الوقت- أخلت النيابة العامة في الكويت سبيل النائب السابق وليد الطبطبائي بكفالة مالية قدرها 3000 دينار بعد اتهامه بالمساس بمقام ولاية العهد والضغط لتغيير ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح واتهام ايران بالتدخل سياسيا في الكويت ما يكشف بأن هذا النائب السلفي المتشدد السابق سيشعر بحرية اكبر في المستقبل في التفوه بما يريد وكيل الاتهامات.
وكانت وزارة الداخلية قد الكويتیة اعتقلته صباح يوم الجمعة وهو نائب سابق واستاذ في جامعة الكويت، بناء على أمر صادر من النيابة العامة. وقالت مصادر إن القاء القبض على الطبطبائي جاء بعد تغريدات له في حسابه على تويتر اتهم فيها إيران بالتدخل سياسياً في الكويت، بينما أعلنت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية في بيان لها أن القاء القبض على النائب السابق وليد الطبطبائي بأمر من النيابة العامة لإشاعته أخبارا كاذبة حول الأوضاع الداخلية والمساس بمقام ولاية العهد، في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي. وكانت الإدارة قد ذكرت بأنه سيعرض على النيابة العامة للتحقيق حيث جهة الاختصاص.
وبموجب الدستور الكويتي، يقترح الأمير شخصا لتولي منصب ولي العهد ثم يوافق عليه البرلمان، وكان الشيخ نواف، وهو أخ غير شقيق للأمير شيخ صباح الأحمد الصباح، عُيّن في منصب ولي العهد عام 2006 .
وأفاد المحامي مبارك الحربي بصفته الوكيل للنائب السابق وليد الطبطبائي أن النهج الذي اتبع مع الطبطبائي لم يتبع الإجراءات القانونية السليمة، وإنما إجراء الاعتقالات بهذا الشكل هو المتبع لديهم وهذا الأمر مرفوض اجرائياً وعلى المؤسسات في الدولة، ومنها سلطة التحقيق، أن تتبع الطريق الذي رسمه القانون في استدعاء المتهم، وكذلك التحفظ عليه ومنها القبض والسماح لهيئة الدفاع أن تتطلع على تلك الإجراءات.
ولم يتمكن المحامي من معرفة مكان الطبطبائي مع تجريده جهازه النقال الذي هو مغلق منذ حجزه، وطالب الحربي ان تسلك المؤسسات في الدولة طريق التحقيقات وإعطاء حق موكله بالحضور.
وانتقد المحامي مبارك الحربي طريقة اعتقال موكله، مشيرا إلی انها مخالفة لما اسماه حقوق الانسان وخصوصا ان موكله مازال متهما، قائلا ان طريقة الاعتقال تشكل اعتداء واضحا وامتهانا لكرامة الكويتيين عموما وموكله بشكل خاص، حيث تم ايقافه بالقوة بالرغم من عدم علمه بأمر القبض عليه، ووصف الحربي حالة الغضب الشديد والثوران خلال اعتقال الطبطبائي "حيث سحلوه واسقطوا غترته وعقاله واستخدموا اشد انواع القسوة وغطوا رأسه وعينيه بطريقة بوليسية غريبة وصراخ".
وذكرت مصادر أن التغريدة التي كانت سببا في اعتقال الطبطبائي كتب فيها "ضغوطات وإغراءات إيرانية على الكويت لتنحية ولي العهد الشيخ نواف والدفع محله بشخص له علاقات قوية مع إيران نتمنى أن تفشل هذه المحاولات".
والمعروف أن وليد الطبطبائي من الداعمين لما يسمى الجيش الحر في سوريا وإنه جمع الكثير من التبرعات وحملها بنفسه إليهم، كما شارك في العمليات العسكرية وعمليات اخرى من طهي وإغاثة وتطبيب وغيرها منذ بداية الأزمة السورية وحتى لحظة اعتقاله.
كما يعتبر الطبطبائي من ابرز الداعمين للمسلحين الارهابيين في سوريا وقد دخل سوريا اكثر من مرة برفقة الارهابيين والتقط معهم الصور وهو يعبئ المتفجرات ويحمل السلاح ضد الحكومة السورية.
وينتمي النائب السابق إلى كتلة التيار السلفي والتي تعارض دخول ما تسميه العادات الغربية الجديدة على المجتمع، وكان مع المعارضين بشدة لحقوق المرأة بالتصويت ودخول المجتمع.
والطبطبائي حائز على درجة الدكتوراه في الشريعة الاسلامية من جامعة الازهر في مصر واستاذ في جامعة الكويت في مادة التفسير وقد كان نائبا في البرلمان الكويتي بين عامي 1996 حتى عام 2012 وهو معروف بعقائده وافكاره السلفية المتطرفة.
وكانت السلطات الكويتية قد اعتقلت في السابق عددا من النشطاء السياسيين والنواب السابقين لتوجيههم انتقادات الى بعض الدول ومنها السعودية ومصر والبحرين وايران.
كما اقدمت المحاكم الكويتية علی إصدار احكام بسجن عدد من النشطاء السياسيين والنشطاء في الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بسبب كتابتهم نصوصاً تمس بمكانة امير الكويت.
وتؤكد ايران دوما انها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى لكن كيل هذه الاتهامات من قبل الطبطبائي لايران تؤكد ان السلفيين والوهابيين لا يعرفون لهم عدوا الا ايران في وقت يسفك فيه الاسرائيليون دماء الفلسطينيين في كل يوم وتتعرض المجتمعات العربية في كل يوم الى غزو صهيوني وامريكي ثقافي شامل وتحاك المؤامرات على قوى المقاومة والممانعة في العالمين الاسلامي والعربي.