الوقت - أعلن مسؤولو الحكومة المركزية في العراق عن ارسال دفعات محمولة جوا من حرس الحدود الى ايران وتركيا للسيطرة على الحدود المشتركة لكردستان العراق مع جيرانها.
وفي الوقت نفسه، عارض برلمان كردستان العراق وحكومة هذا الاقليم، سيطرة الحكومة المركزية العراقية على المعابر الحدودية.
والسؤال الآن هو كيف يمكن لقوات الحدود التابعة للحكومة المركزية العراقية أن تسيطر على المعابر الحدودية التي تسيطر عليها كردستان العراق.
هنالك طريقان لهذا الموضوع:
أولا وقبل كل شيء، يمكن لقوات الحكومة المركزية في العراق، اللجوء الى الحل العسكري والقوة من خلال استغلال الأراضي الإيرانية والتركية، للسيطرة على المعابر الحدودية التي هي في ايدي قوات حكومة كردستان.
وهذا الخيار غير مرجح لأنه يؤدي إلى مواجهة عسكرية يمكن أن تؤدي إلى حرب بين الحكومة المركزية في بغداد وكردستان، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإنه سيخلق توتر عسكري بين إيران وتركيا مع كردستان العراق.
لذلك سيوضع هذا الخيار جانبا ولن يتم الأخذ به.
معبر برويز خان الحدودي، أحد المعابر الحدودية لإيران مع كردستان العراق
واما الطريقة الثانية، هي من خلال المفاوضات أو التهديد، حيث ستسلم كردستان العراق السيطرة على المعابر الحدودية لقوات الحكومة المركزية العراقية، والتي لن تؤدي إلى نتيجة وفقا للوضع الحالي.
لكن ايضا هنالك طريقا ثالثا.
ان تخصص كل من ايران وتركيا، جزءا من حرس الحدود التابع للحكومة المركزية العراقية في بناء معابرهما الحدودية مع كردستان العراق، وتعترف الحكومة العراقية بموقفهما كجهة مُساندة وممثل رسمي للعراق.
وفي هذه الحالة، يجب أن يحصل الأشخاص الذين يغادرون معبر كردستان العراق على تأكيد من الحكومة المركزية للحدود العراقية قبل الدخول إلى معبر الحدود الإيراني.
على سبيل المثال، إذا لم يسمح للخط الحدودي للحكومة المركزية بالعراق، فإن إيران ستحترم هذا القرار وتمنعهم من المغادرة.
وفي ظل هذه الظروف، يمكن لحرس الحدود التابع للحكومة المركزية العراقية المتمركز على معبر الحدود الإيراني أن يمنع دخول وخروج البضائع والأفراد إلى كردستان العراق، وأن يوقف أيضا الأشخاص المطلوبين ويحيلهم إلى بغداد جوا.
والواقع أن الجانب الإيراني لن يعترف بحدود كردستان العراق، بل سيعترف فقط بحرس الحدود في حكومة بغداد.
ونتيجة لذلك، ستسمح ايران فقط بخروج البضائع والافراد من كردستان العراق حيث يتم اصدار اذن المغادرة من حرس الحدود التابع لحكومة بغداد.
ومن خلال الخطوة هذه، سيتم فض النزاع العسكري المحتمل على معابر كردستان العراق، وفي الممارسة العملية، ستتولى الحكومة المركزية في العراق السيطرة على هذه المعابر الحدودية.
لدى كردستان العراق أربعة معابر حدودية مع إيران ولها معبر حدودي واحد مع تركيا (إبراهيم خليل الله).
وتقول الحكومة العراقية ان السيطرة على الحدود مهمة قانونية.
وكان مسؤولون عسكريون ايرانيون قالوا في وقت سابق انهم سيدعمون فرض السيادة العراقية ونشر قوات حرس الحدود وقوات الحكومة المركزية العراقية عند معابر كردستان العراق.
و الشيء نفسه سيحدث في حدود كردستان العراق مع تركيا ومع أخذ ذلك في الاعتبار، ولأول مرة منذ عام 1991، ستتولى حكومة بغداد السيطرة على جميع حدود العراق.
وفي الوقت الحاضر، يسيطر حرس الحدود في كردستان العراق على حدود هذه المنطقة مع إيران وتركيا.
كردستان العراق هي المنطقة الاتحادية الوحيدة في العالم حيث لا تسيطر قوات الحكومة المركزية على حدودها، ولكن القوات الكردية تتولى هذه المسؤولية.
وقد أغلقت إيران وتركيا والعراق بالفعل الحدود الجوية لكردستان العراق في تنسيق مسبق بينهم، وفي الوقت الذي فرضت فيه العقوبات الجوية على كردستان العراق، حوصرت هذه المنطقة جوا.
وبطبيعة الحال، سمحت الحكومة المركزية بإستمرار الرحلات الداخلية بين كردستان العراق ومدن أخرى.