الوقت- بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى كيان الاحتلال، وخطابه الذي اجمع المحللون انه صهيوني بامتياز، ويخوّله ان يصبح عضواً في الليكود، جاء كثير من المعلقين البارزين ممن ينتمون لأوساط سياسية مختلفة ورشّوا الماء البارد على حماسة الكيان، وذهب بعضهم للقول إن ترامب أسمع إسرائيل موّالا يطربها وأغدق عليها المديح وما لبث أن تركها لمواجهة واقعها ومصيرها.
فمن جهته رأى معلّق الشؤون السياسية في صحيفة "هآرتس" يوسي فورتر أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب حقق تميّزًا كبيرًا في نهاية زيارته القصيرة للأراضي المحتلة، حيث أشعَر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالرضا وأثبت للعالم أنه ليس باراك أوباما وظهر للمرة الأولى بعد محطاته الثلاث في السعودية و"اسرائيل "والسلطة الفلسطينية كسياسي"، حسب تعبيره، وأشار الى أن خطاب ترامب في متحف "اسرائيل" في القدس المحتلة كان صهيونيا ومؤيّدًا لـ"تل أبيب" بشكل كبير، على الرغم من أنه كان فارغًا دون أيّ مضمون ملموس، ما خيّب آمال المدقّقين من الجانب اليميني للخارطة لناحية سماع بشائر في موضوع السفارة الأميركية في "اسرائيل"، كما خابت أيضًا آمال الحريصين من الجانب اليساري لناحية سماع الرئيس يتعمّق في "الصفقة" التي لا بديل لها: الحاجة الى إقامة دولة فلسطينية الى جانب "الدولة اليهودية".
وتوقّع فورتر "البدء بعملية ما خلال الأشهر القريبة ربما على شاكلة مؤتمر "سلام" برعاية ترامب وبمشاركة نتنياهو وعباس ، لأنه لن يكون لدى أيّ منهما رغبة بالدخول في صراع مع الرئيس الأمريكي خلال سنته الأولى".
اما نداف أيال محرر الشؤون الخارجية في القناة العاشرة فنقلت وسائل الاعلام انه وصف ترامب ببائع الأحلام، وقال ان "الرئيس الأمريكي غادر "إسرائيل" تاركا ذكريات ستتبدد عما قريب وشعورا بالفراغ العميق تماما كالشعور بختام سهرة تتخللها كمية كبيرة من الكحول". وعلل رؤيته بالقول: "إن خطاب ترامب كان صهيونيا ومحبا وإن أهميته بما لم يرد فيه؛ ترامب لم يتحدث عن دولتين، وحق تقرير المصير للفلسطينيين".
في المقابل يوضح أن ترامب لم يعلن اعترافه بالقدس عاصمة "لإسرائيل" مثلما حرص على تجاهل موضوع وعده الانتخابي بنقل السفارة من تل أبيب لها. واضاف: "هناك من يرى أن ترامب لا يملك فهما حقيقيا للصراع ويفتقد الرؤية والأدوات لمعالجته. "
على هذا الصعيد نُقل عن المعلقة في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سيما كدمون قولها: "من الواضح أن من ذرف دمعة أمام خطاب الشعارات الذي ألقاه ترامب، اكتشف أن المنديل ضحك أيضا". وتضيف ايضا حسب المصادر: "أن ترامب لم يقل شيئا وذلك بواسطة الكثير من الكلمات منبهة هي الأخرى إلى أنه من السهل جدا، الوقوع في الإغواء واعتباره خطابا صهيونيا حماسيا". وتشير إلى أن لغة الجسد وأقوال نتنياهو عبّرت عن اندهاشه الكبير لسماع الخطاب الصهيوني رغم أنه لم يكن في الجوهرسوى كلاما فارغاً.
الجدير ذكره ان ترامب في حملته الانتخابية كان له تصريحات، رآها المحللون مثيرة للجدل، هاجم فيها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وغازل فيها إسرائيل، وتعهد ايضا في كلمة أمام المؤتمر السنوي لمجموعة الضغط اليهودية الأميركية "إيباك"، بتقوية التحالف الأميركي "الإسرائيلي" إذا انتخب رئيسا، وكان قد أعلن ايضا أنه سيعترف بالقدس "عاصمة لإسرائيل" وسينقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في حال فوزه بالانتخابات.