الوقت - ما قام به الملك سلمان اليوم من عزل لمحمد بن نايف وترقية ابنه محمد بن سلمان لسدة ولاية العهد كان متوقعا، وقد بدأ التمهيد لهذه الخطوة منذ اليوم الأول لاستلام سلمان الحكم. أما الحركة المرافقة للانقلاب اليوم فهي إعفاء محمد بن نايف من وزارة الداخلية وتعيين شخصية شابة هي عبد العزيز بن سعود بن نايف أي ابن أخ محمد بن نايف على رأس وزارة قد لا يعرف عنها الوزير الشاب سوى اسمها، فمن هو هذا الشاب؟
يبلغ الوزير الجديد من العمر 34 عاما، وفي تاريخه العملي لا يمتلك الوزير الجديد أي سوابق تؤهله لاستلام هكذا منصب إلا أنه كان معينا كمستشار لوزير الداخلية أي لعمه محمد بن نايف لمدة لا تتجاوز السنة.
وعندما نتحدث عن وزارة الداخلية السعودية والتي كان يشغلها ابن نايف، فالأخير كان مخضرما في هذا العالم ولديه من التجربة والسوابق العملية ما يكفي لتمكنه من قيادة هكذا مركز حساس لبلد كالسعودية كما أنه على علاقة وثيقة بالأمريكيين وأجهزتهم الأمنية ولديه باع طويل في العمل الأمني ومكافحة الإرهاب وعلى رأسه تنظيم القاعدة.
سيرة حياة عبد العزيز بن سعود بن نايف
درس الأخير في مدارس خاصة داخل السعودية وتابع دراسة الحقوق في جامعة الملك سعود ليتفرغ بعدها للعمل في القطاع الخاص.
تبوأ رئاسة اللجنة العلمية للمسابقات الدينية "السنة النبوية" وهي عبارة عن مسابقات أسسها جده نايف ومعروفة باسم مسابقات "نايف" ونشاطها منحصر في المجال الديني.
أما العمل في مؤسسات الدولة فتجربته الأولى كانت بعد قدوم سلمان وتسلمه الحكم، أي منذ حوالي السنتين وقبل ذلك لم يشغل أي منصب في الدولة. وكانت مهمته الأولى بعنوان مستشار حقوقي وإداري ومن ثم مستشار الملك لإدارة حدود البلاد.
بعدها بستة أشهر تم تعيينه مستشاراً لوزير الدفاع محمد بن سلمان لينقل بعدها بمدة قصيرة إلى وزارة الداخلية ليشغل منصب مستشار وزير الداخلية. اليوم وبعد أقل من عام على وجوده في وزارة الداخلية تم تعيينه على رأس هذه الوزارة الحساسة من قبل سلمان في خطوة تثير الكثير من التساؤلات.
المؤكد أن استحضار هذه الشخصية الشابة وتسليمه المناصب المذكورة خلال السنتين الماضيتين كان بهدف وتدبير من محمد بن سلمان وصولا إلى هذه اللحظة التي تمكن فيها من استكمال انقلابه وتنحية محمد بن نايف ووضع رجله مكانه.
طبعا عبد العزيز ليس الشاب الوحيد القليل الخبرة في منصبه فنفس ولي العهد الجديد أي محمد بن سلمان يبلغ من العمر 31 عاما وقد تقلد اليوم ولاية العهد إضافة إلى وزارة الدفاع ورئاسة الديوان الملكي. وتجربته لا تتعدى السنتين أيضا اتسمت بالفشل في تحقيق أهداف العدوان على اليمن وأخيرا بصفقات التسلح التي وقعها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأرقام تصل لـ500 مليار دولار أمريكي.
إذاً لقد ولت مرحلة أبناء عبد العزيز الأب لسلالة بني سعود، والذي أوصى بتناقل الحكم بين أبنائه إلى أن وصلت إلى سلمان الذي نكس بها وسلم ولاية عهده لابنه، ومن الواضح أن مستقبل السعودية بات اليوم بشكل كامل بيد صبية لا تجربة لديهم، ولا يتمتعون سوى بصفة واحدة وهي العنجهية واللامبالاة والتعنت في إدارة ملفات حساسة للغاية في المنطقة. وهذا الأمر يفتح على السعودية خيارات كثيرة جلها مظلم.