الوقت- يخوض الجيش الفلبيني مدعوماً من قبل القوات الخاصة الأمريكية، معارك طاحنة منذ الـ23 من مايو الماضي في ماراوي مع إرهابيين بايعوا تنظيم داعش، ويستخدمون حوالي ألفي مدني دروعا بشرية.
وفي ماراوي المحاصرة من قبل القوات الحكومية، تمكن الجيش الفلبيني من رفع علم البلاد في يوم الاستقلال، لاسيما وأن الأغلبية في تلك المنطقة من المتشددين المؤيدين لفكر تنظيم داعش الارهابي، الأمر الذي مثّل حاضنة للتنظيم في جنوب الفلبين، لاسيما بعد أن تلقى هزائم وخيمة من قبل الجيشين السوري والعراقي، الذين أرغماه على الفرار من تلك الأراضي.
ويتلقى الجيش الفلبيني دعما دوليا في حملته على داعش، حيث أكدت الصين تأييدها لقيام القوات الخاصة الأمريكية بتقديم الدعم للسلطات المحلية الفلبينية، لمحاربة الدواعش في جنوب الفلبين.
ويوم أمس الاثنين تمكّن لأول مرّة الجيش الفلبيني من رفع العلم الوطني في مدينة "ماراوي" ذات الغالبية المسلمة بمناسبة عيد الاستقلال.
واحتفلت القوات الفلبينية مع السكان الموالين لها في ذكرى الانتفاضة المسلحة ضد المستعمر الإسباني، وتجمع مسؤولون أمام مبنى عام لرفع العلم الفلبيني، فيما كانت تُسمع أصوات الإنفجارات والغارات الجوية التي تنفذها القوات الحكومية على مناطق ما زال الارهابيون يتحصنون فيها.
ومنذ اندلاع المعارك في مدينة ماراوي، سقط حوالي 58 جنديا وشرطيا في المعارك إلى جانب 20 مدنيا، ويرجّح الجيش أن حوالي 200 إرهابي قتلوا أيضا.
ونزح عشرات الآلاف من السكان المحليين منذ أن أحبط الجيش الفلبيني مخططا للسيطرة على المدينة، كان سيشكل في حال نجاحه إنجازا كبيرا لتنظيم داعش المتشدد.
أوامر البغدادي تطال الفلبين
ويوم أمس كشف الرئيس الفلبيني "رودريغو دوتيرتي" مذهولا بما يحصل: لم أتوقع أن تكون المعركة من أجل ماراوي شرسة إلى هذه الدرجة، مضيفا أنه تبين الآن أن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش "هو من أمر بهذه الأعمال الإرهابية هنا في الفلبين".
وعلى الجانب الدولي أعرب "لو كانج" المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في تصريح يوم الثلاثاء، عن الترحيب بأي مساهمات بناءة من المجتمع الدولي لمد يد العون للفلبين في قتالها ضد هؤلاء المسلحين طالما أن هذا الفعل يأتي على أساس احترام إرادة الحكومة الفلبينية وسيادة الفلبين وسلامتها الإقليمية.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الصينية: إن الصين أوضحت مرات عديدة من قبل موقفها فيما يتعلق بالتدابير والسياسات التي اعتمدتها مانيلا لمكافحة الإرهاب الذي وصفه بأنه العدو المشترك الذي تواجهه البشرية جمعاء، مؤكدا أن بكين تدرك وتؤيد بقوة الجهود التي تبذلها الحكومة الفلبينية تحت قيادة الرئيس رودريجو دوتيرتي في مكافحة الإرهاب.
ولاقى الرئيس دوتيرتي تأييدا دوليا وإقليميا لسياسته في مكافحة الإرهاب، وترى الصين أنه في ظل قيادته، ستعمل الحكومة الفلبينية على استقرار الاحوال المحلية في وقت مبكر وإبقاء منطقة مينداناو آمنة ومستقرة.
يذكر أن سيطرة موالين لتنظيم "داعش" على مدينة ماراوي أثارت قلقاً لدول جنوب شرق آسيا، التي تخشى من اكتساب التنظيم الإرهابي موطئ قدم في جزيرة مينداناو في الفلبين ما يهدد أمن المنطقة بأسرها فيما يواجه التنظيم انتكاسات في سوريا والعراق.