الوقت- أفاد الجيش العراقي في بيان له مساء الاربعاء: إن تنظيم داعش الإرهابي فجَّر مسجد النوري الكبير ومئذنته الحدباء بالموصل، فيما استنكر التنظيم هذا الإتهام وحمّل المسؤولية للقوات الأمريكية.
ورغم صمود المسجد لمئات السنين إلا أنه دُمر الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2016 بقنابل تنظيم داعش.
جريمة تاريخية
وفي هذا السياق أكد قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، في بيانٍ: أقدمت عصابات داعش الإرهابية على ارتكاب جريمة تاريخية أخرى، وهي تفجير جامع النوري ومئذنته الحدباء التاريخية بالمدينة القديمة غرب الموصل.
من جهتها نفت وكالة "أعماق"، التابعة لتنظيم داعش الارهابي تفجير المسجد، وقالت أن غارة أمريكية هي السبب في تدميره.
الى ذلك عبّر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم الخميس، عن أسفه لتفجير المسجد التاريخي في الموصل، وقال: إن تفجير داعش لمنارة الحدباء التاريخية ومسجد النوري الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم تنظيم داعش غرب الموصل، هو إقرار بهزيمة الإرهابيين.
وتابع رئيس الوزراء العراقي في بيان: إن تفجير داعش لمنارة الحدباء وجامع النوري، إعلان رسمي لهزيمته.
قصة مسجد النوري الكبير بالموصل
مسجد النوري يعد أحد أهم المعالم التاريخية في مدينة الموصل، حيث يقول السكان المحليين: إن مئذنته انحنت للنبي محمد، فيما قال آخرون للسيدة مريم العذراء، فظل صامداً ما يقارب 850 عاماً، ونجا من غزو المغول، إلا أنه لم يسلم من تنظيم داعش.
والمؤسس لهذا المسجد الأمير "نور الدين محمود زنكي" مؤسس الدولة الزنكية في عام 1173م، بمدينة الموصل (شمال العراق)، وسمي الكبير لسعته وفخامة بنائه، واشتُهر أيضاً بمنارته الحدباء.
ويظهر الأثر الايراني في منارة مسجد النوري بوضوح من ناحية الزخارف والمعمار، وبحسب موقع Archnet، يسمى المسجد بالفارسية "هزارباف" وكان معروفاً في بداية القرن الحادي عشر ميلادياً، وتم اتباع هذا الطراز في بناء المساجد ليعدّ لاحقاً جزءاً من المعمار العباسي بعد إضافة قاعدة مربعة للمنارة.
يذكر أن زعيم تنظيم داعش الارهابي أبو بكر البغدادي، أعلن من على منبر مسجد النوري الكبير في 2014، نفسه خليفة على المسلمين.
وفيما تفائل بعض المسؤولين العراقيين أن تدمير المسجد دلالة هامة على الهزيمة التي مُني بها تنظيم داعش الذي أعلن دولته من داخل المسجد، عبّر البعض عن أسفه لفقدان إحدى التحف المعمارية العراقية والتي ظلت صامدة مئات السنوات.
واستغل التنظيم هذا المسجد ليبات مخزنا لأسلحته لأنه يعلم بأن أحدا لن يستهدفه، ومنذ شهور تكثفت المعارك في محيط المسجد، بعد أن استطاعت القوات العراقية اقتحام مدينة الموصل من أجل طرد التنظيم الإرهابي.