الوقت- كل يوم جديد في سورية هو عيد أم ، فقد أثبتت الأم السورية خلال الأزمة السورية أنها وطن يتربع على عرش وطن.
لطالما كانت الأزمة السورية أشبه بكابوس أثقل نفوس السوريين على أمل أن يستفيقوا منه منتصرين فيزهر ربيع سورية من دماء طاهرة روت أرضاً طاهرة ، تلك الدماء التي قدمها الجيش السوري كُرمةً للأم سورية لابد وأن هذه المهمة السامية تقف خلفها سيدات وأمهات عززن مفهوم الوطن في عقول أبنائهن . والأم الأعظم هي سورية التي ربت هكذا أمهات .
لتخرج الأم السورية عن النمط الأنثوي وتزج بأبنائها في ساحات القتال و تتلقى بعدها خبر استشهاده بكل عزيمة وإصرار على متابعة النهج . فالقضية قضية وجود ( نكون أو لا نكون ) ولتبقى سورية قلعة عصيةً على الأعداء .
في عيد الأم الذي يصادف 21 مارس يوم الاعتدال الربيعي لابد لنا وأن نتذكر قوة وعطاء المرأة السورية وخاصة أمهات الشهداء اللواتي قدمن أبنائهن قرابين للأم سورية التي لا تموت و التي لطالما كانت مقبرة للغزاة على مر العصور .
نعم لعيد الأم وقعه الخاص في سورية فالأم السورية من أعظم نساء الأرض فهي أم الشهيد والجريح والمخطوف والمفقود وأعظم الأمهات تلك التي حملت صورة ابنها عندما عاد مستشهداً رافعةً إياها كراية نصر وشهادة ميلاد جديد للوطن .
وقد بينت بعض أمهات الشهداء وزوجاتهن خلال تكريمهن في عيد الأم ،أن المسيرة مستمرة فالسيدة " صباح السلوم " زوجة الشهيد العميد منذر حسن السلوم أم لسبعة أولاد وخلال حديثها لوكالة سانا قالت بأن صبر أمهات الشهداء رسالة تؤكد أن الوطن منيع على الأعداء .
أما أم الشهيد " مصعب الأسعد " عرفت بنفسها بكل فخربأنها أم البطل وهو لقب تعتز به . وكانت السيدة "رتيبة مرعي" زوجة الشهيد رجب الأطرش وهي أم لستة أولاد اثنان منهم في ساحات القتال أكدت على أنها هي وأولادها مشروع شهادة على طريق النصر . وغيرهن الكثير من الأمهات التي لاتتسع السطور الضيقة لاستيعاب عنفوانهن وصبرهن .
ففي عيد الأم تحية إجلال وإكرام لكل أم شهيد انفطر قلبها بفقدان شقيق روحها وتحيةً للأمهات اللواتي يعانين في المخيمات ولكل أم مفقود و مجروح عس أن تداوى جراح الأم سورية ويزول ضباب الظلم عن أرض الشمس كما أسماها الفينيقيون .