الوقت- بات من المعروف عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتخاذه للقرارات دون تخطيط وبتسرّع في أغلب الأحيان، ناهيك عن مواقفه وتصريحاته المضحكة في نظر خبراء السياسيين وتأثره بالأنباء الكاذبة.
تمثّلت أولى نهفات ترامب عندما أرغم الرئيس المكسيكي المعروف عن آدابه الدوبلوماسية على استخدام كلمات نابية، حيث لعن الرئيس المكسيكي حينها الجدار الذي افتتح به ترامب فترته الرئاسية قائلا: "تبا لهذا الجدار اللعين".
ولو عدنا بالذاكرة الى ثاني قرارات ترامب المفاجأة، أي القرار الذي فرض فيه حظرا لدخول أمريكا على مواطني سبع دول إسلامية، سنجد كمّا هائلا من السخرية على الرئيس الامريكي الجديد، وذلك لأنه وقع في فخ خبر كاذب يتحدث عن فرض الكويت حظرًا على مواطني خمس دول إسلامية من دخول أراضيها، مسوغا شرعية قراره بهذا الخبر المفبرك الذي فنّدت وزارة الخارجية الكويتية صحته بشكل حاسم.
ترامب يغلق الهاتف بوجه زعماء الدول
من المتعارف عليه دوبلوماسيا عدم إغلاق سماعة الهاتف بالوجه بين الرؤساء والمسؤولين، إلا أن ترامب لايعبأ بمثل هذه الآداب المصطنعة، فهو رجل أعمال يعتمد على سياق مباشر غير منمّق في الكلام.
فحينما كان ترامب يحادث رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول، وجاء "تيرنبول" على ذكر اتفاقية اللاجئين التي تقضي بأن تفي الولايات المتحدة بتعهدها، وتستقبل بعض اللاجئين من مركز الاحتجاز الأسترالي، استشاط ترامب غضبًا، وأبلغ محدّثه على الطرف الآخر بأن تلك كانت أسوأ المحادثات التي أجراها، وقرر بشكل مفاجئ إنهاء المكالمة، التي كان يفترض أن تستمر لمدة ساعة- بعد 25 دقيقة فقط، قبل أن يعود لاحقًا ليغرد على تويتر واصفًا هذا الاتفاق الذي وقعته إدارة أوباما بالغبي.
ترامب الجاهل بالإتفاقيات النووية
تخيل يرعاك الله.. أن يكون قائد أعظم دولة في العالم جاهلا بالإتفاقيات النووية التي وقعتها بلاده مع الدول التي تمتلك أسلحة نووية، ماهي ردّة فعلك؟ هل شعرت بالخوف لوهلة من الزمن؟ نعم سترتعد لسماعك مثل هذا الخبر لأنك تدرك مدى خطورة السلاح النووي.
فترامب لا يعلم ماهي الاتفاقيات النووية الموقعة بين بلاده وروسيا، الأمر الذي كان واضحا خلال مكالمته الهاتفية الأولى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أبدى ترامب جهلًا واضحًا بأحد أهم الاتفاقيات التي من المفترض أن تلتزم بها إدارته إزاء ترسانتها النووية، فحين تطرق بوتين إلى اتفاقية "ستارت -3" التي تفرض على الطرفين خفض ترسانتهما النووية مبديًا رغبته في تمديدها، أوقف ترامب المحادثة، واستدار لمستشاريه يسألهم عما تحويه هذه الاتفاقية، ليستكمل ترامب مكالمته غاضبا على الاتفاقية، وأبلغ بوتين أنها تدخل في قائمة الاتفاقيات الفاشلة الموقعة من قبل إدارة أوباما، لأنها في رأيه تصب في مصلحة روسيا.
سلوك ترامب المحرج في المقابلات
لاريب أن معظم المتابعين لأخبار العالم قد سخروا من تصرفات ترامب في اللقاءات الاجتماعات لاسيما مع الرؤساء، فخلال استقبال ترامب لرئيس الوزراء الياباني "شينزو آبي" في البيت الأبيض، صافح ضيفه بطريقة محرجة حيث أخذت المصافحة وقتًا أطول من المعتاد وامتدت لنحو 19 ثانية، كما ضغط ترامب على يدّ آبي بقوّة وهو يربت عليها، في حين كان الإحراج جليّا على وجه رئيس الوزراء الياباني.
وأما المسؤول الذي لم نتوقع أنه سيتعرض للإحراج من قبل ترامب فهو المستشارة الالمانية ميركل، فعندما توجّهت للبيت الأبيض في زيارة رسمية لتنهئة الرئيس الامريكي الجديد، أثار ترامب استغراب الجميع حين رفض مصافحة ميركل، التي حاولت جاهدة الحصول على مصافحة من يد ترامب الذي كان غارقا في توزيع الابتسامات للمراسلين.
ترامب عدو التكنولوجيا
إحدى أكثر المواقف سخرية للرئيس الامريكي ترامب هي عندما غفل عن وضع سماعة الترجمة في المؤتمر الصحفي الذي جمعه برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ولم يكن يفهم ما يقال، ومع ذلك فقد أومأ برأسه، وكأنه يستمع باهتمام إلى ما كان يقوله آبي.
ترامب يقع في الفخ
وفي الختام لايخفى على أحد التصريح المثير للضحك الذي أدان فيه ترامب هجوم إرهابي وهمي على السويد، ولو استمعت لما قاله ترامب ستشعر بالأسى على شعب السويد حيث قال حينها: علينا إبقاء دولتنا آمنة. تنظر إلى ما يحدث في ألمانيا، وتنظر إلى ما حدث الليلة الماضية في السويد. السويد، من كان يصدق ذلك؟ السويد!.
أدان ترامب الهجوم الارهابي الوهمي في التصريحات التي ألقاها أثناء حديثه أمام حشد من أنصاره يوم السبت 18 فبراير (شباط) في فلوريدا، والأمر الباعث للسخرية أنه لم يكن قد حدث أي شيء في السويد ليلة الجمعة، لم يحدث شيء على الإطلاق.