الوقت - اندلعت أحداث العنف في الكونغو، في مقاطعة كاساي الوسطى، بعدما قتلت القوات الحكومية في آب/اغسطس الماضي 2016 الزعيم القبلي جان بيير مباندي المعروف باسم كاموينا نسابو والذي اطلق تمردا ضد الرئيس جوزيف كابيلا. وبعد مقتل نسابو أخذت قبيلته تنتقم من الحكومة وتقتل جنودها، وفي المقابل زادت انتهاكات الجيش الكونغي لقبيلة نسابو وأخذت تقتل الاطفال والنساء، حيث في وقت سابق من هذا الشهر اوقفت المحكمة العسكرية في الكونغو سبعة جنود بعد نشر شريط فيديو يشير الى تورط جنود في مجزرة في منطقة كاساي الشرقية.
ومن أجل حل الازمة بين الحكومة والقبيلة، تدخلت الامم المتحدة، الا أنها تفاجأت بما وجدت من جرائم ضد الانسانية ارتكبت من قبل الجيش الكونغولي، حيث أكد محققو الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجود سبعة عشر مقبرة جماعية أخرى على الأقل في مقاطعة كاساي الوسطى، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمقابر الجماعية الموثقة إلى أربعين، وذلك في منطقة تشهد اشتباكات بين جنود القوات المسلحة وأفراد مجموعة محلية معروفة باسم (كاموينا نسابو). وقد تأكد وجود المقابر الإضافية أثناء بعثة تحقيق قام بها موظفون من مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان وشرطة الأمم المتحدة إلى مركز كاساي المركزي في الفترة بين 5 و7 نيسان/أبريل.
وقال يوم أمس المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين "إن وجود المزيد من المقابر الجماعية والتقارير عن استمرار الانتهاكات والاعتداءات، يسلط الضوء على الرعب الذي كان يتكشف في كاساي خلال الأشهر التسعة الماضية".
وأعرب الحسين عن حزنه لما يجري في الكونغو مؤكداً على "أهمية أن تتخذ حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية خطوات ملموسة، لم تكن تقوم بها حتى الآن، لضمان إجراء تحقيق فوري وشفاف ومستقل لتحديد الحقائق والظروف المزعومة لانتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي ترتكبها جميع الأطراف، وغيرها من انتهاكات العدالة".
وفي سياق متصل، قالت مفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف على لسان ليز ثروسيل إنه "من المعلومات التي جمعها فريق الأمم المتحدة هناك، يبدو أن جنودا من القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية كانوا مسؤولين عن حفر تلك المقابر الجماعية، كما أنهم اشتبكوا مع المليشيا المحلية المفترضة. وقد جمعوا معلومات تفيد بأن أكثر من سبعين شخصا، من بينهم 30 طفلا قد قتلوا من قبل هؤلاء الجنود نتيجة لتلك الاشتباكات. كما أفيد بأن الجنود قتلوا ما لا يقل عن 40 شخصا في بلدة نغانزا في كانانغا. وقيل إن أغلبية الضحايا لقوا مصرعهم في منازلهم بينما كان الجنود يبحثون عن أعضاء الميليشيا".
وطالب مكتب المفوضية في جنيف الحكومة الكونغية باجراء تحقيق عاجل في الجرائم، عارضاً مساعدته في إجراء هذا التحقيق، وجدد طلبه في الوصول إلى جميع مواقع المقابر الجماعية وكذلك لجميع الشهود بمن فيهم المحتجزون، وغيرها من المعلومات ذات الصلة اللازمة لتحديد المسؤولية على جميع المستويات.
هذا وفي وقت سابق أعلنت السلطات الكونغية اعتقال مشتبه بهما في خطف وقتل خبيري الامم المتحدة وهما امريكي وامرأة تحمل الجنسيتين السويدية والتشيلية. إلا أن أحد المشتبه بهما فر بمساعدة أربعة ضباط شرطة كانوا يحرسونه.
وتحمل الامم المتحة المسؤولية للطرفين، حيث تتهم تمرد كاموينا نسابو بتجنيد الاطفال وارتكاب فظائع كثيرة. في المقابل تتهم الامم المتحدة القوات الحكومية باستخدام القوة المفرطة ضد المتمردين الذين غالبا ما يقتصر سلاحهم على الهراوات والمقالع.