الوقت- لايزال سقوط الطائرة السعودية في مأرب حديث الصحف لليوم الثالث على التوالي، وما زال البحث مستمر عن أسباب إسقاطها بـ "نيران صديقة" إماراتية.
وبين أخذ ورد أظهر حجم التخبط وعدم التنسيق بين قوات التحالف بقيادة السعودية سارع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وذلك بعد ساعات من تحطم الطائرة للقاء نائب قائد القوات البرية السعودية قائد وحدات المظليين والقوات الخاصة، اللواء ركن فهد بن تركي بن عبد العزيز لبحث أسباب إسقاط الطائرة وتداعيات هذه الحادثة.
أسباب تحطم الطائرة
تحدثت مصادر محلية يوم أمس عن تقارير أشارت إلى سقوط المروحية السعودية وهي من طراز "بلاك هوك" الأمريكي بمنظومة "بانتسير- إس 1" العاملة في صفوف تشكيلات جيش الإمارات العربية المتحدة.
وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى في القوات اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي لوكالة "فرانس برس" إن "المروحية السعودية لم تعرف عن هويتها للعمليات على الأرض" في محافظة مارب.
وأشار المسؤول إلى أن "النظام الدفاعي تعامل معها بشكل تلقائي وأصابها بشكل مباشر ما أدى إلى مقتل العسكريين" وعددهم 12 كانوا على متن المروحية.
في المقابل قال مصدر فضل عدم الكشف عن هويته إن قائد الطائرة العمودية نقيب طيار تركي الهويريني حاول التواصل بالعاملين على منظومة الدفاعات الجوية، وهم من الجانب الإماراتي، أكثر من مرة لاعلامهم بقدوم الطائرة لكنه لم يتلق أي رد.
وأضاف المصدر أن قائد الطائرة قرر مواصلة طريقه وعند دخوله إلى المنطقة الحساسة في معسكر تداوين شمال مأرب إنطلق صاروخ الباتريوت التابع لمنظومة الدفاع الجوي للجيش الاماراتي باتجاه الطائرة ما أدى إلى سقوطها قبل 5 كيلومترات من مهبطها.
من جهته نقل موقع "26 سبتمبر نيوز" التابع للقوات الحكومية اليمنية عن مصدر عسكري رفيع المستوى تأكيده أن "الجنود كانوا عائدين من إجازتهم"،وأن سقوطها كان نتيجة خلل فني تسبب في قراءة خاطئة لمنظومة الدفاع الجوي ما أدى إلى تدمير الطائرة قبل هبوطها.
ولم يتبنى أنصار الله إسقاط الطائرة حتى هذه اللحظة، حيث كشفت مصادر في قوات التحالف أن المنطقة التي سقطت فيها الطائرة في مأرب بعيد جدا عن مواقع أنصار الله.
أسماء القتلى
أعلنت القيادة العامة لقوات التحالف في بيان لها يوم الثلاثاء الفائت، أن المروحية "سقطت أثناء تأدية مهماتها العملياتية في محافظة مأرب، ونتج من الحادث استشهاد أربعة ضباط اختصاصيين، وستة ضباط صف وجنديان في القوات المسلحة".
وقام الصحفي السعودي إبراهيم الشيبان بنشر قائمة بأسماء ورتب الضباط وضباط الصف والجنود الذين قضوا في حادث الطائرة.
الضباط
المقدم الركن عبدالرحمن بن سعيد الشهراني، والمقدم الركن فيصل بن سعود السبيعي، و النقيب الطيار تركي بن إبراهيم الهويرني، والملازم أول الطيار ريان بن عبدالرحمن الشهراني.
ضباط الصف
الرقيب أول علي بن يحيى الشيخي، والرقيب فني موسى بن سالم الشهري، والرقيب أول نايف بن حسن معوض، وبرتبة رقيب علي بن عبدالله الحلافي، وبرتبة عريف، معيض بن محمد القحطاني، ومهل بن سالم الرشيدي.
والجندي أول محمد بن أحمد عقيلي، والجندي محمد بن عبدالله الصيعري
تساؤلات
أشار موقع "مينا ديفانس" الفرنسي إلى أن البعض يتسائل ويقول "لماذا يتم استخدام مثل هذه المنظومات الجوية المتطورة ضد ما يعرف بمجرد تمرد على الأرض؟".
وتابع الموقع، هناك إجابات منطقية مثل استخدام المدافع ذات معدل الرماية النارية العالية للوصول إلى الإشباع الناري على مواقع أرضية. أو لتعقب ومطاردة الطائرات بدون طيار التابعة لجماعة "أنصار اللـه".
ولفت الموقع إلى أن السؤال الحقيقي حول الأسباب التي قادت بطارية دفاع جوي لإسقاط طائرة صديقة تابعة لأحد الحلفاء يتمثل في أنه وخلال اللحظة التي كانت فيها المروحية السعودية تُحلق، فإن منظومة بانتسير التقطت هجوم لصاروخين باتجاه مأرب "مكان سقوط المروحية" وبالتالي فإن المروحية الصديقة علقت عن طريق الخطأ في شباك بانتسير الإماراتية وحدث ما حدث.
تجدر الإشارة إلى أن حادثة تحطم الطائرة في مأرب تعد أكبر خسائر القوات السعودية المعلنة في حادث واحد في اليمن منذ بداية الحملة العسكرية في مارس 2015.
وفي سياق منفصل، تمكنت قوات "أنصار الله" من الاحتفاظ بمعسكر"خالد بن الوليد" وهو أكبر معسكرات البلاد والجبل والواقع ضمنه، بالإضافة إلى احتفاظها بجبل النار شرق المخا على الرغم من المحاولات المتكررة من قوات التحالف للتقدم هناك.
وبعد تراجع قوات التحالف عن تلك المواقع، قال قيادي في قوات هادي إن الأخيرة "تعرضت لكمين في أثناء محاولتها اقتحام المعسكر، ما أدى إلى مقتل العشرات، وهو ما جعل القيادة تأمر بقية الأفراد بالانسحاب لإعادة ترتيب الصفوف، والعمل على تنفيذ خطة محكمة تضمن سقوط المعسكر".
وقالت مصادر مطلعة أن هذا الإخفاق سببه "ضعف التخطيط وانعدام التنسيق بين الكتائب المقاتلة".