الوقت- إذاً، إنها القضية الفلسطينة التي لا ينخفض صداها في المنطقة العربية عموماً والمغربية خصوصاً فقد عادت اليوم هذا القضية وبشكل رسمي إلى قاعات البرلمان المغربي الذي رفض نوابه قضية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي التي باتت اليوم ملفا يجاهر ويفتخر به بعض القادة العرب وبشكل علني.
حيث تظاهر عدد من النواب المغاربة أمس الأحد، وفي داخل البرلمان، إثر حضور وفد إسرائيلي مؤتمرا في المغرب نظمته الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط والمنظمة العالمية للتجارة، حيث كانت التظاهرة داخل القاعة المخصصة للمؤتمر، بعد ظهور الوفد الإسرائيلي، ما جعل أعمال المؤتمر تتوقف لمدة طويلة.
وكما يظهر الفيديو المرفق بالتقرير قال عبد الحق حيسان، البرلماني عن نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (يسارية) مخاطبا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق عمير بيرتس، الذي كان ضمن الوفد الإسرائيلي داخل القاعة التي احتضنت المؤتمر، "أنت مجرم حرب ويجب أن تغادر المغرب، وتابع بالقول: "أنت مجرم ضد الإنسانية قتلت الأطفال والأبرياء، ويجب أن تغادر البرلمان، ونحن نرفض حضورك وحضور الوفد المرافق لك".
وبعد معرفة وجود الوفد التابع للكيان الإسرائيلي نظم بعض البرلمانيين المغاربة، قبل انطلاق الجلسة الافتتاحية، وقفة داخل البرلمان، تعبيرا عن رفضهم حضور النواب الإسرائيليين، وتم رفع العلم الفلسطيني ولافتات داخل القاعة المخصصة للمؤتمر تطالب بطرد الوفد الإسرائيلي، بينما أعلنت 3 كتل برلمانية بمجلس المستشارين رفضها مشاركة وفد إسرائيلي يضم وزير الدفاع السابق بيرتس.
وإثر تبادل الاتهامات التي تم توجيهها لرئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش بأنه قد أعد وبشكل سري لمناظرة دولية بحضور وفد إسرائيلي يتزعمه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق “عمير بريتس”، ظهر بنشماش ليحمل مكتب المجلس وبشكل كامل المسؤولية عن احتضان المناظرة، مبيناً أن المكتب وافق على هذا الإجراء في اجتماع عقده في العاشر من شهر يوليو الماضي، مشيرا إلى أن المجلس لم يوجه الدعوة للوفد الإسرائيلي ولا لغيره.
ومن جهته، نفى عبد الإله الحلوطي، الخليفة الثاني لرئيس مجلس المستشارين المنتمي لفريق العدالة والتنمية علمه بتفاصيل تنظيم المجلس للمناظرة التي عرفت حضور وفد عن الكنيست الإسرائيلي.
وأوضح الحلوطي أن مكتب مجلس النواب كان سيناقش في 4 أكتوبر الحالي ضمن جدول أعماله تفاصيل المناظرة، التي تهم أساسا دفتر تحملات النشاط، والوفود المشاركة، وبرنامج المناظرة، إلا أن اللقاء ألغي في آخر لحظة دون إعطاء أي تفاصيل حول ذلك، إلا أن مصدرا مقربا من رئيس مجلس المستشارين برر عدم عقد اللقاء بسبب اعتذار أعضاء المكتب عن الحضور.
يشار إلى أن عام 1961، وبعد انتقال السلطة من الملك محمد الخامس إلى ابنه حسن الثاني، جرت مفاوضات سرية بين إسرائيل والمغرب، وتوصل الجانبان إلى اتفاق للسماح بهجرة يهود المغرب. وبمقتضاه تحصل الرباط على 250 دولاراً عن كل يهودي تسمح له بالهجرة إلى إسرائيل، كما تلتزم الأخيرة بمساعدة المغرب على تطوير أجهزتها الأمنية.
بينما ذكر مركز إسحاق رابين للدراسات السياسية والاستراتيجية أن إسحاق رابين زار المغرب سراً عام 1976، وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي إلى دولة عربية. وناقش مع الملك المغربي سبل دفع عملية السلام مع الدول العربية.
يذكر أن الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط هي منظمة إقليمية، تتمتع بمركز المراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة و لها مركز قانوني دولي محدد، وتلعب الجمعية دوراً أساسياً كمنظمة تعتبر أنشطتها راسخة الجذور، كأصل مكمل لعمل غيرها من الهيئات الإقليمية والدولية المنوط بها مسؤولية تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في البحر المتوسط.