الوقت- في أي لحظة في عالمنا هذا قد تقع الحروب خصوصاً مع الأوضاع المضطربة بشكل دائم والإرهاب الذي بات يلف كل حدب وصوب، فإذا ما وقعت حرب كبرى جرّاء هذه التراكمات سيتعرض كل شيء من ماء وكهرباء ووقود وموارد طبيعية ضرورية للحياة للنضوب إن بسبب صعوبة التوصيل أو حتى انقطاع العلاقات بين الدول، وستحتشد الدول في صفوف وتجمعات وطبعاً لن يسلم سكانها وقاطنوها من نار هذه الحروب، وعلى الرغم من كل هذا ستبقى هناك بعض الدول المحايدة التي تتجنب دوماً الدخول في الصراعات والحروب والاصطفافات فتبقى آمنة ومسالمة، وأبرز هذه الدول المتوقع حياديتها بقاءها آمنة هي:
غرينلاند (الدنمارك)
تنضوي الدنمارك ضمن دول الاتحاد الأوروبي وكذلك حلف الناتو، وهذا بطبيعة الحال سيؤثر سلباً على وضعها فيما لو وقعت أي حرب كبرى بإعتبار أن اوروبا ستنخرط بها بشكل أكيد، ولكن ليس غرينلاند الجزيرة الضخمة التي تتمتع بحكم ذاتي في الدنمارك، لأنها أيضاً بعيدة وممتلئة بالجبال ذات التضاريس القاسية فضلاً عن انها غير منحازة أو مصطفة سياسياً، لذا تعتبر ملجأ مهما للهاربين من نار الحروب العالمية.
تشيلي
تشيلي هي واحدة من أكثر الدول ازدهاراً واستقراراً في قارة أمريكا الجنوبية، ففيها تنمية بشرية أعلى من أي دولة أخرى في أمريكا اللاتينية. ومن حيث الجغرافيا فإن اختراقها أو الهجوم عليها غير ممكن تقريباً إذ تحدها سلسلة جبال الأنديز الصعبة التضاريس. ومن ناحية الطقس والجو، تقع تشيلي في نصف الكرة الجنوبي، حيث يميل الوضع ليكون أقل تلوثاً من نصف الكرة الشمالي بسبب كونه أقل سكاناً وأقل معدلاً من حيث الصناعة وغيرها، إضافة إلى ذلك، يتجدد جوها بشكل مستمر من ناحية القطب الجنوبي من قبل أنتاركتيكا، لذلك ستبقى أنظف من أي دولة أخرى شمالها إذا ما تعرضت لغازات سامة أو هجوم كيميائي أثناء الحروب.
مالطا
مالطا دولة جزيرية صغيرة تقع في البحر الأبيض المتوسط. تعتبر بمثابة قلعة بنتها الدولة الصليبية إبان الحرب العالمية الثانية، وفشل في الاستيلاء عليها الكثير من الأمبراطوريات تاريخياً، فعامل الطوبوغرافيا وجغرافيتها الصعبة يجعل غزوها بحرياً أو برياً صعباً ومكلفاً للغاية. ونظراً لصغر حجمها فهي لا تشكل عامل جذب للاستيلاء عليها كما لن يفرط أي طرف في صاروخ أو قنبلة نووية للقضاء على هذه القطعة الصغير من اليابسة، وفي نهاية المطاف هذا يجعلها حيادية ومُتجاهلة من معظم الأطراف لتبقى آمنة في أي حرب ممكنة.
أيرلندا
حتى لو كانت أيرلندا تقع بجوار أكبر طرف في أي حرب عالمية قادمة أي إنجلترا، إلا أن الحقيقة أن ايرلندا مستقلة تماماً في سياستها الخارجية، كما أنها ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي مع تمتعها بحياد عسكري تاريخي وطويل الأمد.
وتتميز ايرلندا بأنها لا تمتلك أي مشاكل مع غيرها من الأطراف المتوقع انخراطهم بالحرب العالمية المحتملة. ووفقاً للقوانين والسياسات الايرلندية فإن أي دخول لإيرلندا في نزاعات عسكرية خارج الحدود يحتاج إلى موافقة كل من الحكومة الايرلندية إضافة للهيئة التشريعية والأمم المتحدة كذلك، قد يبدو هذا فظاً وصعباً بعض الشيء إلا أنه عين الحكمة ويبقي هذا البلد بعيداً قدر الامكان عن النزاعات والحروب.
فيجي
فيجي دولة جزرية منعزلة أخرى تقع في المحيط الهادئ. وفيها عدد قليل من السكان، تتمتع بسياسة خارجية سلمية وليس لديها موارد ضخمة. وبالتالي، لا تشكل أي تهديد أو عامل جذب لأي دولة، مما يجعلها منطقة غير جاذبة للغزاة أو المهاجمين المحتملين. ومن المعروف أن فيجي لطالما دعمت التسويات البشرية منذ مئات السنين وبالطبع يمكنها أن تدير المزيد من هذه المصالحات في حالة وقوع أي حرب عالمية لتبقى دولة محايدة وآمنة!
أيسلندا
أيسلندا بلد سلمي ومحايد، احتل المرتبة رقم 1 في مؤشر السلام العالمي لعام 2015. واللافت أن هذا البلد لا يشترك في حدوده مع أي بلد آخر وهو بعيد بما فيه الكفاية عن بقية العالم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن لديه تضاريس جبلية صعبة مناسبة للجوء الهاربين إليه في حال حدوث أسوأ السيناريوهات، ومن المرجح أن يترك هذا البلد وحده في أي صراعات قادمة لحياديته وعدم انخراطه في أي صراعات ونزاعات دولية.
إعداد: محمد حسن قاسم