وجاء تحرير "المبروكة" عقب اشتباكات عنيفة خاضتها القوات الكردية بالتعاون مع قوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني ضد تنظيم "داعش" الإرهابي التكفيري انتهت بطرده من المنطقة. واشارت وحدات الحماية الى مقتل اكثر من 500 عنصر ارهابي من تنظيم "داعش" خلال هذه العمليات التي بدأت قبل أكثر من اسبوعين.
وتضم "المبروكة" قرى رئيسية بينها الراوية والدهماء و"مبروكات الحبوب" التي تحظى بأهمية استراتيجية كونها كانت تمثل احدى المعاقل الرئيسية لـ "داعش" في هذه المنطقة. ويعتقد المراقبون أن سيطرة الوحدات الكردية على المبروكة، فتحت أمامها الطريق باتجاه محافظة الرقة المعقل الرئيسي لداعش، مشيرين إلى إمكانية أن تكون مدينة "تل أبيض" في ريف الرقة الواقعة على الحدود السورية التركية هي الهدف القادم للمقاتلين الأكراد.
وكشفت تقارير أن العناصر الكردية سيطرت خلال الشهر الحالي على اكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع من الأراضي في هذه المنطقة، مؤكدة أن وحدات الحماية حققت مكاسب مطردة في مواجهة "داعش".
وبتحرير المبروكة من ارهابيي "داعش" تهيأت الارضية لوحدات الحماية لتحرير كامل منطقة الجزيرة والتقدم باتجاه جبل عبد العزيز الذي انطلقت منه معظم هجمات "داعش" على مدينة الحسكة وريفها والقرى الآشورية.
وتجدر الاشارة الى ان منطقة الجزيرة تضم عدة بلدات أهمها "الحسكة ودير حمكو وتربة سبي وكركي لكي ودرباسية وسري كانيه" ويبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة معظمهم من الاكراد وتزرع فيها اغلب المحاصيل الزراعية التي تنتجها سوريا.
وفي وقت سابق تم تحويل جبل عبد العزيز من قبل "داعش" إلى معسكرات لتدريب عناصره، ومستودعات لتخزين الأسلحة، مستفيداً من وعورة التضاريس في هذه المنطقة. ويعتقد المراقبون ان السيطرة على هذا الجبل من قبل الاكراد تعني انهياراً كاملاً لداعش في الريف الغربي للحسكة.
وكان الجيش السوري قد سيطر على أكثر من 10 كلم من السفوح الشرقية لجبل عبد العزيز، ووسّع نطاق سيطرته على طريق الحسكة - أبيض (الرقة) بالسيطرة على قرى قبر شامية وتل بارود والنوفليّة، وذلك بعد أيام من سيطرته على عشر قرى ومفرق البترول في ريف الحسكة الشرقي.
من جهة أخرى لقي عدد من عناصر تنظيم "داعش" مصرعهم في اشتباكات مع القوات السورية الحكومية والمسلحين الموالين لها في محيط مطار دير الزور العسكري، فيما دارت معارك بين الجانبين في حي الحويقة بنفس المدينة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف "داعش". كما اندلعت اشتباكات بين الطرفين في محيط قرية رجم الدولة بريف السويداء الشمالي الشرقي دون ان يعرف حجم الخسائر الناجمة عن هذه الاشتباكات.
من جانب آخر لقي ثلاثة أكراد مصرعهم نتيجة انفجار ألغام زرعها "داعش" في ريف كوباني قبل تحريره بيد القوات الكردية. وقد أدى انفجار لغم شرقي قرية "قرطل" التابعة إدارياً لريف تل أبيض/كري سبي إلى مقتل مقاتلين أكراد، فيما قتل مدني من قرية "عين البط" نتيجة انفجار لغم آخر في نفس المنطقة.
وحتى الآن لقي نحو 50 مدنياً مصرعهم جراء انفجار مخلفات تنظيم "داعش" من الألغام والعبوات الناسفة خلال الأشهر التي تلت استعادة السيطرة على كوباني وريفها من قبل القوات المشتركة نهاية شهر كانون الثاني/يناير من العام الجاري. ووجهت القيادات الكردية نداءاً إلى المنظمات الإنسانية والجهات المختصة بإزالة الألغام، بضرورة مد يد العون والمساعدة في هذا المجال.
من جهة أخرى أفاد نشطاء الاربعاء، بأن تنظيم "داعش" الارهابي أعدم 20 شخصاً رمياً بالرصاص في المسرح الروماني بمدينة تدمر بحضور عدد من الأهالي بحجة مساعدة الجيش السوري.
يذكر أن تنظيم "داعش" الارهابي سيطر على مدينة تدمر في الـ 20 من مايو الجاري، وقام عناصره بقتل ما يقرب من 1300 شخص بينهم الكثير من النساء والأطفال.