الأزمة لدى الأمم المتحدة، وأثارت السخرية من المؤسسات الدولية المعنية بمنع النزاعات. ووفق منظمات الامم المتحدة أدت هذه العملية حتى اليوم إلى مقتل الالاف من الابرياء من نساء وأطفال واغتصاب المئات من النساء وتهجير أكثر من 604 ألفا من أصل 1,1 مليون شخص يسكنون المدينة.
ويناشد أهالي الروهينغا المحاصرون يومياً العالم الاسلامي لإنقاذهم، في وقت يواصل جيش ميانمار إحراق قرى الأقلية المسلمة. ومن اجل وقف مأساة الروهينغا، اعلنت ايران اكثر من مرة عن حل قد يجبر حكومة ميانمار على الاستسلام وتوقيف الحملات الوحشية للجيش الميانماري على الابرياء، فما هو هذا الحل؟!
بما ان التدخل العسكري للدول الاسلامية متعذر في ميانمار وذلك لاسباب دولية حاكمة، يعد الضغط الاقتصادي على حكومة ميانمار الحل الذي ربما يكبح جماح ارهاب الجيش الميانماري عن الابرياء. ووفقا للاحصاءات الصادرة عن حجم التبادلات الاقتصادية للدول الاسلامية مع ميانمار، فان العقوبات الاقتصادية على حكومة ميانمار سيكون لها اثر كبير على الازمة.
و بما انّ ايران لا تربطها علاقات اقتصادية مع ميانمار، تعتبر الملديف اول بلد اسلامي طبق الحصار الاقتصادي على ميانمار رغم التبادلات الاقتصادية القليلة، في حين تقف بلدان اسلامية كبيرة في المنطقة كسنغافورة وماليزيا واندونيسيا والسعودية والامارات وباكستان مكتوفة الايدي دون تحريك اي ساكن حتى الساعة رغم المبادلات الاقتصادية الكبيرة بينها وبين ميانمار.
ووفقا للجدول المذكور ادناه، وبحسب المعطيات الاقتصادية، تم تحديد كمية الواردات والصادرات من كل من هذه البلدان. وفي المجموع، حوالي 11.18٪ من الصادرات و 24.25٪ من واردات ميانمار تحت سيطرة هذه الدول الإسلامية الستة، ما يعد مساهمة كبيرة.
جدولمعدل التبادلات الاقتصادية بين الدول الإسلامية مع ميانمار
الدول |
الواردات من ميانمار |
نسبة الصادرات من ميانمار |
الصادرات الى ميانمار |
نسبة الواردات الى ميانمار |
الميزان التجاري |
السعودية |
19925 |
0.17 |
96104 |
0.61 |
+76179 |
الامارات |
148560 |
0.63 |
148560 |
0.95 |
+74928 |
سنغافورة |
890760 |
7.63 |
2268281 |
14.45 |
+1377521 |
ماليزيا |
144359 |
1.24 |
690675 |
4.4 |
+546316 |
اندونيسيا |
116815 |
1 |
593404 |
3.78 |
+476589 |
باكستان |
59324 |
0.51 |
9928 |
0.06 |
-49396 |
المجموع |
1,379,743 |
11.18 |
3,806,952 |
24.25 |
|
وتعد كل من مصر وتركيا من الدول التي لديها مبادلات اقتصادية ايضاً مع ميانمار، ويمكن أن تكون هذه الدول نقطة انطلاق هامة لحركة سياسية - اقتصادية ضد ميانمار والتي من المؤكد انها ستكون فعالة في تشجيع البلدان الأخرى على ممارسة الضغوط على حكومة ميانمار لايقاف ما يحصل من مجازر ضد الاقليات المسلمة. ومن ناحية اخرى، يمكن لهذه الدول الاسلامية أن تتفاوض مع البلدان التي لديها صفقات نفطية مع ميانمار.
وفي اخر التطورات على الساحة الميانمارية، ناشد مئات من الروهينغا المحاصرين في إحدى قرى إقليم أراكان (راخين) غربي ميانمار، المسلمين أن يتداركوهم قبل الموت، بعد نفاد المؤن الغذائية واستمرار حصار الجيش والمليشيات البوذية المتطرفة. ونقلت وكالة أنباء أراكان روايات بهذا الخصوص عن سكان قرية بغا الديب، إحدى القرى الساحلية في مدينة أكياب عاصمة الإقليم.
حيث قال أحد السكان إن كارثة إنسانية تنتظر 1800 شخص -معظمهم من الأطفال والنساء- جراء محاصرتهم وعدم تمكين من يعولهم من الخروج لطلب العيش أو صيد السمك.
اذاً، لا تحتاج المأساة الحالية التي يعيشها مسلمو ميانمار من قومية الروهينغا إلى وصف بالكلمات، ولا تحتاج الى إدانات محدودة وبائسة وسلبية من هنا وهناك تحكي التناقض البشع في سلوك دعاة الديمقراطية وأدعياء حماية حقوق الإنسان، بل تحتاج الى وضع تصور شامل لمشروع شراكة بين الدول الاسلامية للأزمة ومنظمات مساندة لإنقاذ مسلمي الروهينغا من الواقع المرير.