الوقت- تناولت مختلف وسائل الإعلام الغربية الناطقة باللغة الإنكليزية اليوم الإثنين الموافق لـ 17/4/2017 نتائج الاستفتاء التركي، حيث اعتبرت وسائل الإعلام هذه أن النصر مصطنع وسيعيد البلاد إلى حقبة الحكم العثماني الديكتاتوري ناهيك عن أن البعض الآخر من هذه الصحف اعتبر إعلان النتائج هو إعلان لعودة عقوبة الإعدام للبلاد وبهذا ينبغي على تركيا أن تنسى موضوع الانضمام للاتحاد الأوروبي، وفيما يلي أبرز وسائل الإعلام:
الاندبندنت: أردوغان ادّعى الفوز وأعاد حكومة الإعدام للبلاد
قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم الاثنين على لسان الكتاب "هاريت اجير هوم" و"كريس ستيفنسن": إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ادّعى الفوز في التصويت الذي أجراه بغية منحه صلاحيات جديدة.
و کتبت الصحيفة البريطانية: إن المعارضة الرئيسية لحزب الشعب الجمهوري التركي قالت إنهم سيطالبون بإعادة فرز ما يصل إلى 40 في المئة من الأصوات، حيث يقدم التصويت مجموعة كبيرة من التغييرات الدستورية التي تعني أن الديمقراطية البرلمانية في تركيا يمكن أن تحل محلها رئاسة تنفيذية مطلقة، وذلك لأنه بعد دخول التغييرات الدستورية حيز التنفيذ سيكون لدى السيد أردوغان القدرة على البقاء في السلطة حتى عام 2029 على الأقل - نظراً لأنه سيكسب فرصة الترشح لإعادة انتخابه في عام 2019 ويحتمل أن يخدم فترة ولاية مدتها خمس سنوات.
وتابعت الصحيفة: إن نتيجة الاستفتاء ستسمح لأردوغان بإعادة السيطرة على حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي ساعد على إيجاده في الأساس، فهذا التصويت قد فتح انفجارات سياسية مريرة في تركيا، وسط مخاوف مؤكدة للمعارضين الذين يخشون من تركز السلطة في مكتب الرئاسة الأمر الذي سيجعل البلد يمضي قدماً نحو الحكم الاستبدادي وحكم الفرد الواحد، فبعد وقت قصير من إعلان وسائل الإعلام الرسمية عن النتيجة، قال أردوغان إنه "سيبحث" مسألة إعادة عقوبة الإعدام في تركيا.
الغاردیان : أردوغان يعزز قبضته الاستبدادية على تركيا
أما صحيفة الغارديان فقد عنونت في مقالها اليوم الإثنين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعاد بلاده إلى قبضة الاستبداد.
وقالت الصحيفة: إن تركيا التي سوف تستيقظ اليوم هي وأبناؤها لتجد نفسها في مكان مختلف جداً يحكمه زعيم كان سعيه إلى تعزيز السلطة قوة دافعة طوال حياته المهنية، فانتقال تركيا من الديمقراطية إلى ارتفاع الحكم الذاتي سوف يكون هدية لرجل أعلن في عام 1996 أن "الديمقراطية ليست هدفاً بل أداة"، وما زالت هناك أسئلة حول ما إذا كان حكمه القوي في تركيا يتمتع بالشرعية، فربما كان العام الماضي الأكثر دراماتيكية والمذهل في تاريخ الدولة الحديثة التي يرجع تاريخها إلى قرن من فوضى الانقلاب والتمرد والإرهاب وتآكل النظام العالمي والذي جاء كفرصة للرجل الذي كان يقطع الحريات المدنية قبل فترة طويلة من ذلك الحين.
وتابعت الصحيفة: إن محاولة الانقلاب الفاشلة في شهر تموز / يوليو الماضي بشكل خاص منحت أردوغان الفرصة لكي يعلن نفسه الحامي الوحيد المناسب للدولة المحاصرة وشعبها الضعيف، ناهيك عن مؤسسات الدولة، مثل المحاكم العسكرية والتنفيذية والتشريعية، أو مبادئ المجتمع المدني، مثل الصحافة الحرة والمعارضة والتي تم السيطرة عليها بشكل كامل، حيث ستسمح القوانين الجديدة لأردوغان، بصفته الرئيس التنفيذي، بالسيطرة على السلطة التنفيذية، لأول مرة في تاريخ البلاد، وسلطات واسعة من توظيف القضاة والمدعين العامين، وتعيين مجلس الوزراء، وإلغاء منصب رئيس الوزراء، والحدّ من دور البرلمان لتعديل التشريعات وغيرها الكثير، أي إنه سيتم استبدال التدقيق البرلماني بإرادة رجل واحد، يمكن انتخابه لمدة خمس سنوات كرئيس، وبما في ذلك ولايته الحالية. وإذا كان البرلمان سيطلب استفتاءاً مبكراً خلال ولايته الثانية، فإن أردوغان سيكون مؤهلاً للفوز، هذا يمكن أن يبقيه في الرئاسة حتى عام 2034.
واشنطن بوست: أرودغان اصطنع النصر
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم الاثنين على لسان الكاتب "كريم فهمي": إن هامش النصر الضيق في نتيجة الاستفتاء التركي يعكس استقطاب تركيا المتزايد بعد الانقلاب الفاشل في الصيف الماضي والحجج التي اصطنعت من قبل القيادة التركية لشن الإجراءات التي قال عنها نقاد أردوغان إنها ترسخ حكم رجل واحد.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط جعلت من أردوغان شريكاً للدول الغربية في السنوات الأخيرة، على عكس المتوقع بسبب استضافة تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ من سوريا، وقد توصلت إلى اتفاق مع الدول الأوروبية لمنع اللاجئين من السفر إلى أوروبا، الأمر الذي قد يفسره البعص أنه استغلال من قبل أردوغان حيث أجبر الغرب على اتباع سياسة غض النظر مع الإجراءات التي يشرعنها في تركيا.
التایمز: انتصر أردوغان وقسم بلاده
قالت صحيفة التايمز في تقرير لها نشر اليوم الاثنين على لسان الكاتب "امراح كوريل": إن إعلان الرئيس أردوغان فوزه في استفتاء يمكن أن يعتبر أيضاً تقوية مكانه كزعيم لتركيا لسنوات قادمة ولكنه وفي الوقت نفسه يعتبر إعلاناً لترك بلاده منقسمة بشكل حاد وسط وجود صراع حقيقي في الداخل التركي لإعادة فرز الأصوات، حيث إنه وبعد تغيير الدستور التركي، تم اليوم تحويل البلاد من الديمقراطية البرلمانية إلى الرئاسة التنفيذية المطلقة، فقد أيد حوالي 51.3 في المئة من 99 في المئة من الأصوات، هذه التغييرات، بعد حملة شرسة استند فيها السيد أردوغان إلى النزعة القومية المتشددة وإلى أمجاد الماضي العثماني التركي.
حرییت: نصر مثير للقلق، وأصوات "لا" هي الأهم
أما صحيفة حرييت التركية فقد قالت في مقال للكاتب "مورات ياتكين": إن النصر الذي حققه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو مثير للقلق، فهناك نتائج أخرى مهمة للغاية للتصويت، لم يتم أخذها بعين الاعتبار وهذه الأصوات هي "لا" أي الأصوات سادت في جميع المدن الثلاث الكبرى في تركيا من اسطنبول وأنقرة إلى أزمير، جنباً إلى جنب مع المدن المهمة الأخرى مثل أنطاليا وأضنة ومرسين، حيث "لا" سادت أيضاً، فإنها تمثل ما يقرب من ثلثي القوة المالية والصناعية والسياحية والثقافية والتعليمية في تركيا، وهذا يعني فعلياً أنها أكثر أهمية، أي إنها ذات أهمية اقتصادية، ومفتوحة على الجزء العالمي من تركيا والتي ستخضع لقواعد معتمدة من قبل الطرف الأقل أهمية من الناحية الاقتصادية، وأقل تعليماً.
فیتیران تودي: المدن التي صوتت بـ "لا" هي الأكبر والأهم
أما مجلة فيتيران تودي الأمريكية فقد قالت على لسان الكاتبة "آن دينير": مع ظهور نتائج الاستفتاء التركي الذي من شأنه أن يمنح الرئيس رجب طيب أردوغان صلاحيات دستورية، فإن المدن الكبرى في تركيا قد تبين أنها صوتت ب "لا"، وليس من المستغرب أن التصويت على الاستفتاء سيسمح بزيادة السلطات الرئاسية التي تلغي مكتب رئيس الوزراء وستؤدي إلى استبدال نظام الحكم البرلماني القائم برئاسة تنفيذية ونظام رئاسي يعطي الرئاسة السلطة العليا في تركيا، فسيكون بوسع الرئيس إصدار المراسيم، وتعيين مجموعة واسعة من كبار المسؤولين ووضع الميزانية الوطنية، مع إشراف قانوني محدود، وهذا كله مثير للقلق، كما أن الاستفتاء له آثار عميقة على محاولة تركيا الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، فإن تركيا تعيد فرض عقوبة الإعدام، وهذا سوف ينهي تلقائياً محاولة انضمامها للاتحاد الأوروبي.
وقالت المجلة الأمريكية: وفي الأساس الاستفتاء هو توطيد للسلطة بناء على طلب أردوغان بعد الانقلاب الكاذب الذي يمكن أن يغير تركيا من غربي يميل إلى الديمقراطية والعلمانية إلى ديكتاتورية افتراضية تحت قيادة حزب سياسي قوي، حيث تغير بسرعة القوانين داخل البلاد للتحرك نحو نظام ديكتاتوري ديني، ويبدو أن أولئك الذين يعيشون في المدن التركية الكبيرة يدركون ذلك، ولكن ماذا ستكون الآثار المستقبلية على المنطقة بعد هذا الاستفتاء؟