الوقت - أصدر مركز دراسات الزيتونة ورقة علمية جديدة للخبير وأستاذ العلاقات الدولية أ. د. وليد عبد الحي، تناولت تأثير عملية طوفان الأقصى على توجهات النخبة الفكرية السياسية الأمريكية، معتبرة أن العملية شكلت حدثًا مرجعيًا أحدث تحولًا مهمًا في طريقة تعامل المؤسسات الفكرية الأمريكية مع المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
وأظهرت الورقة أن عملية طوفان الأقصى خلقت شرخًا واضحًا في صورة “إسرائيل” داخل الأوساط الفكرية والسياسية الأمريكية، مشيرة إلى أن هذا التحول يمثل فرصة يمكن للطرفين الفلسطيني والعربي استثمارها، رغم حاجة التحولات الاستراتيجية داخل النخب الأمريكية إلى وقت قبل أن تتبلور قوى قادرة على البناء عليها.
وأكدت الدراسة أن المنظور البراغماتي الذي يحكم منظومة القيم السياسية الأمريكية بات أكثر قابلية للتأثر مع اتساع الأعباء التي تفرضها السياسات الإسرائيلية على المجتمع والمؤسسات الأمريكية، لافتة إلى أن تراجع التأييد لـ”إسرائيل” لم يعد مقتصرًا على أوساط دولية في أوروبا وآسيا وإفريقيا، بل امتد إلى داخل المجتمع الأمريكي، خصوصًا بين فئة الشباب والديمقراطيين، وحتى بعض الجمهوريين.
وقالت الورقة إن التصويتات الأخيرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمؤسسات الدولية، التي جاءت أكثر ابتعادًا عن الموقف الإسرائيلي، وضعت واشنطن في موقف حساس أثار شكوكًا عالمية حول مصداقية قيمها السياسية، وهو ما تلتقطه اليوم شرائح متعددة من النخبة الفكرية الأمريكية.
وخلصت الورقة إلى أن طوفان الأقصى ترك أثرًا مباشرًا على السلوك السياسي والفكري للنخبة الأمريكية بدرجة لا يمكن تجاهلها، مؤكدة أن المرحلة المقبلة تتطلب قراءة دقيقة لهذه التحولات، واستثمارها بوعي دون مبالغة أو تقليل من أهميتها.
