الوقت- يتأرجح قادة الكرد بين خيارات عدة لاختيار الانسب منها، في انقاذ أبناء شعبهم من عاصفة ساحقة كانوا السبب وراء نشوئها .. إنه نهجٌ سلطويٌ لطبقةٍ حاكمةٍ تلاعبت بمقدرات الاقليم تحت يافطة الحلم الكوردي.
اختلف الرجال بحسم القرار، أصوات في البرلمان الكوردستاني تدعوا للاطاحة بحكومة "آل بارزان". حركة التغيير في طريقها نحو بلورة حكومة انتقالية، بعد أن سقطت مصداقية البارزاني بين الكرد بل المجتمع الدولي برمته،. ولعل رغبة "التغيير" هذه بالتغيير، تأتي على مرام "تحالف الديمقراطية والعدالة" بزعامة برهم صالح نائب رئيس الوزراء الاسبق، وهذا ما ينسجم مع رؤية بافل طالباني ايضا، الوريث السياسي لوالده الزعيم "جلال طالباني".
تحركٌ جادٌ وواسع في أروقة القرار الكردي نحو انهاء حقبة كوارث مسعود وعائلته، كما باتت تسمى في الوسط الكردستاني.
ليس غريبا أن يتجلى كل هذا الكم من الشعور بالاستياء الكوردي، فامام الشعب مستقبل مجهول إذا ما استمر الحال كما هو عليه. شللٌ في الاقتصاد، إغلاقُ للمطارات ومعظم المنافذ الحدودية بالشمع الاحمر، وتصعيدٌ سياسي بغداديٌ اقليمي دولي، وايقاف الاستثمارات الاجنبية بحجة عدم الاستقرار الامني في الاقليم، وفقرٌ وسوءُ خدمات تزيد من غضب الشارع الكردستاني وشكواه، المطالِبة بحلٍ عاجل للخروج من مأزقه ووضعه المتردي.
الحرج لم يقف عند حدود أربيل فحسب، فكل الاوراق الكردية اليوم معقدة وفي خانة واحدة متراكمة شائكة مترابطة، ما وضع الزعامات الكردية برمتها امام مفترق خطيرٍ خاصة اذا ما أصرّ البارزاني على النهج ذاته، بين عودة المواجهة "الكردية الكردية" وصراع داخلي أهلي سيفتح على البيت الكوردي أبواب جهنم على مصراعيها، أو حربٍ "عربية كردية" تُعيد مشهد شلالات الدم والتهجير والجوع والدمار. خياران أحلاهما مُرّ .. إنها نتيجة نزوة بارزانية ليست الا.!
و وسط تضارب الرؤى القائم في كردستان، فإن الثابت لدى غالب عقلائها هو أن لغة السلاح لم تعد تجدي نفعا مع صاحب الدبلوماسية حيدر العبادي، وطاولة الحوار مع بغداد أضحت الخيار الأمثل بل لا بديل عنها. ويبقى الخلاف في مٓن يُمثّلهم في مرحلة حساسة كهذه ؟
البارزاني بزيٍ جديد، أم وجوه كوردية أخرى.؟!
بقلم: ياسر مسعود