الوقت- كشفت وسائل اعلام امريكية أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب ينوي الاطاحة بوزير خارجيته ريكس تيلرسون، مرجحة أن يقدم تيلرسون من تلقاء نفسه على تقديم استقالته من منصبه بعد أن وصلت الخلافات مع رئيسه الى طريق مسدود.
وكتتمة لمسلسل الاقالات الذي ينتهجه ترامب منذ وصوله للبيت، بعد أن اطاح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، والناطق الصحفي باسم الرئيس شون سبايسر وعدد من موظفي البيت الابيض، قال مصدر أمريكي مطلع في حديث لقناة سي ان ان الإخبارية الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون يعتزم الاستقالة من منصبه، بعد تزايد نسبة الخلافات بينه وبين الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب ".
وأضافت قناة (CNN) الإخبارية الأمريكية إن الخلافات بين الرجلين بدأت بعد الانتقاد العلني من قبل ترامب لوزير العدل وذلك خلال مقابلة مع صحيفة نيوزويك الأمريكية، حيث يعتقد تيلرسون أنه لا يجب على ترامب أن ينتقد وزرائه بهذه الطريقة العلنية.
وكان ترامب قد انتقد وزير عدله فيما خص التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفدرالية حول التدخل الروسي في الانتخابات الامريكية، كما ويشكل الاتفاق النووي بين ايران والدول 1+5 موضوع آخر للخلافات بين ترامب وتيلرسون حيث يسعى الرئيس الأمريكي الى ابعاد تيلرسون وجهاز وزارة الخارجية عن اتخاذ أي قرار في هذا المجال.
و نقلت قناة السي أن أن عن مقربين من الوزير الأمريكي أنه وعلى الرغم من وجود خلافات بين ترامب ووزير خارجيته، فإن تيلرسون يعتزم البقاء في منصبه حتى نهاية العام الميلادي الجاري، وقال المصدر: "خروج تيلرسون من الادارة الأمريكية قبل نهاية العام لن يكون مفاجئا".
نيويورك تايمز: الأزمة القطرية عمقت خلاف ترامب ووزير خارجيته
كذلك أكدت صحيفة نيويورك تايمز وجود خلافات بين ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون بشأن أزمة مقاطعة قطر، وبحسب التقرير الذي أعده الصحفي ديكلان فان ترامب في خصومة مع وزير خارجيته ريكس تيلرسون الذي يرتبط بعلاقات جيدة مع جميع القادة الخليجيين المرتبطين الضالعين في الأزمة"، ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات الجيدة تعزي إلى فترة عمل تيلرسون رئيسا تنفيذيا بشركة إكسون موبيل، واستطردت نيويورك تايمز: "تيلرسون يشعر بالريبة تجاه المطالب التي تضغط السعودية والإمارات من أجل تنفيذها"، ومضت تقول: “التوتر بين ترامب الذي يبدو عاقد العزم على أن يجعل من قطر "عبرة"، وبين ريكس تيلرسون الذي يتخذ موقفا أكثر براجماتية قد أعاق جهود المسؤولين الأمريكيين لحلحلة الصراع"، ورأت الصحيفة أن خلافات ترامب وتيلرسون تعكس انقساما مشابها في واشنطن إذ أن قطاعا كبيرا من مسؤولي الأجهزة الأمنية والخارجية الأمريكيين يعتبرون قطر حليفا يعول عليه في دعم العمليات العسكرية الخارجية.
بدوره علق جون ألترمان، زميل "مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" البحثي قائلا: "إذا لم يستطع وزير الخارجية التحدث باسم الرئيس، لا يجب أن يتكلم من الأساس، يتعين عليهم الاتفاق على رسالة وإستراتيجية محددة".
ترامب همّش دور تيلرسون بخصوص الاتفاق النووي
ومن بين الخلافات الاخرى بين ترامب وتيلرسون، كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، السبت، أن الرئيس دونالد ترامب سحب مهمة إعادة النظر في الاتفاق النووي مع إيران من يد الخارجية ووضعها بيد مجموعة من موظفي البيت الأبيض.
واضافت المجلة نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى، أن القرار ربما يسمح لترامب اتخاذ إجراءات "عقابية" بشأن طهران، مؤكدة أن ترامب وصل لقناعة بأن الوزارة فشلت في إبراز فشل إيران في الالتزام بما جاء في الاتفاق، وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض للمجلة: "الرئيس كلف فريقا من البيت الأبيض بمهمة إعداد الملف، التي كانت مسندة سابقا إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون"، واعتبر المصدر أن ترامب يهدف بهذه الخطوة إلى إقصاء وزارة الخارجية، التي فشلت، في وجهة نظره، في إعطائه تبريرات للانسحاب من الاتفاق وإمكانية محاسبة وردع النظام الإيراني
خلافات متعددة
مشاكل وزير الخارجية الامريكية ريكس تيلرسون لم تقتصر على ترامب فقط، حيث أثار تيلرسون قبل أيام فضيحة داخل البيت الأبيض، عندما صاح بصوت عالي في وجه رئيس إدارة شؤون الموظفين، جوني دي ستيفانو، لرفضه مرشحيه لمنصب نواب وزير الخارجية.
ونقلت وسائل الاعلام الأمريكية في ذلك الوقت عن مصادر في الإدارة الأمريكية راقبت هذا المشهد الغريب الذي وقع يوم الجمعة الماضي، قولها إن تيلرسون، المعروف بهدوئه وقدرته على ضبط النفس، رفع صوته إلى حدّ الصراخ، مطالبا رئيس إدارة شؤون الموظفين في البيت الأبيض بعدم التدخل في التعيينات التي يجريها داخل وزارته، بعدما رفض دي ستيفانو الموافقة على الأسماء التي رفعها الوزير لتعيين أصحابها نوابا له في الخارجية الأمريكية.
ووفقا لأقوال شهود الواقعة، فقد هاجم تيلرسون موظفي البيت الأبيض متهما إياهم بتسريب بيانات ومعلومات من شأنها أن تفسد سمعته. وأبلغ دي ستيفانو، بأنه لا يرغب في تدخله أبدا "بأي شكل من الأشكال في تثبيت الموظفين"، وقال له إنه غير مؤهل أبدا لتعيين موظفي وزارة الخارجية، وإن أي وزير للخارجية يمكنه التعامل مع هذه المهمة أفضل من أي شيء آخر. كما عمد وزير الخارجية أيضا إلى تذكير الحاضرين بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وعده بمنحه حرية التصرف في تعيين نوابه وكبار الموظفين في وزارته.
وكان الرئيس ترامب اختار رجل الأعمال المعروف تيلرسون وزيرا للخارجية من خارج حلبة السياسيين في واشنطن، وهو مثله ينحدر من أوساط رجال المال والأعمال.
وشغل تيلرسون (64 عاما)، قبل تعيينه وزيرا للخارجية، يدير شركة "إكسون موبيل" منذ 2006 التي لها أنشطة في مجالي النفط والغاز في أكثر من خمسين بلدا، وتشير السيرة الذاتية لريكس تيلرسون المهندس المدني السابق إلى انضمامه إلى شركة إكسون عام 1975، وصعوده في المناصب حتى خدم في منصب رئيسها التنفيذي خلال الفترة من 2006 حتى 2016، ووقعت عقود شراكة مع شركة "روس نفط" الروسية، التي تملكها الدولة، منذ 2011 وفي العام 2012، منح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تيلرسون وسام الصداقة، ويقول الإعلام الأمريكي إن العقود التي وقعتها المجموعة مع روسيا قد تبلغ عائداتها 500 مليار دولار.
يذكر أن إكسون موبيل شركة أمريكية متخصصة في مجال النفط ومشتقات الوقود متعددة الجنسيات. يقع مقرها بولاية تكساس، و يبلغ عدد العاملين في الشركة أكثر من 82000 شخص في جميع أنحاء العالم.