الوقت- استغربت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اتهام السعودية لقطر بدعم الإرهاب والمتطرفين في الوقت الذي تدعمهم هي.
وبحسب الكاتب توم ويلسون فان السعودية ومنذ عدة أعوام تروّج لمعتقدات تعتبر متطرفة بحسب كل المعايير، واصفًا "الفكر الوهابي السلفي الموجود في السعودية بـ"العنصرية الدينية التي تعتبر بدورها مدعاة للسخرية".
ورأى الكاتب أن "المعتقدات التي تروّج لها السعودية تؤدي الى نشوء رؤية عالمية متشددة وعدائية تجاه الغرب، وتروّج كذلك لعقلية تصبح قابلة للاستجابة مع خطاب الجماعات المتطرفة وكذلك رجال الدين المتطرفين"، وأضاف "سعت الحكومات الأوروبية الى الترويج للتسامح والمساواة بين الرجال و النساء، إلّا أن هناك تدفقًا كبيرًا لتمويل التشدد والتحريض على الكراهية الى داخل الدول الأوروبية نفسها".
وأشار ويسلون الى أن رجال دين سعوديين زاروا أيضًا الغرب من أجل نقل الرسالة نفسها كالمدعو محمد العريفي الذي ارتبط ارتبط بعدد من المجندين لداعش من بريطانيا"، كما أن هناك وسيلة أخرى لنشر الوهابية داخل المجتمعات في بريطانيا وأوروبا وهي توزيع النصوص والكتب.. أسوأ الكتب المتوفرة بالمساجد البريطانية قامت بنشرها وكالات تعود جذورها الى السعودية".
ونبّه الكاتب الى "تقرير نشرته شبكة "بي بي سي" البريطانية يعود الى عام 2010 أفاد بأن حوالي 5000 طفل في بريطانيا يدرسون المنهاج السعودي الرسمي حيث تظهر كتب هذا المنهاج كيفية القيام بقطع أيدي السارقين"، وأردف "هذه الكتب متطرفة لدرجة أن تنظيم "داعش" بدأ يستخدمها في المدارس التي يديرها عام 2014.
وإذ توقّف الكاتب عند إصرار السعوديين على أنهم لا يدعمون الإرهاب، شدّد على أنه من الصعب أخذ ذلك على محمل الجد نظرًا الى أسماء بعض المؤسسات المعنية، مثل الاكاديمية الاسلامية السعودية الموجودة بولاية فرجينيا الامريكية، لافتًا الى أن البعض يقول إن خطًا فاصلًا بين ما تقوم به المؤسسات الخاصة السعودية من جهة وما تقوم به الحكومة السعودية من جهة، أكد صعوبة تصديق أن المؤسسات الموجودة في المنطقة الخليجية تمارس هذه النشاطات منذ عقود دون موافقة الحكومات الخليجية"، وحذّر الكاتب من استمرار انتشار "النموذج السعودي من الاسلام" في أوروبا الذي يعني مزيدًا من العزلة والإقصاء للمسلمين في أوروبا.
وبينما قال الكاتب إن "التسليط الضوء على تمويل قطر للتطرف والإرهاب كان يجب أن يحصل منذ فترة"، شدد على أن ذلك يجب ألّا يُبعد الأنظار عن قيام السعودية بنشر معتقدات الكراهية والتعصب، وخلص توم ويلسون الى ضرورة مواصلة الحكومات الغربية طرح أسئلة صعبة على السعودية حول دعم هذا الفكر المتطرف.