الوقت- أكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي اليوم الاثنين بانه مثلما كان انتصار الثورة الاسلامية بحاجة الى الكفاح فان تثبيت اسس الثورة وخلق المجتمع الاسلامي بحاجة للكفاح ايضا.
وخلال استقباله اليوم الاثنين حشدا من اساتذة وطلبة الحوزات العلمية بمحافظة طهران، اشار سماحته الى مميزات وخصائص مرحلة سيادة النظام الاسلامي لانجاز الرسالة والمسؤوليات الاساسية الملقاة على عاتق علماء الدين وقال، ان البشرية اليوم خاصة اجيال الشباب بحاجة ماسة الى خطاب جديد وان للاسلام خطابا جديدا وجذابا في مجال الانسان والمجتمع والسياسة لو وصل الى اسماع شعوب العالم فمن المؤكد انه سيكون له الكثير من المتلقين المرحبين به. واكد بانه ان لم يغضب اعداء الاسلام وسيادة القرآن من وجودنا وحزمنا وحركتنا فعلينا التشكيك في كوننا مفيدين (كعلماء دين).
واعتبر سماحته رسالة علماء الدين بانها استمرار لمهمة ورسالة الانبياء واضاف، انه مثلما كان الانبياء يسعون لايجاد ارضية لسيادة عقيدة التوحيد وخلق الحياة الطيبة فان المسؤولية الاهم لعلماء الدين هي كذلك اداء هذه الرسالة.
واضاف القائد الخامنئي، هنالك بالتاكيد معارضون لايجاد الحياة الطيبة مثلما كان هنالك معارضون امام الانبياء، لذا فانه على علماء الدين إعداد انفسهم للعمل الدؤوب وطويل الامد والمؤثر والخالد والمثمر في الوقت نفسه.
واشار سماحته الى تاسيس النظام الاسلامي في ايران ومميزات هذه المرحلة لاداء المهمة من قبل علماء الدين واضاف، ان "سيادة الاجواء الاسلامية في المجتمع" يعد احدى هذه الخصائص، فضلا عن ذلك هنالك على المستوى العالمي فراغ فكري ناجم عن الياس والاحباط من عدم جدوى الافكار الماركسية والليبرالية، مما يوفر الارضية لعرض الخطاب الجديد للفكر الاسلامي.
واكد قائد الثورة الاسلامية قائلا، انه لو تمكنا من ايصال خطاب الاسلام الجديد والجذاب حول الانسان والمجتمع والسياسة الى اسماع شعوب العالم خاصة اجيال الشباب فمن المؤكد انه سيحظى بالقبول. واعتبر وسائل الاتصال والاعلام الشاملة في ضوء تبلور الاجواء الافتراضية من الخصائص الاخرى للمرحلة الراهنة لايصال رسالة الاسلام الباعثة للحياة وقال، ان من خصائص هذه المرحلة كثرة الاسئلة والشبهات في الاذهان حيث ان كثرة الاسئلة تشحذ الاذهان للعثور على الاجوبة وتوفر المجال للعبور من حدود العلم. واكد سماحته، انه مثلما لا ينبغي ان نتوقف في الاسئلة والشبهات، فانه علينا في الاجوبة ايضا البحث عن الاجوبة المنطقية والصحيحة.
واكد بان الضرورة للمقترحات الاصلاحية للحوزات العلمية تتمثل في ان يكون لها "طابع عملي" واضاف، ان البرنامج هو في الواقع مد الطريق نحو المقصد، لذا فانه ينبغي تنظيمه على اساس الحقائق وان يتضمن ويتوقع العقبات المحتملة وسبل معالجتها.
ونوه الى ان السبيل لمعالجة نقاط الضعف والوصول الى الوضع المنشود رهن بالعزم الراسخ والحركة المفعمة بالنشاط والكفاح واضاف، ان الكفاح يعني بذل الجهد والسعي والتلاقح الفكري.
واعتبر سماحته ان من الخطأ و"الخيانة للثورة" تصور بعض الافراد والكتّاب بانتهاء الكفاح والثورة الاسلامية وقال، ان الثورة تطيح بالاسس الماضية (في عهد النظام البائد) وتخلق اسسا جديدة وان ديمومة الثورة تعني صون هذه الاسس الجديدة.
واعتبر آية الله خامنئي حفظ وديمومة الاسس الثورية امرا صعبا وبحاجة الى الكفاح واضاف، ان الايادي التي كانت تعرقل وتعارض مبدا الثورة تعمل كذلك ازاء استمرار الاسس الثورية، ولكن مثلما كان انتصار الثورة الاسلامية بحاجة الى الكفاح فان تثبيت اسس الثورة وخلق المجتمع الاسلامي بحاجة الى الكفاح ايضا.
واشار الى مراحل بناء الحضارة واضاف، انه بناء على الحركة الثورية تبلور النظام الاسلامي وتحقق الكثير من النجاحات المهمة ولكن مازالت هنالك مسافة كبيرة للوصول الى النقطة المنشودة وتاسيس الحكومة الاسلامية والمجتمع الاسلامي ونحن بلا شك نتحرك ونتقدم في هذا الطريق.