الوقت- بعد أشهر على الانقلاب الكبير الذي حصل في السعودية، وتم بموجبه عزل محمد بن نايف من جميع مناصبه، واصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حملة الاعتقالات والتطهير داخل وزارة الداخلية، بالتزامن مع حملة اعتقالات أخرى ضمن أسرة آل سعود.
حيث أعرب معارضون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي عن قلقهم الشديد حيال حملة الاعتقالات الكبيرة التي تشنها الأجهزة الأمنية، مؤكدين اخفاء النظام السعودي لعدد من الأمراء السعوديين المعارضين لولي العهد محمد بن سلمان.
وفي هذا السياق أكد ناشط سعودي أن ولي عهد السابق محمد بن نايف عاد الى المملكة برفقة بعض أفراد أسرته، وظهر بجانب سلم الطائرة التي أقلته ممسكا بأحد الأطفال، بعد أن وقع على تعهدات بعدم التدخل في الحياة السياسية في المملكة وتم وضعه تحت رقابه الامن السعودي.
فيما اشار ناشطون الى أن مصير عدد من الأمراء السعوديين مازال مجهولاً ومن بينهم الأمير سعود بن سيف النصر وهو حفيد الملك سعود بن عبد العزيز ملك السعودية الأسبق، والذي في تغريدات له بموقع تويتر بعنوان "نذير عاجل لكل آل سعود" قائلا، كما أؤيد الدعوة التي وردت في الخطاب لمبادرة أبناء الملك عبدالعزيز بالتحرك ولحاق بقية الأسرة بهم، لاستدراك الأمر ومنع الفوضى التي ستدمر الجميع.
كذلك أكد ناشط سعودي آخر يحمل اسم "مواطن" أن محمد بن سلمان اغتال الأمير تركي بن بندر، بسبب فضحة لجرائم النظام الحاكم من قتل واغتصاب، وتداول نشطاء سعوديون في وقت سابق فيديو لمكالمة مسربة للأمير "تركي بن بندر آل سعود" مع وكيل الداخلية السعودي "أحمد السالم"، وذلك قبل اختطافه من قبل النظام السعودي، كما رجح نشطاء أن هذا التسريب هو من عجل بعملية اختطافه.
حملة اعتقالات وتطهير كبيرة في وزارة الداخلية
من جانبها رصدت مجلة "إنتليجنس أون لاين" الفرنسية حملة تطهير يقودها وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان ضمن وزارة الداخلية للتخلص من نفوذ ابن عمه الذي تم ابعاده عن الحكم محمد بن نايف، ولفتت المجلة الى أن العمليات الجارية في الداخلية السعودية تسعى لتغيير صلاحيات الوزارة وتعطيل الشركات الأجنبية التي تبيع المعدات في المملكة.
وأشارت المجلة الفرنسية الى أنه ومنذ الاطاحة بولي العهد السابق محمد بن نايف من وزارة الداخلية السعودية في يونيو/حزيران الماضي، تجري عملية إعادة تنظيم غير مسبوقة داخل أروقة الوزارة التي طالما تمتعت باستقلالية كبيرة. ويجري الإطاحة بعدد من المسؤولين من مناصبهم واستبدالهم، مشيرة الى أن عددًا من رفيعي المستوى الذين كانوا موالين لمحمد بن نايف ويلعبون دورًا بارزًا في عقد اتفاقيات الوزارة واقعين تحت الاحتجاز الآن، في حين نقلت المجلة عن مصادرها أن سعد الجابري، مستشار الشؤون المالية المقرب لـمحمد بن نايف قد هرب من البلاد خوفًا من الاعتقال.
جهاز أمن دولة جديد لا يتبع لوزير الداخلية
والى جانب حملة الاعتقالات التي يشنها محمد بن سلمان، فقد بدأ الاخير مراجعة شاملة للأجهزة الأمنية المتشعبة عن وزارة الداخلية، اذ من المقرر دمج أجهزة الاستخبارات عالية الإنفاق في الوزارة مع جهاز أمن الدولة الجديد، الذي سيكون خارج سيطرة وزير الداخلية الجديد عبدالعزيز بن سعود بن نايف ولكن يتم ترؤسه من قبل عبدالعزيز الهويريني ويرفع تقاريره مباشرة إلى ولي العهد. وابتلع الجهاز الجديد بداخله كل من مديرية المخابرات العامة والقوات الخاصة والقوات الجوية التابعة لوزارة الداخلية ومركز معلومات الويب والمديرية العامة الشؤون الفنية.
وإضافة الى تطهير وزارة الداخلية من المسؤولين الموالين لمحمد بن نايف يجري محمد بن سلمان عملية استعراض موسعة لجميع العقود الموقعة أو قيد التفاوض مع الوزارة. ولا يعفى أيّ اتفاق مع الوزارة من الفحص، على الرغم من أن الصفقات تم التفاوض عليها بشكل مستقل تقريبا من قبل موظفي بن نايف، على ما جاء في المجلة الفرنسية، التي تخلص الى أن الأزمة فى الوزارة عرقلت بعض البرامج الرئيسية بما يشمل المشاريع السيبرانية مع الشركات الأمريكية وعقدًا فرنسيًا كبيرًا يتمّ التفاوض عليه منذ فترة طويلة.
وكان عدد من نشطاء العرب في مجال حقوق الانسان أعلنوا في بيان تضامنهم مع معتقلي الرأي في السعودية، وطالبوا الرياض، بالافراج الفوري عن معتقلي الرأي في السعودية من الرجال والنساء، وعدم الزج بهم في قضايا الخلافات السياسية.