الوقت - بعد الانتهاء من تنظيم "داعش" الارهابي في العراق بات من الواضح ان العراق بحاجة الى خارطة عمل منهجية وشاملة لكي يستطيع هذا البلد ان ينفض غبار التنظيم الارهابي ويستعيد دوره ومكانته القوية على الساحة الداخلية والخارجية وهنا كانت خارطة السيد السيستاني.
حيث طرح آية الله السيد علي السيستاني مشروعاً وطنياً لمرحلة ما بعد تحرير الموصل، يستند إلى انهاء المحاصصة الطائفية والسياسية ومكافحة الفساد والتهميش واعتماد مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسلم المناصب، محذراً من انه لا فرصة امام العراق للنهوض من كبوته مع استمرار المحاصصة والفساد بمستوياته الحالية.
بدوره قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد السيد السيستاني وخطيب جمعة كربلاء، خلال خطبة اليوم، إن الاعلان عن تحرير مدينة الموصل من قبضة الارهاب الداعشي هو انجاز مبارك للشعب العراقي بجميع مكوناته، مثمنًا دور القوات المسلحة ومن ساندها من المقاتلين الآخرين بجميع مسمياتهم تحقيق هذا النصر الكبير مستذكرًا تضحيات الشهداء بأرواحهم والجرحى بدمائهم من اجل تحقيق "هذا الانجاز التاريخي المهم".
وأضاف انه "ليس لدينا ما نقدمه لمكافأتهم بما يوازي زخم عطائهم.. فعذرًا والف عذر لهم، ولاسيما لارواح الشهداء والجرحى والمعوقين من المقاتلين، بعد ان تركوا الدنيا وما فيها من اجل الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات".
وقال: "اذا كان من حقنا ان نفخر للنصر العظيم، فإنه سيبقى مفخرة تبعث على الاعتزاز على مدى السنين، وإن كنا على مسافة من تحقيق النصر النهائي على الارهابيين، فإننا نثمن هذا الانتصار وحيث كان غالياً غاليا ًوانهاراً من الدماء الزكية وفقدان آلاف الارواح الطاهرة واضعاف ذلك من الجرحى والمعوقين والارامل واليتامى، اضافة إلى الخسائر الكبيرة في الممتلكات والابنية التراثية ومعاناة رهيبة لمئات الآلاف من المدنيين الذين لا يتوقع تخلصهم من آثارها النفسية في وقت قريب".
وأشار إلى أنّه لذلك فيجب أخذ العبرة من الدروس التي ادت إلى دخول تنظيم داعش إلى العراق والعمل على تجاوز الازمات وحل المشاكل التي يعاني منها العراق، وكانت السبب في ما حل به على يد الارهاب.
وطرح السيستاني مشروعًا وطنيًا لمرحلة ما بعد القضاء داعش، يقوم على عدة اسس وطنية تتجاوز الفساد والمحاصصة السياسية والتهميش.
وطالب السيد السيستاني الجميع بأن يعوا أن استخدام العنف والشحذ الطائفي في التنافس السياسي لتحقيق بعض المكاسب لن يوصل إلى نتيجة غير المزيد من الدماء وتدمير البلاد وتوسيع التدخلات الاقليمية والدولية في شؤونها، ولن يكون هناك طرف رابح بل سيخسر الجميع ".. وطالب السلطة العراقية وحكامها بالعمل وفق مبدأ أن جميع المواطنين من مختلف المكونات القومية والمذهبية والدينية متساوون في الحقوق والواجبات ولا ميزة لواحد على آخر، فتطبيق هذا المبدأ بصرامة تامة وفقاً لما يقرره القانون كفيل بحل الكثير من المشاكل واستعادة الثقة المفقودة بالحكومة ومؤسساتها.
وشدد معتمد السيستاني على ان "مكافحة الفساد الاداري والمالي وتجاوز المحاصصات الطائفية والفئوية والحزبية واعتماد مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسلم المناصب ضرورة وطنية، ولا فرصة امام العراق للنهوض من كبوته مع استمرار الفساد بمستوياته الحالية واستمرار المحاصصة ".
وحذر من أنه لن تكون امام العراق أية فرصة لتجاوز ازماته ومشاكله الحالية مع استمرار الفساد والمحاصصة داعياً إلى رعاية أسر الشهداء والاهتمام بالجرحى وتوفير الحياة الكريمة لهم مشدداً على دور الحكومة في ذلك.. وقال " لاعذر لهم في التحجج بقلة الموارد المادية لتنفيذ ذلك فإنه يمكن تقليص نفقات أخرى للانفاق عليهم".
يذكر أن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد اعلن الاثنين الماضي رسميًا تحرير مدينة الموصل بالكامل وقرر تعطيل الدوام الرسمي الثلاثاء بمناسبة الانتصار.