الوقت- كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا تحت عنوان" الرئيس ترامب يجب عليك أن لا تلغي معاهدة الاتفاق النووية مع إيران" وأشارت في هذا المقال، إلى أنه اذا قام الرئيس ترامب بالإشارة في تقريره "الذي سوف يقدمه هذه الشهر إلى الكونغرس الأمريكي"، إلى أن إيران لم تلتزم ببنود معاهدة الاتفاق النووية، فأنه بذلك سوف يكون قد اتخذ أسوأ قرار في مجال السياسية الخارجية الأمريكية. وأضاف كاتب هذا المقال، قائلا: لا يجب عليك أن تفعل ذلك يا سيادة الرئيس ويجب عليك العمل كرجل دولة والاستماع إلى المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين في حكومتك وان تضع أولويات أمن الولايات المتحدة وحلفائها في المرتبة الأولى وان تتخلى عن أنانيتك.
وفي سياق هذا التقرير جاء أيضا، ليس من الضروري إن يتم التأكيد على التزام إيران بمعاهدة الاتفاق النووية (عن طريق ترامب) التي تم التوقيع عليها بين إيران ومجموعة 5+1 في عام 2015. في الواقع، لقد اقر أعضاء الكونجرس الأمريكي قانونا يطالب فيه الرئيس الأمريكي بتقديم تقرير للكونجرس كل 90 يوما حول ما اذا كانت إيران ملتزمه بمعاهدة الاتفاق النووية أم لا؟ وهل يؤمن لهذا الاتفاق أي مصالح لأمريكا أم لا ؟ ولذلك فأن ترامب لن يستطيع الغاء هذه المعاهدة مع إيران على الرغم من وعوده بإلغاء هذا الاتفاق التي اطلقها خلال حملته الانتخابية في عام 2016. الجدير بالذكر هنا انه من الممكن أن يقوم الرئيس ترامب برمي الكرة في ملعب الكونغرس الأمريكي لكي يجبر المشرعين الأمريكيين بأن يقرروا على سن عقوبات نووية جديدة على إيران. من ناحية أخرى، فإن حالة عدم الرضا التي اظهرها ترامب عن هذه المعاهدة سوف تؤدي إلى اتساع الفجوة بين واشنطن وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل أشار هذا التقرير، إلى أن الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية التي أجريت في 2016، لم يكن لديه خبرة كافية في السياسة الخارجية، ولهذا فلقد اتخذ مواقف عدائية مع هذه المعاهدة النووية. تجدر الإشارة هنا إلى أن الرئيس ترامب، وصف معاهدة الاتفاق النووي التي وقعت عليها إيران مع مجموعة 5+1، خلال خطابه في الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بأسوأ الصفقات التي وقعت عليها الولايات المتحدة من أي وقت مضى.
وفي السياق نفسه أشار كاتب هذا المقال إلى أن قرار الرئيس ترامب بإلغاء هذه المعاهدة ما هو إلا نتيجة لعاداته السيئة التي لا تعتمد على المنطق والتي يحاول فيها تدمير إنجازات الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما". ويُظهر موقف ترامب هذا أيضا مدى تأثير رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" على قرارات رئيس الولايات المتحدة. فلقد سخر "نتانياهو" من معاهدة الاتفاق النووي مع إيران. تجدر الإشارة هنا إلى الصراع مع إيران، الذي طال أمده بين المسؤولين الأمريكيين، لا يزال قويا.
ووفقا لهذا التقرير فأن الرئيس ترامب اكد لمرتين على التزام إيران بمعاهدة الاتفاق النووية ولهذا فلقد طلب منه مستشارو الأمن الأمريكيين أن يذكر هذا الأمر في تقريره الثالث الذي سوف يقدمه إلى الكونغرس. ولكن التقارير تشير إلى أن ترامب غير سعيد من هذا آلأمر. فهو مصمم على أن يفي بوعوده الانتخابية قبل الخامس عشر من شهر أكتوبر من هذا العام. تجدر الإشارة هنا بإن تصريحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية "التي تراقب الأنشطة النووية الإيرانية" ومركز الاستخبارات الأمريكي ووزارة الدفاع (البنتاغون) التي تؤيد امتثال إيران لهذه المعاهدة، ليس لها أي تأثير على هذه المواقف العدوانية لترامب.
ومن جهة اُخرى ذكر هذا التقرير بأن معظم أعضاء الكونجرس الأمريكي يعارضون إقامة مفاوضات نووية جديدة قبل التوقيع بشكل نهائي على الاتفاق النووي مع إيران وذلك لان معظمهم يعترفون حاليا بقيمة مثل هذا الاتفاق ويعارضون خلق أزمة نووية اُخرى "وسط التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية" ومن ناحية أخرى، يرون بأنه ليس هناك ما يضمن بأن الكونغرس سيتخذ قرارات صحيحة، فيما إذا قرر هذا الكونغرس خطة جديدة لإعادة العقوبات النووية على إيران أو إعادة التفاوض معها؛ ولهذا كله، يجب أن يوافق ترامب على الالتزام بهذه المعاهدة النووية.
في نهاية هذا التقرير، تم التطرق إلى ادعاءات الولايات المتحدة المدعومة من قِبل وسائل الإعلام ضد إيران والتي صرحت فيها بأن إيران متورطة في استمرار الأزمات في سوريا و اليمن وأشار هذا التقرير إلى انه : إذا قامت الولايات المتحدة بالموافقة على معاهدة الاتفاق النووية التي تم الاتفاق عليها بين إيران ومجموعة 5+1، فأنها سوف تكون قادرة على السيطرة على سلوكيات إيران هذه في المنطقة.