الوقت- أثارت الصواريخ البالستية التي اطلقتها كوريا الشمالية مؤخرا، وهي آخر التجارب النووية فى البلاد، مخاوف خطيرة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها. والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان يمكن الوقوف أمام هجوم الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية.
ويجيب الخبراء: نعم. وذلك عندما يتم إستكمال عملية إعداد تكنولوجيا حديثة قابلة للتنفيذ.
ومع تزايد مخاوف واشنطن وحلفائها من تجارب الصواريخ الكورية الشمالية، زعمت وسائل الإعلام الأمريكية بأن الولايات المتحدة لها القدرة على مواجهة الصواريخ الكورية وذلك بإستخدام أسلحة الليزر.
ويشير أحدث تقرير من إتحاد العلماء الأمريكيين في واشنطن إلى أن الليزر، تكنولوجيا لا مرئية ودقيقة للغاية حيث يمكن استخدامها ضد هدف مُعين وموجود بالفعل، وهي أفضل وسيلة للدفاع ضد الصاروخ الباليستي العابر للقارات تُسمّى آي سي بي أم "ICBM". في الحقيقة، أسلحة الليزر تتفوق على النظام التوجيه الذاتي التقليدي للصواريخ.
إن احدى المعدات الليزرية هي "يو اس اس بونس" الأمريكية، تم تنصيبها في المنطقة الخليجية، وتُسمى منظومة السلاح الليزري هذا بـ"لاوس-laws".
ويقول بروس ماكدونالد، وهو خبير كبير في تكنولوجيا الأمن في اتحاد العماء الأمريكيين: "ان آلية التدمير، هي في حد ذاتها أشعة ليزر تتحرك بسرعة الضوء. ولن تحتاج الى الإنتظار بضع دقائق لوصول الصاروخ المُوجّه إلى الهدف. ويصل الشعاع إلى الهدف على الفور تقريبا، والذي يسمح بإطلاقه على الرادار، ومعرفة ما إذا كان قد إستهدف الهدف المحدد ام لا، وإذا لزم الأمر يمكنكم الإطلاق مرة أخرى."
وفي السياق ذاته، اختبرت الولايات المتحدة مؤخرا واحدة من أسلحة الليزر في المنطقة الخليجية. وقال كريستوفر ويلسون، قبطان السفينة التي وُضع عليها هذا السلاح الليزري: "ان سلاح الليزر هذا أكثر دقة من الرصاصة. وهي منظومة مُختصة غاية الإختصاص بالسلاح ، ويختلف عن الأسلحة الأخرى في صناعة الدفاع الأمريكية.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، فإن هذا السلاح المُجرّب يعمل 50 الف مرة أسرع من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. ومن جانب أخر، لا تؤثر هبوب الرياح على أداء هذا السلاح.
وقد نشرت الولايات المتحدة الأمريكية حالياً 36 صاروخ ICBM مُوجّه على ساحل المحيط الهادىء، وفقا لوكالة الدفاع الصاروخي في البلاد التي بدورها طلبت ميزانية قدرها 8 مليارات دولار لتعزيز قوة الدفاع الوطني في عام 2018، ولكن اذا استطاعت كوريا الشمالية أن تصنع صاروخاً برأس حربي مقاوم لجو الأرض، وبعدم استطاعة الجهود الرادعة والدبلوماسية أن تمنع المواجهة العسكرية، سيكون من الضروري إطلاق ما يقارب 10 الى 20 صاروخ مُوجّه لتدمير صاروخ واحد من صواريخ ICBM التي تتحرك في الجو بسرعة آلاف الكيلومترات في الساعة.
وقال مكدونالدز، وهو خبير كبير في تكنولوجيا الأمن في الاتحاد الأمريكي للعلماء: "إن هذا يتوقف على عدد الرؤوس الحربية التي تستخدمها ICBMوالرموز المستخدمة لخداع منظومتنا. والاتفاق العام هو أنه في أفضل الأحوال سيكون هذا هو أفضل قدرة للمواجهة".
ولهذا السبب سيكون من الأفضل لوقف هجوم العدو في مرحلة الاطلاق، أو بعد الإطلاق، إستخدام موجّهات الليزر القصيرة المدى.
وقد اختبرت القوات البحرية الأميركية قبل هذا، أي في عام 2014، ليزر ذو 30 كيلو واط وليزرات أرضية وبحرية وجوية قوية مصنوعة من قبل وكالات الدفاع أو المقاولين. ان الوصول إلى مرحلة التنفيذ لا يبدو بعيداً وسيكون ارخص ايضا.
ويقول بروس ماكدونالد: عندما تدفع مبلغ منظومة الليزر، تكون تكلفة الإطلاقات المقبلة قليلة جدا. قد تكون تكلفة الطاقة اللازمة دولار واحد. غير أن تكاليف الصيانة ايضا معزولة على حدة.
وعلاوة على ذلك، فإن الليزر، هو تيار ضوئي ناتج عن تفاعل فيزيائي يُشعل الهدف. وللوصول الى تطور في هذه التكنولوجيا وجعلها أكثر قوة، هناك العديد من التحديات في المستقبل. بيد انه وفقاً لماكدونالد، فان سلاحاً يدعى "الطاقة الموجهة" يمكن ان يدخل في غضون خمس الى سبع سنوات الى ساحات المعارك والقضاء على الصواريخ البعيدة المدى خلال العشرين عاما القادمة.