الوقت- نشرت قناة بي بي سي الفضائية تقريرا في موقعها حيث طرحت سؤالا فحواه، لماذا تعجز الوكالات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية ان تكتشف أنشطة كوريا الشمالية السرية. وجاء في التقرير، ان صاروخا باليستيا تابع لكوريا الشمالية، عبر فوق المجال الجوي الياباني يوم الإثنين الماضي. ومع ذلك، ذكر المسؤولون الامريكيون ان جهاز استخباراتهم البالغ قيمته 80 ميليارد دولار، استطاع ان يكشف إطلاق الصاروخ قبل عدة ساعات من تجربته.
وذكر الكاتب، ان كوريا الشمالية توسع صواريخها النووية بسرعة أكبر من تقديرات وكالات المخابرات الأمريكية. وفي ديسمبر 2011 تمكنت الولايات المتحدة ان تكتشف خبر وفاة كيم جونغ ايل، الزعيم السابق لكوريا الشمالية، بعد 50 ساعة من وفاته، وايضا بعد إعلان الوفاة في وسائل الإعلام الرسمية في كوريا. كذلك في عام 2010، أطْلَعَتْ كوريا الشمالية أحد مسؤولي الولايات المتحدة على محطة ضخمة لتخصيب اليورانيوم، في حين لم يكن أحد في العالم يعلم بوجود هكذا مكان.
وأضاف هذا التقرير ان مسؤولي الولايات المتحدة الحاليين والسابقين يرون كوريا الشمالية كابوس مُخيف بالنسبة لأجهزة استخباراتهم، كون كوريا الشمالية تُمثل هدف استخباراتي للأمريكيين. وذكر دانيل كوتس، رئيس الاستخبارات الامريكية، في خطاب موجه الى أعضاء الكونغرس الأمريكي، ان بيونغ يانغ هي إحدى أصعب الدول "وربما حقاً أصعبهم" التي يستطيع الجواسيس أخذ معلومات عنها.
وأضاف التقرير ان اكتساب معلومات حول النشاطات والفعاليات الصاروخية والنووية لكوريا الشمالية يزداد صعوبة يوما بعد يوم. وقد أعلن مسؤولون أمريكيون في حديث مع ان بي بي سي نيوز، ان كوريا الشمالية باتت تنفذ في الأشهر الأخيرة، أنشطة اختبار الصواريخ في داخل منشآتها لتتمكن بذلك من حجب نشاطاتها عن الأقمار الصناعية.
وقال الكاتب في مقاله ان لدى أمريكا ثلاثة طٌرق تستطيع من خلالها كسب معلومات استخباراتية عن بلدان أخرى: أولا عن طريق جواسيسها، ثانيا من خلال التنصت على الإتصالات الاكترونية "عن طريق قرصنة وتهكير أجهزة الحاسوب ورسائل البريد الالكتروني"، وثالثا من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية. من الصعب جداً تطبيق هذه الطرق الثلاث على كوريا الشمالية.
وفيما يتعلق بتوظيف الجواسيس للتجسس، يذكر التقرير وفقا لما ذكره بروس كلنجر، الخبير البارز في وكالة المخابرات المركزية الامريكية "سيا"، "ان الولايات المتحدة ليس لديها سفارة او شركة تجارية في كوريا الشمالية"، لذا لا يمكن لوكالة المخابرات المركزية ارسال جواسيس الى كوريا لتجميع المعلومات. حتى كوريا الجنوبية لا تستطيع إرسال جواسيس بسهولة إلى هذا البلد. كما أشار كلنجر إلى أن أي محاولة تجسس لجمع معلومات سرية للغاية في كوريا الشمالية ستثير الشكوك في بيونغ يانغ.
وأوضح المقال: ان المسؤولين السابقين في وكالة المخابرات الوطنية الأمريكية (المسؤولة عن اختراق أجهزة الكمبيوتر ورسائل البريد الإلكتروني)، ذكروا ان واشنطن تمكنت من جمع معلومات مُنتشرة عن كوريا الشمالية باستخدام التنصت على الاتصالات الإلكترونية، ولكن المشكلة هي أن هناك عدد قليل من سكان كوريا الشمالية لديهم هاتف محمول، وأيضا جزء كبير من البلاد غير متصل بالإنترنت. ومن جانب آخر، يقول الخبراء ان اتصالات الانترنت بين مسئولي كوريا الشمالية عادة ما يتم ترميزها. كل هذا تسبب في كسب معلومات قليلة جداً من خلال تلك الطريقة.
ومعظم المعلومات التي تكسبها الولايات المتحدة من الأنشطة العسكرية والنووية لكوريا الشمالية هي من خلال صور الأقمار الصناعية.
وتدرك كوريا الشمالية هذا الأمر جيدا، ولهذا السبب قامت كوريا ببناء مجموعة من أكثر الأنفاق تقدما وتطورا في العالم للحفاظ على سرية أنشطتها. كما تُزيد المناطق الجبلية المتواجدة بكثرة في أجزاء واسعة من البلد مما جعل تتبع الأقمار الصناعية لأنشطة كوريا الشمالية النووية والصاروخية صعباً جداً.