الوقت- في حين تعيش بريطانيا مرحلة حساسة جدا من تاريخها بسبب مفاوضات البريكسيت للخروج من الاتحاد الأوروبي والقلق من المطالب الاسكتلندية بإقامة استفتاء للاستقلال عن بريطانيا يبدو أن دونالد ترامب لا يعنيه من الأمرين سوى شيئ واحد وهو ملعب الغلف الذي يمتلكه في اسكتلندا.
دونالد ترامب التاجر ورغم وجوده على رأس البيت الأبيض الأمريكي إلا أن مصالحه الاقتصادية تبقى هاجسه الأكبر من أي ملف سياسي خارجي وداخلي.
كشفت تقارير إعلامية مؤخرا أن ترامب طلب من عضو البرلمان البريطاني نايجل فاراج زعيم الحزب اليميني "استقلال المملكة المتحدة" معارضة مشاريع المزارع الهوائية لتوليد الطاقة التي تزمع الحكومة البريطانية تنفيذها في أنحاء البلاد. والسبب ليس كون هذه المشاريع تخالف التوجهات الأمريكية المرتبطة بمصادر الطاقة بل لأن أحد هذه المزارع قريبة من أحد ملاعب الغولف الخاصة بترامب في اسكتلندا مما قد يؤثر على قيمة هذه الأراضي. وللإشارة فإن ترامب يمتلك عقارين للعب الغولف في اسكتلندا.
ترامب وقبل مراسم القسم وتوليه منصب الرئاسة الأمريكية كان قد أعلن وعبر محاميه أنه لن يقوم بأي تجارات خارج أمريكا وذلك لإطفاء القلق الذي عبر عنه البعض بعد انتخابه. اليوم تبين أن ترامب كان يخطط من أجل توسيع ملعب غولف خاص به في مدينة ابردين الاسكتلندية. تؤكد صحيفة الغاردين في تقرير لها أن ترامب ينوي زيادة عدد المباني وبناء فندق خمسة نجوم (450 سرير) في مجموعته الرياضية وتؤكد الغاردين أن هذا الاستثمار سيضاعف ثروة الأخير بشكل كبير.
"ريتشارد بينتر" الذي شغل ما يعرف بكبير محامي الأخلاق في عهد جورج بوش الابن وفي مقابلة له مع صحيفة الغاردين يقول إن زيادة استثمارات ترامب الخارجية هو نموذج واضح للتضاد في المصالح التي يعاني منها ترامب. ومن المؤكد أن ترامب لا يزال يزيد في استثماراته وثروته حول العالم، وهذا الأمر يزيد في التضاد بين مصالحه ومنصبه. (يقصد بالتضاد بين المصالح الشخصية لترامب والمصالح القومية لأمريكا).
عام 2014م اشترى ترامب ملعب الغولف "تورنبري" الواقع في اسكتلندا بقيمة 49 مليون دولار أمريكي. وخلال افتتاح مشروعه في أوائل عام 2016 أكد دعمه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والسبب ليس المصالح الأمريكية في حينها بل بسبب مصالحه الشخصية حيث يعتقد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيؤدي لإضعاف الجنيه الاسترليني وبذلك ستنخفض تكاليف السفر والسياحة في بريطانيا وسيتمكن مشروعه السياحي من جذب سواح ومهتمين أكثر من ذي قبل.
هذا الأمر يؤكد أن ترامب لا يهتم بمصالح حلفاء أمريكا، بل حتى لا يهتم بمصالح أمريكا نفسها، فعلى الرغم من القلق من إضعاف موقع بريطانيا وإمكاناتها بسبب البريكسيت فإنه يشجع هذه الخطوة من أجل مصالحه الاقتصادية الشخصية.