الوقت- أجرت قناة "سي ان ان" التلفزيونية حوارا مع الجنرال الأمريكي المتقاعد، مارك هيرتلينغ. جرى خلالها الحديث عن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تلرسون الأخيرة التي تحدث فيها عن ضرورة خروج المقاتلين الأجانب من العراق.
عرض المحاور تصريحات تيلرسون الذي دعا إلى عودة الفصائل المدعومة من إيران في العراق إلى "ديارها"، وأشار إلى رد نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الذي كتب في تغريدة على تويتر "إلى أي بلد يعود العراقيون الذي نهضوا للدفاع عن أنفسهم لمواجهة داعش؟ "من المخجل للسياسة الأمريكية أن يملي عليها البترودولار."
وكان تيلرسون قد قال صباح الأحد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السعودي عادل الجبير "يجب أن تعود الفصائل الإيرانية الموجودة في العراق إلى ديارها مع اقتراب الحرب على داعش من نهايتها. يجب أن يعود المقاتلون الأجانب في العراق إلى ديارهم ويسمحوا للشعب العراقي باستعادة السيطرة".
وبعدها خاطب المحاور هيرتلينغ، ناقلا كلام أحد الصحافيين الأمريكيين الذي قال: أنا سعيد جدا بأن لدينا فريق قمعي يملي سياستنا في العراق، وسأله قائلا: هل تعمل السياسة الأمريكية في عهد ترامب على ممارسة الضغوطات على ايران؟
أجاب الجنرال الأمريكي المتقاعد: "الأوضاع كانت مضطربة، وهذا ليس بالشيء الجديد! تعقيدات العراق وسوريا عميقة جدا، لقد قضيت أكثر من ثلاث سنوات من حياتي في شمال العراق، اللافت في الموضوع أن تصريحات تيلرسون لا تأخذ بعين الاعتبار تعقيدات المجموعات المختلفة في هذا الجزء من العالم (العراق). بالتأكيد إن الوحدات الشعبية (الحشد الشعبي) ،التي يقال أنها مدعومة من إيران، هي مجموعات شيعية تعيش على الأراضي العراقية. انهم يريدون مساعدة القومية العراقية. بطبيعة الحال، فإن هذه القوات تخضع لنفوذ أجنبي، ولكن هناك بالتأكيد نفوذ أجنبي في شمال العراق أيضا. بالتالي إن هذا الموضوع متعلّق بالبراعة الدبلوماسية، حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، يعرف هذه التعقيدات التي يواجهها، ويدرك جيدا التحديات التي ستواجهه في حال دخوله قلب الأراضي العراقية في الشمال والغرب كشخصية شيعية، وفرض سيطرة الدولة عليها. وهو يعلم أيضا أن هناك مشاكل بين عرب وأكراد العراق، وقد شهدنا ذلك خلال الأسبوع الماضي خلال أحداث كركوك". وختم قائلا: " كل هذا أمر صعب ويتطلب جهدا كبيرا من الحكومة المركزية في العراق."
على صعيد متّصل، شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال لقائه ريكس تيلرسون الذي وصل في زيارة غير معلنة الاثنين إلى بغداد على أن عناصر الحشد الشعبي مقاتلون عراقيون وليسوا "مليشيات إيرانية" كما وصفهم الوزير الأمريكي الأحد.
وقال العبادي خلال لقائه تيلرسون، بحسب بيان صادر عن رئاسة الوزراء إن "مقاتلي الحشد الشعبي هم مقاتلون عراقيون قاتلوا الإرهاب ودافعوا عن بلدهم وقدموا التضحيات التي ساهمت بتحقيق النصر على داعش". وأوضح أن "الحشد مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة والدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة. إن مقاتلي الحشد علينا تشجيعهم لأنهم سيكونون أملا للبلد وللمنطقة."
يذكر أن الناطق باسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي ردّ على سؤال للميادين، خلال مؤتمر صحفي بأنّه "على تيلرسون الاعتذار من الشعب العراقي"، مشيراً إلى أنّ "تصريحات وزير الخارجية الأميركي بخصوص وجود ميليشيات أجنبية في العراق استهانة بدماء الشهداء وبدماء العراقيين". وأضاف الأسدي أن قتال داعش على الأرض العراقية يخوضه العراقيون فقط.
وقال في حديثه إن "تيلرسون لا يعرف ان العراق هو من يحدد مصيره وعلاقاته"، معلناً "أننا نعتز بمن وقف معنا في قتال داعش وايران منهم وقد اصبحنا قوة يعتدّ بها". وحذّر من أن "كل من يفكر بحلّ الحشد الشعبي عليه أن يواجه الشعب العراقي بأكمله". ولفت إلى أنّ جميع المستشارين المتواجدين في العراق هم بعلم الحكومة العراقية، مؤكداً أنها ستطلب منهم المغادرة بعد انتهاء العمليات العسكرية.