الوقت- أكدت إيناس حمدان، مديرة المكتب الإعلامي للأونروا في غزة، أن البيان الأممي المشترك حول المجاعة في قطاع غزة جاء بمثابة تأكيد لجميع التقارير التي نُشرت سابقاً، وكافة الأرقام التي قُدمت في إحاطات إعلامية سابقة. وأشارت إلى أن التحذير من هذا الوضع تم قبل أكثر من خمسة أشهر لتجنّب الوصول إلى هذه المرحلة الحرجة.
ولفتت حمدان إلى أن الوضع على الأرض في غزة كارثي بكل معنى الكلمة، موضحة أن نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ارتفعت ثلاثة أضعاف؛ حيث قفزت من 5% إلى 15% في أقل من أربعة أشهر. ووصفت ذلك بأنه أمر صادم للغاية، ويدل على أن الوضع الإنساني بلغ ذروة السوء.
وأضافت أن السماح بعبور عدد قليل من الشاحنات خلال الأسابيع الماضية لم يغيّر من حقيقة استمرار الأزمة. فمظاهر الجوع والمجاعة التي يجري الحديث عنها الآن بشكل رسمي، كانت واضحة منذ أشهر، ونلمسها في القصص التي يرويها العاملون في المجال الإنساني على الأرض، في المراكز الصحية ومراكز الإيواء.
وبيّنت حمدان أن معظم الأهالي غير قادرين على توفير العناصر الغذائية الأساسية لأطفالهم، في حين تدخل المكملات الغذائية بكميات محدودة لا تكفي للجميع. وأكدت أن كثيراً من العائلات تعجز عن توفير قوت يومها، إذ إن نحو ثلث سكان القطاع لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء. وأضافت أن معظم البالغين في الأسر يتخطون وجباتهم الأساسية من أجل توفير الطعام للأطفال، في مشهد يعكس واقعاً متردياً للغاية.
وحول وصف المفوض العام للأونروا للمجاعة بأنها "متعمدة"، ردّت حمدان على من يعتبر ذلك موقفاً سياسياً للمنظمة، مؤكدة: "لا أعتقد أن الفيديوهات والصور التي نشاهدها – وغالباً على الهواء مباشرة – يمكن دحضها. فالحالات التي تعاني من سوء التغذية وفقدان الوعي هي واقع ملموس يراه الجميع".
وختمت حمدان بالتأكيد على أن الأرقام الواردة في تقارير الأونروا وغيرها من المنظمات مبنية على ملاحظات ميدانية رصدها موظفو الوكالة داخل القطاع، وبالتالي فإن أي محاولات للتشكيك في هذه الحقائق هي ادعاءات غير صحيحة وغير واقعية، وتندرج ضمن الحملة التي تُشن ضد الأونروا، مشيرة إلى أن المنظمة تتعرض لهجمات متصاعدة خلال الأشهر الماضية.