الوقت- لأوّل مرّة منذ انتخابه رئيسًا لحركة حماس في أيار/مايو الماضي، وصل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على رأس وفد رفيع المستوى من قيادة حماس في الداخل والخارج إلى العاصمة المصرية القاهرة.
وبيّن مكتب هنية في تصريح صحفي أن الوفد سيبحث العديد من القضايا المهمة وخاصة العلاقات الثنائية مع الشقيقة مصر، وسبل تطويرها، وتعزيز التفاهمات مع القاهرة التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة، وآليات تخفيف الحصار عن غزة، وغيرها من الموضوعات التي تهم الطرفين.
وذكر المصدر أن الوفد الذي غادر عبر معبر رفح، يضم إلى جانب هنية يحيى السنوار، رئيس الحركة بغزة، ونائبه خليل الحية، وروحي مشتهى (عضو المكتب السياسي).
وأوضحت المصادر الخاصة أن هنية والوفد المرافق سيزور دول عدة خلال جولته الخارجية بينها زيارة رسمية إلى العاصمة المصرية.
وأشارت المصادر أن الزيارة ستناقش ملفات عدة بينها، المصالحة الفلسطينية، والمشروع الوطني، وتمتين علاقات الحركة مع بعض الدول في المنطقة والإقليم.
وتعتبر هذه هي الزيارة الأولى لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية منذ توليه المنصب خلفاً لخالد مشعل.
أبو مرزوق والعاروري في القاهرة ودحلان يصل اليوم
في السياق ذاته، ذكرت مصادر فلسطينية لـ"فلسطين اليوم" أن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) موسى ابو مرزوق والقيادي صالح العاروري إضافة إلى 5 من قيادات الحركة، وصلت مساء أمس إلى العاصمة المصرية (القاهرة)، لتلتقي مع قيادات حماس في الداخل، التي بدأت جولة خارجية تشمل لقاء مسؤولين مصريين.
وأشارت المصادر ذاتها أن النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان من المقرر أن يصل القاهرة اليوم، ورجحت المصادر أن يجتمع الوفد مع دحلان، لتعزيز التفاهمات التي تمت خلال زيارة وفود الحركة السابقة.
معاريف: هنية و السنوار في القاهرة لبحث موضوع صفقة تبادل الاسرى
إلى ذلك، ذكرت صحيفة معاريف العبرية ان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية و قائد الحركة في غزة يحيى السنوار توجهوا الى العاصمة المصرية القاهرة لبحث موضوع صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل.
على صعيد متّصل، كشفت مصادر في "حماس" لـ "العربي الجديد"، أجندة زيارة وفد حماس حيث سيجتمع هنية والسنوار، خلال وجودهما في القاهرة، مع رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء خالد فوزي، وأنه في الأجندة "ملف الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة".
وبحسب المصدر سيبحث هنية مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصري وساطة جديدة بشأن ملف الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، بالإضافة إلى ملف الوضع الإنساني في القطاع، والبدء بتنفيذ بعض البنود الخاصة بالتفاهمات التي كان قد توصل إليها وفد السنوار الذي زار القاهرة في حزيران/يونيو الماضي.
ملف المصالحة.. ولا جولة خارجيّة
وحول ما إذا كانت زيارة وفد "حماس" للقاهرة ستتبعها جولة خارجية، قالت المصادر: "لن تكون هناك جولة خارجية، خاصة في ظل قدوم قيادات الخارج إلى القاهرة" في إشارة إلى العاروري وأبو مرزوق.
وبشأن ملف المصالحة الداخلية، قالت المصادر إنه "حتماً سيكون محل نقاش"، مشددة على "استعداد الحركة للتجاوب معه بضمانات مصرية على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
وأوضحت أن حماس "لا تعترض على حل اللجنة الإدارية إذا أوقف أبو مازن السياسة العقابية التي يفرضها على القطاع والبدء في إجراءات جادة لإنهاء الانقسام".
زيارة وفد حماس ستتناول ملفات هامة في وقت حساس
وفي سياق القراءة السياسيّة للزيارة، رأى محللان سياسيان، ان زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية للقاهرة للقاء المسؤولين المصريين تأتي في وقت حساس وهام، معربان عن أملهما أن تترجم التفاهمات والوعود المصرية السابقة بالتطبيق على أرض الواقع.
وأعرب الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف عن اعتقاده أن هذه الزيارة المفاجئة لقيادة حركة حماس تأتي ضمن اللقاءات التي جرت سابقاً سواء من قبل إسماعيل هنية نفسه، أو من قبل القائد يحيى السنوار بعده مع القيادات المصرية، إضافة إلى أنها تعتبر استكمالاً لما جرى بين الجانبين حول علاقة حماس مع الحكومة المصرية، وللحديث حول التفاهمات التي جرت بين القيادة المصرية والسنوار، والتأكيد على العلاقات التي تخدم الجانبين.
وأعرب عن أمله أن يستجيب الجانب المصري ويتنفیذ التفاهمات والوعود التي وعد بها سابقاً، وهي محاولة من قبل حركة حماس أيضاً للتأكيد على الجانب المصري بضرورة تخفيف الحصار عن قطاع غزة وضرورة فتح معبر رفح، وإقامة منطقة تجارية على الحدود، والتأكيد على السلامة الأمنية والأمن القومي المصري والفلسطيني. متمنياً أن تكون الزيارة فيها تعزيزاً لما جرى التفاهم عليه في الفترة الماضية.
في ذات السياق، رأى المحلل السياسي إياد القرا، أن زيارة وفد حركة حماس برئاسة هنية إلى القاهرة يأتي في وقت مهم وحساس، لافتاً إلى أن تخصيص الزيارة لمصر من قبل الحركة يعني أن موقفها واضح بأن القاهرة هي العنوان في العديد من الملفات الفلسطينية ومنها المصالحة ورفع الحصار وصفقة التبادل مع الجانب "الإسرائيلي" القادمة.
يشار إلى أن الشارع الغزي ينظر الى زيارة هنية لمصر باهتمام شديد لعل هذه الزيارة تساهم في تخفيف الحصار عن القطاع المحاصر بما يفتح المجال أمام ترك العجلة الاقتصادية.