الوقت- استفاقت مصر الأحد على تفجيرات ارهابية مدوية هزت كنيستي مارجرجس والمرقسية في طنطا والإسكندرية وخلفت أكثر من 150 ضحية بين قتيل وجريح.
تفجير كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية كان هو الأول من حيث الزمن، والاقوى من حيث عدد الضحايا، حيث قال شهود عيان إن انتحاري داخل قاعة صلاة الرجال في كنيسة مارجرجس خلال إحياء قداس "أحد الشعانين"، ونقلت صحف مصرية عن شهود عيان قولهم إن شابا يبلغ من العمر ما بين 30- 35 عاما دخل مسرعا إلى الكنيسة وتوجه إلى الصفوف الأمامية لمقاعد المصلين وقام بتفجير نفسه ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات لتتطور الحصيلة لاحقا إلى أكثر من 26 قتيلا وعشرات الجرحى.
وأظهرت لقطات بثها نشطاء على مواقع التواصل دمارا كبيرا لحق بقاعة الصلاة في الكنيسة والعديد من الجثث المتناثرة وآثارا للدماء على الجدران.
البابا ينجو من تفجيرات الاسكندرية
وبعد أقل من اربع ساعات على تفجير طنطا، كان الكنيسة المرقسية قرب المقر البابوي في الإسكندرية على موعد مع محاولة انتحاري الدخول إلى الكنيسة لتفجير نفسه، وحال أحد ضباط الشرطة برتبة مقدم دون دخول الانتحاري الذي فجر نفسه فيه لكن الإنفجار كان قويا وتسبب في في مقتل أكثر من 10 أشخاص وجرح العشرات وانهيار جزء من أحد المباني القريبة من الكنيسة.
ونجا بابا الكنيسة المرقسية تواضروس الثاني من التفجير الانتحاري بعد ترؤسه قداسا صباحيا بـ"أحد الشعانين" ومغادرته الكنيسة قبل وصول الانتحاري بوقت وجيز.
وبعد تلك التفجيرات الارهابية قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بالقوات المسلحة بشكل فوري لمساعدة الشرطة في الحفاظ على المنشآت الحيوية والهامة بكافة المحافظات في مصر.
داعش يتنبى والأزهر يندد
وعلى الفور سارع تنظيم داعش الارهابي بفرعه المصري المعروف باسم "ولاية سيناء"الى تبنى التفجيرين الارهابيين الذي هزّا مصر وكنائسها، وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم إن "مفرزة أمنية" تابعة لـ"الدولة الإسلامية نفذت هجومي الكنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية".
وفي اول تعليق له بعد تلك التفجيرات الارهابية، أدان الأزهر، بشدة ما أسماه"التفجير الإرهابي الخسيس"، بحسب بيان له، مشددا على أنه يمثل جريمة بشعة في حق المصريين جميعا، وأكد الأزهر، في بيانه، تضامنه مع الكنيسة المصرية في مواجهة الإرهاب، وثقته الكبيرة في قدرة رجال الأمن على تعقب الجناة، وتقديمهم للعدالة الناجزة، وشدَّد على أن المستهدف من هذا التفجير الإرهابي الجبان هو زعزعة أمن واستقرار مصرنا العزيزة ووحدة الشعب المصري، وفق وصفه.
انتكاسة كبيرة للبورصة المصرية
أخبار التفجيرات الارهابية في مصر كان لها أثر فوري على الاقتصاد المصري، وسمع صدا التفجيرات الى مقر البورصة المصرية التي تلونت باللون الأحمر، واتجهت غالبية الأسهم المدرجة نحو تسجيل خسائر حادة، عد موجة بيع عنيفة من قبل المستثمرين الأفراد والصناديق والمؤسسات.
و خسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات الدرجة، ووفقا لبيانات البورصة المصرية نحو 6.9 مليار جنيه بنسبة تراجع تقدر بنحو 1.03 في المئة بعدما تراجع من نحو 664.3 مليار جنيه في إغلاق تعاملات جلسة الخميس الماضي، ليسجل نحو 657.4 مليار جنيه بحلول نهاية تعاملات جلسة اليوم.
اقالة مدير أمن محافظة الغربية بعد "ضربه"
الى ذلك أعلن وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبدالغفار، اقالة مدير أمن محافظة الغربية، اللواء حسام الدين خليفة، وعدد من قيادات الأمن الوطني، وتعيين اللواء طارق حسونة، مديرا لأمن الغربية، خلفا له.
وكان مدير الأمن المقال تعرض للضرب المبرح على يد مجموعة من الشباب الأقباط الغاضبين، داخل كنيسة مارجرجس بطنطا، عقب التفجير الارهابي الذي وقع فيها، حيث قام اللواء خليفة بتفقد الموقع وتهدئة النفوس، لتقوم مجموعات من الشباب الأقباط الغاضبين باحتجازه في إحدى القاعات وإشباعه ضربا مبرحا قبل أن يجري إخراجه من أحد الأبواب الخلفية للكنيسة.
وتأتي التفجيرات الارهابي قبل أيام من زيارة مرتقبة للبابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إلى القاهرة، نهاية نيسان/ أبريل الجاري، حيث بدأت الأجهزة الحكومية بالاستعداد لها، وسط استنفار أمني غير مسبوق.
كذلك تتزامن التفجيرات الارهابية مع تشديد وزارة الداخلية المصرية ترتيباتها الأمنية في محيط الكنائس المصرية ودور العبادة الخاصة بالمسيحيين، استعدادا لاحتفالات "أسبوع الآلام"، حيث يسمى هذا الأحد "أحد السعف"، عيد مسيحي يأتي في اﻷحد اﻷخير قبل عيد القيامة، لتجنب حدوث أي محاولات لاستغلال المناسبات المسيحية لتنفيذ تفجيرات، مثلما حدث في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بتفجير الكنيسة البطرسية في العباسية، الذي أسفر عن مقتل 25 شخصا.