الوقت- أجرى وزير خارجية إيران "محمد جواد ظريف" مقابلة مع "فريد زكريا" ضمن برنامج "GPS" في شبكة "سي إن إن"، دحض فيها الإتهامات الموجهة لإيران لاسيما المذكرة التي قدمها أربع سيناتورات أمريكيين يتهمون فيها إيران بخرق الإتفاق النووي، مصرحاً: "أثناء مفاوضاتنا أتفقنا على جعل وكالة الطاقة الذرية الجهة الوحيدة المعتمدة للإشراف على الإتفاق". ومضيفاً بأن حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تكتفي بإنتهاك نص الإتفاق فقط بل وخرقت روحه أيضاً.
فقد صرح وزير الخارجية الإيراني: "لقد أعلنت وكالة الطاقة الذرية سبعة مرات -على ما أعتقد- منذ بدء تنفيذ الإتفاق بوفاء طهران بتعهداتها وتنفيذها الإتفاق بشكل كامل، بينما لا يمكننا قول الشيء ذاته عن أمريكا".
وقال ظريف: "تنفيذ أمريكا لوعودها (في تنفيذ الإتفاق) مخيب للآمال. على سبيل المثال، لقد أعلن البيت الأبيض منذ يومين إستغلال الرئيس ترامب تواجده في هامبورغ أثناء قمة مجموعة العشرين لإقناع رؤساء البلدان الأخرى للعدول عن التعاون التجاري مع إيران، هذا ليس خرقاً لروح الإتفاق فحسب بل ولنصه أيضاً".
فيما أورد ظريف نقلاً عن "سارا سندرز" المتحدثة بإسم البيت الأبيض ما قالته يوم الإثنين الماضي: "لقد أكد الرئيس خلال مشاوراته مع زعماء عشرات البلدان على ضرورة الإتحاد لقطع المصادر المالية والإيديولوجية للإرهابيين ... كما وينبغي أن نتفادى إنشاء علاقات تجارية مع دول تدعم الإرهاب، وخاصة إيران".
ويذكر أن هذه التصريحات تخالف البند 29 من الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1 الذي يلزم أمريكا إجتناب تنفيذ سياسات تؤثر سلباً على التجارة مع إيران. فقال ظريف: "يتوجب على أمريكا الوفاء بإلتزاماتها، لقد إلتزمت إيران بالإتفاق وهذا ما أكدت صحته وكالة الطاقة الذرية".
وفي صدد آخر، رد "ظريف" على إتهام جهاز الإستخبارات الألماني إيران بالسعي مجدداً لتصنيع الأسلحة النووية: "سأقولها مجدداً، الوكالة هي المسؤولة عن الإشراف والمصادقة على وفاء إيران بإلتزاماتها والتي أقرت بذلك".
وفي السياق ذاته، أشار "ظريف" إلى أن نص الإتفاق النووي لا يمنع إيران من متابعة البرنامج النووي السلمي: "الإتفاق واضح جداً، ويعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم لغايات سلمية". مؤكداً عدم حاجة إيران لبرنامج نووي عسكري: "لقد أوضحت إيران هذا الأمر أثناء الإتفاق وقبل الإتفاق بأنه لا يوجد لدينا برنامج عسكري. ولقد أكدت وكالة الطاقة الذرية مرة أخرى عدم وجود (ظواهر عسكرية محتملة PMD ) في البرنامج النووي الإيراني".
وتابع في هذا الصدد: "لقد كانت إيران ضحية لإستعمال الأسلحة الكيميائية، لكنها لم تستعملها نهائياً رغم قدرتها على ذلك، لكن إيران إتخذت قراراً بعدم التوجه نحو إنتاج أسلحة اللإبادة الجماعية، فنحن لدينا إيمان كامل أن هذه الأسلحة ليست مخالفة لعقيدتنا فحسب، بل ولن تزيد في أمننا".
وفي سياق آخر، طلب الصحفي الأمريكي من "ظريف" إبداء رأيه حول زيارات ترامب المكوكية في الشرق الأوسط والتي هدفت إلى تشكيل تحالف ضد إيران، فأجاب: "كل ما أستطيع قوله أنها سياسة عديمة النفع وبلا طائل. نحن نعلم من أين يأتي الإرهابيون ونعلم من الذين هاجموا برجي التجارة العالمية، وأي جنسية يحملون؛ أستطيع أن أقول أنه لم يكن هناك أي إيراني من ضمنهم، بل كان أكثرهم من الدول الحليفة لأمريكا. أعتقد أن الإيديولوجية التي تنشرها للأسف السعودية وبعض الدول المجاورة في أنحاء العالم هي السبب في وجود الكراهية والتعصب والتطرف التي أصبحت بقعة سوداء في منطقتنا وحمل لوائها أشخاص لا صلة لهم بالإسلام أبداً".
وفي السياق ذاته أكد وزير الخارجية الإيراني أنه لا يوجد أي صلة بين إيران والمجموعات الإرهابية من ضمنها داعش وجبهة النصرة والقاعدة؛ والتي تستمد إيديولوجيتها وسلاحها والمساعدات المالية من دول يعتبرون أنفسهم من حلفاء أمريكا.
وتطرق "ظريف" للسياسة الإيرانية المرتبطة بسوريا: "تقوم طهران ضمن محاربتها للإرهاب بدعم سوريا وجميع الدول سواء العراق أو اليمن أو أفغانستان، وتقدم لها يد المساعدة.
وفي صدد الإتهامات الموجهة لإيران بزيادة حدة التوتر في اليمن، أجاب الوزير الإيراني: "قبل شن الحرب على اليمن وقبل بدء القصف السعودي الوحشي للشعب اليمني البريء في ابريل نيسان 2015، قدمنا إقتراحاً لإنهاء النزاع، يتألف من أربعة بنود: الهدنة، المساعدات الإنسانية، حوار اليمنيين و تشكيل حكومة منبثقة من إرادة الشعب".
وأضاف قائلاً: "نعتقد أن الحل الوحيد لجميع النزاعات أن نؤمن بجملة واحدة في العالم الواقعي: (لا يوجد حل عسكري). ومن الواضح أن بعض حلفاء أمريكا تريد كسب المعارك العسكرية على حساب إهراق الدماء حتى آخر عسكري أمريكي".
وبالنسبة للموضوع العراقي ورداً على إدعاء "زكريا" الصحفي الأمريكي بهيمنة إيران على العراق أكد "ظريف": "لولا مساعداتنا وقتال العراقيين البطولي لسقطت بغداد في يد داعش. ولهذا قدمنا المساعدة وأخترنا طرفاً وكان خيارانا صائباً، ولكن للأسف إختار جيراننا الطرف الخاطئ منذ البداية".
واسترسل وزير الخارجية الإيراني في هذا الصدد قائلاً: "منذ زمان صدام وحربه التي فرضها على إيران، قام هؤلاء بإمداده بالسلاح الكيميائي والأسلحة الأخرى، لقد كان خياراً خاطئاً، قدموا الدعم لداعش و دعموا المتشددين في العراق، والعناصر المرتبطة بالقاعدة، ولهذا يجنون اليوم ما زرعت أيديهم"
وختم "ظريف" قائلاً: "ولهذا لا ينبغي لهم الشكوى من الواقع الحالي، فقد أصابت إيران في جميع قراراتها، حضرت لمساعدة الشعب، وما زالت تتمتع بتأييد الشعب العراقي".