الوقت - تبدأ القصة في آب أغسطس من العام 2006م، حيث وبفضل المعادلة الذهبية "الجيش والشعب والمقاومة" تمكن لبنان من تحقيق انتصار تاريخي على الکيان الإسرائيلي وتمريغ أنفه بالتراب. لا تنتهي القصة هناك بل يبدو أن لشهر آب (أغسطس) خصوصية في تسطير ملاحم انتصارات محور المقاومة على الإرهاب بكافة أشكاله. فاليوم تُستكمل الخطوات الأخيرة في تحرير جرود عرسال اللبنانية ليُعلن الإنتصار ودحر الإرهاب من كامل الحدود اللبنانية السورية، انتصار ثبت المعادلة الذهبية مجددا "الشعب والجيش والمقاومة" بالدم والنار. وما بين الانتصارين انتصار آخر لا يقل أهمية عن الاثنين إنه الإنجاز الذي حققه الجيش اللبناني في مثل هذه الأيام على الإرهاب الإسرائيلي في 3 آب أغسطس من العام 2010م.
هنا ومن أجل الإضاءة على انتصار العام 2010م سنكتفي بالحديث عما جرى في ذلك اليوم المشرق من تاريخ لبنان. ففي الثالث من آب أغسطس من ذلك العام، حاول الكيان الإسرائيلي الاعتداء مجدّدًا على لبنان في انتهاك سافر لقرار مجلس الأمن رقم 1701، حيث أقدمت دوريّة تابعة لجيش الكيان على تجاوز الخط التقني عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة في خراج بلدة العديسة، وضمن أراضٍ متحفظ عليها لبنانيًا، وقد حاول جنودها إزالة شجرة من داخل الأراضي اللبنانية بينما كانوا يحاولون تركيب كاميرات مراقبة على الحدود بين بلدة العديسة ومستعمرة مسكافعام.
وعلى الرغم من تدخّل قوّات الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان لمنعها، تابعت الدوريّة تجاوزها، فما كان من قوات الجيش اللبناني إلا التصدي لها بالأسلحة الفرديّة وقذائف «آر. بي. جي»، وحصل اشتباك استعملت فيه القوات الإسرائيلية الأسلحة الرشاشة وقذائف الدبابات، مستهدفة مراكز الجيش ومنازل المدنيين في المكان، مما أدى إلى سقوط شهيدين للجيش اللبناني هما الرقيب روبير الياس العشّي، والرقيب عبدالله محمد الطفيلي، والمراســل في جريدة الأخبار عسـاف أبو رحّال.
وقــد أشــــاد في حينها اللبنانيون ببطولــة عناصر الجيــش اللبنــاني الذين قاموا بواجبهم المشــرّف في التصــدّي للعــدوان الإســـــرائيلــي بمــســـؤوليّــة وشجـــــاعـــة، مؤكّــدين حــق لبنــان في الدفــاع عن نفســه وسيادته.
هذه المواجهة أجبرت الإسرائيليين في حينها على التراجع وجعلتهم يدركون أن لا فرق بين المقاومة والجيش في لبنان فكلاهما قلب وقرار واحد في مواجهة العدوان.
السيد حسن نصر الله في حينها أكد أن اليد التي ستمتد على الجيش اللبناني ستقطعها المقاومة، محييا أبطال الجيش اللبناني وشهداءه. اليوم يتكرر مشهد النصر في جرود عرسال وتتأكد المعادلة الذهبية التي تحمي بعضها البعض. فالجيش يحمي المقاومة والمقاومة تحمي الوطن ومن خلفهم شعب أبي يحتضنهم ويفديهم بالغالي والرخيص.
أود أن أختم بالتأكيد أن القصة لم تنته، فكما وعد قائد المقاومة في لبنان السيد حسن نصر الله فقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات، انتصارات ستؤكد لكل من تسول له نفسه شراً أن الجيش والشعب والمقاومة هم هم منذ سنوات وإلى اليوم جاهزون وفي كل ساح لمواجهة الإرهاب ومن أي حدب وصوب كان.